صحة

النبيذ الخالي من الكحول مفيد جداً للقلب

يؤكد خبراء في مجال الصحة، أنّ النبيذ الخالي من الكحول قد يمنحك جميع الفوائد الصحية للنبيذ الحقيقي.

وفي تقرير نشرته صحيفة “ديل ميل” وترجمه موقع “صوت بيروت إنترناشونال”، فقد قام الباحثون في جامعة أنجليا روسكين بتحليل البيانات مما يقرب من 450,000 من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً للنظر في آثار استهلاك الكحول المعتدل على صحتهم.

ووجد الباحثون انخفاض في خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بين الناس الذين شربوا 11 أكواب من النبيذ في الأسبوع بنسبة 40% مقارنة مع الذين لا يشربون أو الذين يشربون بكثرة.

تم العثور على نفس الخطر المنخفض بين أولئك الذين يشربون بانتظام أنواع النبيذ غير الكحولية.

وقال الباحثون أنّ النتيجة تشير إلى أنّ الفوائد ترجع إلى العنب الموجود في النبيذ، وبالتالي فإنها تكذّب حقيقة الأسطورة القائلة بأن الكحول نفسه له آثار إيجابية.

يحتوي العنب على نسبة عالية من مضادات الأكسدة التي تسمى البوليفينول، والتي يمكن أن تحسّن وظيفة البطانة الداخلية للقلب وتزيد من مستويات الكوليسترول الوقائي.

واتضح أنّ شرب كمية معتدلة من البيرة أو عصير التفاح أو المشروبات الروحية، من ناحية أخرى، كان مرتبطاً بحوالي 10 في المائة من المخاطر المتزايدة.

كحما توصي الخدمات الصحية الوطنية بأن يشرب البالغون ما لا يزيد عن 14 وحدة من الكحول في الأسبوع، وهو حوالي ستة مكاييل من البيرة متوسطة القوة أو 10 أكواب من النبيذ منخفض القوة.

وفي الدراسة التي نشرت في مجلة Clinical Nutrition، قام الباحثون بتحليل بيانات من 446,439 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 40 و69 عاماً للنظر في تأثير كميات معتدلة من استهلاك الكحول على الصحة.

أفاد المشاركون بأنفسهم عن كمية البيرة وعصير التفاح والنبيذ والشمبانيا والمشروبات الروحية التي يشربونها في الأسبوع.
رصد الخبراء حالتهم الصحية لمدة سبع سنوات، بما في ذلك الوفيات الإجمالية ومشاكل القلب والسرطان والأمراض الدماغية الوعائية، مثل السكتة الدماغية.

وقال الباحثون أنّ أولئك الذين شربوا بين أربعة وخمسة أكواب من الشمبانيا أو النبيذ الأبيض أو ثمانية إلى 11 كأساً من النبيذ الأحمر لديهم خطر منخفض للإصابة بأمراض القلب الإقفارية.

لكنّ نفس النتيجة تنطبق على أولئك الذين شربوا النبيذ الخالي من الكحول.

الدكتور رودولف شوت، أستاذ مشارك في الجامعة وكبير الباحثين في الدراسة،يؤكد أنّ هناك “علاقة مفيدة وقائية لا يمكن إنكارها” عن طريق شرب الكحول القائم على العنب.

وقال: “تعتبر هذه العلاقة موجودة أيضاً في النبيذ الخالي من الكحول، لذلك تشير إلى أنّ الفوائد تعود إلى البوليفينول الموجود في النبيذ بدلاً من الكحول”.

لكنّ الارتباطات الإيجابية بين النبيذ والفوائد الصحية تقابلها مخاطر أخرى، خاصة من السرطان.

وجدت الدراسة أنّ أولئك الذين شربوا مستويات منخفضة من البيرة وعصير التفاح والمشروبات الروحية لديهم مستويات أعلى من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والوفيات.

وقال الباحثون أنّ النتائج التي توصلوا إليها “لا تدعم فكرة أنّ الكحول، مهما كان نوعها، مفيدة للصحة”.

وقال الدكتور شوت أنّ شرب الكحول، حتى بمستويات المنخفضة، يمكن أن يضر بالصحة.

أوصت الدراسات السابقة بأنّ شرب الكحول من ثلاثة إلى سبعة أيام في الأسبوع يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية.

ولكن هذه المقارنات غير دقيقة مع الذين لا يشربون أو الذين لم ينظر إلى نوع الكحول الذي يستهلكونه.

وأضاف الدكتور شوت: “ستحتوي مجموعة من غير الشاربين على أفراد يمتنعون عن الكحول لأسباب صحية مختلفة موجودة مسبقاً، مما يجعل هذه المجموعة المرجعية عالية المخاطر بشكل مدهش.”

“إنّ مقارنة مجموعة من الأشخاص الذين يشربون المشروبات بصورة منخفضة إلى معتدلة بهذه المجموعة المرجعية “المحفوفة بالمخاطر” التي تحتوي على الأشخاص الذين لا يشربون الكحول يمكن أن تشير عن طريق الخطأ إلى أنّ الكحول مفيد للصحة.”

على الرغم من توصيات الخدمات الصحية الوطنية بعدم شرب أكثر من 14 وحدة من الكحول في الأسبوع، يظهر البحث “أنه حتى استهلاك مستويات منخفضة من الكحول يمكن أن يكون ضاراً بصحتنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى