أخبار لبنان

الجامعة الثقافية في العالم: للعمل معا من أجل استعادة استقلال لبنان

 وجه الرئيس العالمي للجامعة الثقافية اللبنانية في العالم نبيه الشرتوني، رسالة بمناسبة ذكرى الاستقلال، جاء فيها: “أعزائي أبناء الوطن في الاغتراب وفي لبنان، ينتاب الاغتراب اللبناني ارتباك غضوب لما يحدث في الوطن الأم لبنان، وقد فرغت كلمة استقلال من كل معنى، وباتت مسخا أجوف غادرته السيادة والبحبوحة والطمأنينة.

لبنان أمام العالم كان دولة نموذجية تتعايش فيه الاديان الثلاثة ومذاهبها، والعقائد السياسية المختلفة، وحيث التعدد والاختلاف كان غنى. لكن مناخ الحرية استُغل من عقائد أضحت عبئا، لا بل خطرا على الوطن، لذا ينتابنا هذا القلق الممزوج بالألم. لكن، وبالرغم من كل ذلك، فإن الأمل يبقى معقودا على جامع واحد لكل اللبنانيين، عنيت: محبة لبنان، بالرغم من ان الفرقاء يُظهرون هذه المحبة في كثير من الأحيان وفق مصالحهم والأهواء.

أتساءل ما إذا كان لبنان يتمتع بالحكم الذاتي في اتخاذ قراراته وأحكامه مالكا الحرية الكاملة في تثبيت قوانينه الخاصة وفرض سلطته كدولة ذات سيادة.

وأتساءل الآن ما الذي تبقى من لبناننا المستقل والفريد.

فهل بالصراعات نحافظ على الاستقلال، ولقد ناضل من أجله عظماء من تاريخنا، خلال نزاع دام عدة قرون على الطريق التي خطتها عائلتا معن وشهاب واستمر بنفس الروح بعد الحرب العالمية الاولى من قبل البطريرك حويك وغيره من الأحرار الذين كانوا يتوقون الى وطن نهائي مستقل بحدوده التاريخية.

لم يكن لرجالات الاستقلال سنة 1943 أن يحققوا حلم اللبنانيين بدولة مستقلة، لو لم يتكوكب حولهم اللبنانيون متحدين، ومن كل الطوائف، واستطاعوا ان يبنوا دولة ناشئة حرة، واقتصادا مزهرا أشاع البحبوحة، وجعل من بيروت باريس الشرق، والمركز الاقتصادي المهم فيه.

كانت الإرادة الجماعية آنذاك للشعب الذي يتوق إلى هوية ودولة مستقلة.

ونرانا اليوم نردد، وبأسف، ماذا بقي من الاستقلال؟ ولمَ نعاني من هذا الانهيار المالي والاقتصادي؟

أين حرية الرأي سمة لبنان الحضارية؟ ومن هو المسؤول لنلقي اللوم عليه؟

كلنا مذنبين. نبكي اليوم تفكك المؤسسات والانهيار الشامل، ونبكي موجات الهجرة الزاحفة نحو المغتربات.

إننا، في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، إذ نقف بحزن على أشلاء مرفأ بيروت، التي هي صورة عن أشلاء الوطن اليوم، نجدد ايماننا بالشعب اللبناني، وبقدرته على النهوض مجددا، كطائر الفنيق من بين الانقاض، نوجه نداء عاجلا الى اللبنانيين المقيمين والمهاجرين والحكومة اللبنانية للعمل معا من أجل استرجاع استقلال لبنان.

أجدادنا صنعوا الاستقلال، ولا يغيب عن البال القول المأثور: “الاستقلال يؤخذ ولا يعطى”.

ولقد حصلنا عليه، فلنعتني بالميثاق الوطني، ولنعمل معا للحفاظ على هذه الهوية اللبنانية، إنها رمز عزنا وافتخارنا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى