صحة

خبراء يجيبون..لماذا تشعر النساء بالبرودة أكثر من الرجال؟

وجدت دراسة جديدة أن الإناث يشعرن بالبرودة أكثر من الذكور، وذلك بالنسبة للبشر وبعض الكائنات الأخرى أيضاَ.

لدى الرجال والنساء الكثير من الأشياء التي يختلفون فيها عن بعضهم، وقد وجدت دراسة جديدة أن هذه الاختلافات تشمل الإحساس بحرارة الطقس، إذ يقول الباحثون إن التصور القائل بأن النساء غالباً ما يشعرن بالبرودة أكثر من الرجال ليس مجرد خرافة، وذلك ليس بالنسبة للبشر فقط ولكن بالنسبة للعديد من الكائنات الأخرى أيضاً، وفقاً لموقع “Study Finds” الأمريكي.

وأشار الموقع إلى أن الدراسة الجديدة وجدت سبباً حقيقياً لتفضيل الإناث الحرارة وميل الذكور للأجواء الباردة، وهو ما قالت إنه يؤدي لإبعادهم عن بعضهم.

ونقل الموقع عن فريق الباحثين بقيادة الدكتور إيران ليفين والدكتورة تالي ماجوري كوهين قوله: “هذه الدراسة تقترح أن الذكور والإناث يشعرون بدرجات حرارة مختلفة، وهو ما يعد فرقاً داخلياً بين أنظمة استشعار الحرارة لكلا الجنسين، والذي يرتبط، من بين أمور أخرى، بعملية التكاثر والعناية بالنسل”.

ونظر مؤلفو الدراسة في كيفية حدوث هذه الظاهرة أيضاً بين الطيور والخفافيش، ولاحظوا أن الدراسات السابقة قد وجدت أن الخفافيش تنفصل عن بعضها البعض خلال موسم التكاثر، إذ يتجه ذكور الخفافيش نحو المناطق الأكثر برودة خلال هذا الوقت، كما كشفت دراسات أخرى عن سلوك مشابه بين الطيور والثدييات، حيث يتجه الذكور إلى مناطق أكثر برودة بينما تبقى الإناث مع الصغار في مناطق أكثر دفئاً، وحتى بين الكائنات التي يعيش فيها الجنسين معاً، فقد وجد العلماء أن الذكور غالباً ما يقفون في الظل فيما تتجه الإناث للوقوف في أماكن تتواجد فيها أشعة الشمس.

وفي الدراسة، قام الفريق بجمع بيانات على مدى 40 عاماً (من 1981 إلى 2018) عن آلاف الطيور من 13 نوعاً تهاجر كل عام، كما نظروا أيضاَ إلى 18 نوعاً من الخفافيش.

ولفت الموقع إلى أن الدراسة قد ركزت على الطيور والخفافيش لأنها عالية الحركة، وخاصة الطيور المهاجرة، ومع وضع ذلك في الاعتبار، فقد رأى الفريق أن الأمر سيجعل دراسة تفضيلات درجة الحرارة بينهما واضحة جداً.

ووجدت الدراسة، التي نُشرت نتائجها في مجلة ” Global Ecology and Biogeography” أن السبب الذي يدفع الذكور والإناث بعيداً عن بعضهما ربما هو الرغبة في الحفاظ على سلامة صغارهم، إذ يقول الدكتور كوهين إنه عندما يذهب الذكور إلى المناخات الأكثر برودة والإناث إلى مناخات أكثر دفئاً، فإن ذلك يقلل من المنافسة على الموارد، كما أنه يمنع الذكور العدوانيين من تعريض الأبناء للخطر.

وتابع كوهين: “بالعودة إلى عالم الإنسان، فإنه يمكننا أن نقول إن هذا الاختلاف في الإحساس بالحرارة يهدف إلى أخذ الزوجين بعض المسافة من بعضهما البعض حتى يتمكن كل فرد من الاستمتاع ببعض الهدوء والسكينة، ويمكن أيضاً ربط هذه الظاهرة بالظواهر الاجتماعية التي لوحظت في العديد من الحيوانات وحتى في البشر، إذ أنه في البيئة المختلطة من الإناث والذكور، عادة ما تميل الإناث إلى الاتصال الجسدي بشكل أكبر فيما بينها، بينما يحتفظ الذكور بمسافة أكبر ويبتعدون عن الاتصال الجسدي مع بعضهم البعض”.

ومضى كوهين يقول: “هناك اختلاف بين آليات استشعار الحرارة لدى الإناث والذكور، وهذا الاختلاف مشابه في جوهره للاختلافات المعروفة بين أحاسيس الألم التي يعاني منها الجنسين، كما أنه يتأثر بالاختلافات في الآليات العصبية المسؤولة عن الإحساس وأيضاً بالاختلافات الهرمونية بين الذكور والإناث”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى