تسعى وكالة الحدائق والمتنزّهات العامّة في كندا للاستفادة من زيارات الكنديّين لمواقعها لِتحقيق أهداف علميّة.
وأنشأت الوكالة لهذه الغاية مبادرة “كوستي” التي تشارك فيها حدائق عامّة في مقاطعات الشرق الكندي الأطلسيّة ومقاطعة أونتاريو.
وتشرح سامنتا لاروش مسؤولة توعية الجمهور في حديقة كوشيبوغاك العامّة في نيو برنزويك كلمة كوستي، وتقول إنّها مزيج من كلمتَي
كوست” وتعني ساحل، و سيلفي.
وتساعد الصور وكالة الحدائق العامّة كما تقول لاروش ، في رصد التغيّرات التي تطرأ على السواحل بسبب التغيّر المناخي.
وتقول لاروش إنّ زملاءها في متنزّه جزيرة برنس إدوارد أطلقوا الفكرة، وانضمّ إليها الخبراء من جامعة وندسور في أونتاريو.
وتوفّر حديقة كوشيبوغاك 3 حمّالات للهاتف الخليويّ في 3 مواقع، يمكن للزائر أن يضع هاتفه في إحداها، وأخذ الصور وتحميلها من خلال استخدام رمز الاستجابة السريعة QR، أو نشرها مباشرة على موقع المبادرة الإلكتروني، من خلال اتّباع التعليمات المنشورة على الحمّالات.
وتهدف المبادرة إلى رصد التطوّر الذي يطرأ على السواحل، من خلال صور مأخوذة في مكان محدّد.
ويستخدم الخبراء في جامعة وندسور هذه البيانات من أجل تحليل تطوّر الساحل ورصد ظاهرة التآكل وتغيّر الكثبان الرمليّة.
ويهوى الزوّار أخذ الصور كما تقول سامنتا لاروش ، وتستفيد وكالة الحدائق العامّة منها لأغراض الحفظ.
وتشير إلى أنّ العواصف الشديدة وارتفاع وتيرتها أدّت إلى حدوث تغييرات في الحدائق العامّة.
ويرصد فريق الحفظ التابع لِحديقة كوشيبوغاك تداعيات هذه التغييرات، ويأمل أن يجد طريقة للتخفيف من تداعيات التغيّر المناخي، ويرى أنّ رصد السواحل من خلال أخذ الصور يوفّر له معلومات قيّمة.
وتساهم الأبحاث التي يقوم بها الخبراء في جامعة وندسور إلى حدّ بعيد في جهود وكالة الحدائق العامّة لِرصد تغيّر السواحل، وتساعدها الصور في رصد التغيّر الذي يحدث من موسم إلى آخر ومن سنة إلى أخرى حسب ما قالت سامنتا لاروش.
ومن الممكن أن يأخذ زوّار الحدائق العامّة الصور على مدار السنة، وتعرب لاروش عن أملها في أن يشارك الكثيرون منهم في هذه المبادرة.
و مساهمة الجمهور مهمّة في رأيها، وبمجرّد انخراط أحدهم في حماية أحد المواقع، يصبح أكثر استعدادا لمساعدة الوكالة في الحفاظ على سلامته.
ووضعت وكالة الحدائق والمتنزّهات العامّة الكنديّة (نافذة جديدة) Parks Canada/ Parcs Canada حمّالات هواتف كوستي في عدد من حدائقها في نوفا سكوشا و جزيرة برنس إدوارد و أونتاريو.
وتأمل الوكالة في أن تساعد هذه المبادرة في الحفاظ على السواحل لأنّ التآكل يحدث تدريجيّا، وليس من الممكن رؤيته على أساس يوميّ، بل يصبح أكثر وضوحا من خلال بيانات الصور التي يجمعها زوّار الحدائق كما قالت سامنتا لاروش مَسؤولة توعية الجمهور في حديقة كوشيبوغاك العامّة.
المصدر (سي بي سي)
