الدكتور صلاح الضناوي: عوارض الكورونا عند الأطفال شبيهة بعوارض الفيروسات الموسمية
هل يصيب فيروس كورونا الأطفال حديثي الولادة؟
خيّم شبح كورونا على كل دول الكرة الأرضية ودون تمييز بين متقدمة منها أو من العالم الثالث، حاصدًا الأرواح دون رحمة ولا تفرقة بين صغير وكبير، بين مريض أو صحيح ورغم ما نلحظه من تجنيد لأهم المختبرات والدراسات العالمية لإنتاج لقاح يقي البشرية شرّ هذا الفيروس المميت، غير أن الوضع المستشري لا زال مكانك راوح.
وفي هذا الإطار تراوحت الآراء وتنوعت المعلومات حول إصابة الأطفال وحديثي الولادة بفيروس كورونا المستجد ونقل العدوى منهم إلى الكبار فيما نفت أخرى هذه المعلومات جملة وتفصيلًا عازية إصابة بعضهم لأسباب تتعلق بأمراض وراثية أو مزمنة قد تؤدي بهم الى الوفاة وفيما عدا ذلك يعتبر كأحد الفيروسات المعروفة التي يتعرض لها الأطفال إجمالًا.
وللإطلاع على تفاصيل الموضوع ودقته كان لـ “المنبه” لقاء خاص مع طبيب الأطفال المتخصص بحديثي الولادة والمعالج في إحدى مستشفيات فرنسا الدكتور صلاح الضناوي تحدث فيه عن فرضية إصابة الأطفال حديثي الولادة بكوفيد 19 نافيًا أن يكون هناك عوارض أخرى غير الحرارة ومما قاله: “تنتقل عدوى الكورونا بالإجمال من الأم الى الطفل مباشرة عن طريق التنفس، مصحوبة بعوارض كتلك الناتجة عن الإلتهابات التي تصيب الأطفال عادة مثل الحرارة وهي العارض الأهم، بطء بالرضاعة، ضعف بالحركة وكلها عوارض نلحظها عادة عند الأطفال لا سيما عند تغيير الفصول”.
وأضاف: “لم تسجل حالات مثبّتة في العالم حتى اليوم، عن احتمال انتقال الفيروس من الأم الى الجنين عن طريق الدم أو حبل الصرة باستثناء حالتان سجلتا في العالم واحدة في أميركا وأخرى في البرتغال وإن كان الغموض لا يزال يلف الحالتين على السواء. أما بالنسبة الى الرضاعة فقد سجلت 4 حالات في العالم تم فيها انتقال الفيروس عبر حليب الأم إلى الطفل بالرضاعة لكن دون تأكيد فرضية انتقال العدوى عبر الحليب، وهو ما يساهم في تدعيم آراء ودراسات كل الجمعيات المهتمة بشؤون المرأة والطفل والتي تعمل على تشجيع النساء على الرضاعة حتى ولو كانت الأم مصابة بكوفيد 19 مع التشدد بالتزام كل معايير السلامة العامة وأهمها وضع الكمامة وغسل اليدين والعناية بالنظافة الشخصية، منعًا لانتقال الفيروس عن طريق الرذاذ في الهواء أو عبر التنفس”.
وعن إمكانية الفصل ما بين الفيروسات الموسمية العادية عند الأطفال والكورونا، من جهة، وانتقال الفيروس من الصغار إلى الكبارمن جهة أخرى، أجاب الدكتور الضناوي قائلًا: “من الصعب الفصل في ما بين الفيروسات المعروفة وفيروس كورونا المستجد إلّا بواسطة فحص ال PCR الذي تعود له وحده فرضية الايجابية أو السلبية في الإصابة وفيما عدا ذلك نتعاطى مع الموضوع وكأنه “رشح” يعالج وفق وضع الطفل المصاب بالفيروس. بمعنى آخر، قد يكون الرشح عاديًا نكتفي بالأدوية المتعارف عليها عالميًا والخاصة بتخفيف حدته، وإن كان مصحوبًا بحرارة فنعطي المضادات التي تقضي على الفيروس”.
وعن انتقال العدوى من الصغار إلى الكبار فهي ممكنة وبمضض، إذ لا تتعدى قدرة الصغير على إرسال الرذاذ في الهواء لأكثر من 50 سنتم، على عكس الكبير الذي يفترض أن يكون التباعد في ما بينه وآخر نحو مترين وأكثر، لذا حالات عدوى مسجلة من صغير إلى كبير تكاد تكون معدومة وهي أقل بعشر أضعاف من كبير لنظيره.
وعما إذا سجلت حالات وفاة أطفال أو حديثي ولادة بفيروس كورونا أجاب: “الحالات تكاد تكون نادرة وإن سجلت فهي لأطفال يعانون أمراض وراثية أو مزمنة، مقارنة مع نسبة الشفاء التي وصلت إلى مئة في المئة والتي تؤكد فرضية صعوبة إصابة الأطفال بالفيروس المستجد”.
وتابع قائلًا: “أود أن أتحدث عن أمر بالغ الأهمية ويتعلق بإصابة بعض الأهالي بالفيروس المستجد، والذي لم نجد له أي تأثير أو تداعيات على أطفالهم إطلاقًا، بمعنى عدم تسجيل العدوى في بيوتهم، من هنا تبقى التساؤلات حول تداعيات وأسباب وعلاجات هذا الفيروس القاتل مفتوحة ومرهونة بكل حالة على حدا وتتعلق بشكل مباشر بجهاز المناعة عند الأفراد الذي يساهم ووفق تركيبته بالد فاع عن الجسم ضد أي فيروس يهاجمه”.
أما عن الموضوع المتعلق بالمناعة التي يكتسبها جسم الإنسان ما بعد الإصابة بالفيروس أجاب د .الضناوي أنه لمن الصعب الحديث عن هذا الموضوع في الوقت الحاضر ولعله يكون العقبة الكبرى أمام انتاج لقاح يقي الناس شر انتشاره في العالم، فالمعلومات في هذا الإطار لا زالت ضعيفة نسبيًا.
وختم معلقًا على نتائج فحوص ال PCR التي يتم الyعتماد عليها للتأكد من الإصابة أوعدمها بالفيروس المنتشرفي كل أصقاع الأرض قائلًا: “الـ PCR عند الأطفال غير دقيق إجمالًا، وإذا كانت نسبة الدقة عند الكبار 70% فعند الصغار تكاد لا تصل إلى الخمسين علمًا أن الفيروس يتكاثر بقوة في أنف وحنجرة الأطفال، أما بالنسبة الى فحص الدم فهو لا يظهره إلا بعد 21 يومًا من التقاط الشخص للفيروس.