جاليات

المطران الجاويش يتسلم عصا مطرانية كندا للروم الملكيين الكاثوليك في كندا: سأسخّر كلّ شيء من أجلكم: غربتي، راحتي، دراستي، وكلَّ غالٍ عندي

ترأس المطران ابراهيم ابراهيم راعي ابرشية كندا للروم الملكيين الكاثوليك والمنتخب حديثًا راعيًا “لأبرشية ​الفرزل​ وزحلة والبقاع، قداساً إحتفالياً في كاتدرائية المخلص في مونتريال-كندا احتفاءً برتبة تولية ميلاد الجاويش رئيساً لأساقفة كندا للروم الملكيين الكاثوليك.

جرت مراسم التولية بصلاة خاصة وبمشاركة لفيف من الكهنة، وحضرها السفير الرسولي في كندا، المونسنيور إيفان يوركوفيتش ممثلاً قداسة البابا فرنسيس، الكاردينال جيرالد سيبريان لاكروا رئيس أساقفة كيبيك ورئيس أساقفة كندا، ملاك أبرشية مونتريال سيادة المطران كريستيان ليبين، المونسنيور كريستيان رودمبرغ والمونسنيور نويل سيمارد والمونسنيور آلان فوبير، الأسقف نيكولا سمرا – رعية نيوتن – الولايات المتحدة، المونسنيور مروان تابت من الكنيسة المارونية، المونسنيور أنطوان ناصيف من الكنيسة السريانية الكاثوليكية، المونسنيور الكسندر مفرّج، من الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية، المونسنيور إيليا باهي من الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، المونسنيور بولس من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، الأرشمندريت أنطوان ديب، كهنة الأعزاء، رهبان وراهبات .

كما حضر سفير لبنان في كندا فادي زيادة، عمدة أوهانتسيك كارتييه فيل إيميلي ثويلييه، عمدة أهونتسيك كارتيرفيل، وممثلة عمدة مونتريال فاليري بلانت، النائب فيصل الخوري، قنصل لبنان في مونتريال فاطمة زيادة، وحشد من المؤمنين.

وبعدما ألبس المطران ابراهيم المطران الجاويش الثياب الحبرية وسلمه عصا المطارنة، كانت له كلمة تحدث فيها عن سيرة حياة ومزايا راعي الابرشية الجديد جاء فيها:

ابراهيم

بهذه الاية :”يَا إِلهَ الْـجُنُودِ، اطَّلِعْ مِنَ السَّمَاءِ وَانْظُرْ وَتَعَهَّدْ هَذِهِ الْكَرْمَةَ، وَالْغَرْسَ الَّذِي غَرَسَتْهُ يَمِينُكَ، وَالابْنَ الَّذِي اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ”. (سفر المزامير 80: 14-15)

في هذه الآيةِ، نرى اللهَ الأَلفَ والياءَ والبدايةَ والنهايةَ في عملِ الكنيسةِ. أَمَّا نحن الـمُقامينَ رُعاةً، فلسنا سوى أدواتِ اللَّـهِ في حرثهِ كَرمَهُ. نعملُ بوكالةٍ إِلهيِّةٍ، واختيارٍ إلهيٍّ، ونعمةٍ إلهيَّةٍ، تكفينا وتكمِّلُنا وتقوِّينا وتشفينا. يقيمنا الروحُ القُدُسُ، كما نقرأُ في سفر أعمال الرسل: “اِحْتَرِزُوا اِذًا لِأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا أَسَاقِفَةً، لِتَرْعَوْا كَنِيسَةَ اللَّـهِ الَّتِي اقْتَنَاهَا بِدَمِهِ”. (سفر أعمال الرسل 20: 28)

عامَ 1989، تعرَّفتُ إلى الطالب ميلاد الجاويش لمَّا كنت مسؤولًا عنه لمدَّة سنتين في الإكليريكيَّة الصُّغرى في لبنان. لقد كان الأَوَّلَ بين رفقائه في كلِّ شيءٍ، ومثلًا يُحتذَى. ذكاءٌ حادٌّ، وأخلاقٌ رفيعةٌ والتزامٌ عميقٌ ونظرةٌ ثاقبةٌ ومقدرةٌ فائقةٌ على التحليل والاستنتاج قلَّ أن تُوجد في صبيٍّ صنوَهُ، وهو في الرابعة عشر من عمره.

لم أكن حينها أعلمُ أنَّ هذا المميَّزَ هُو مَن سوف أُسلِّمُهُ بيدي – ممثِّلًا غِبطةَ البطريرك يُوسُفَ العبسي الكلِّي الطوبى- عصا الرعاية في أَبرشيَّة كندا التي صارت جزءًا من كياني وهُويَّتي ورسالتي. إِنِّي أُسلِّمُهُ قطعةً منِّي وجزءًا من فؤادي ووجودي كنتُ وضعتها بين يديِّ الربِّ خِدْمةً لكنيستي الملكيَّة وأبنائي المؤمنين الذين أَحببتهم حُبًّا لا يُحدُّ.

وتابع يقول :””ميلادُ”، تعني “ولادةً”. وهذا الذي حمل الاسمَ، يُولدُ من جديد في بلادٍ بعيدةٍ، وسماءٍ جديدةٍ، وأَبرشيَّةٍ مُتنوِّعةٍ على تَرَامِي كندا القائمةِ على تعدُّد الثقافات في وحدة الكيان. تجربةُ هذه الولادة، ليست غريبةً عن كِلينا. فقد شاء لنا الربُّ أن نؤدِّيَ الخدمة والتبشير في بلدان انتشر فيها أبناءُ كنيستنا منذ ما لا يقلُّ عن مئةٍ وخمسين سنة.

أُبشرِّك يا سيِّدنا ميلادُ أَنَّ ولادتَكَ الجديدة في كندا، هي نعمةٌ إلهيِّةٌ. فكندا بلدٌ يحتلُّ مركز الصدارةِ في شتَّى المجالات في العالم. إنَّها موطنُ الإنسانيَّة والاحترام والقانون والحريَّة. موطنٌ، يحتضنُك قبل أن تحتضنَهُ، ويحبُّك فوق ما تحبُّه، ويعتني بك، فَيُكْبِرُ فيك الوفاءَ له والانتماءَ.

أُبشِّرك إِنَّكَ وسطَ جماعةٍ ملكيَّةٍ مشرقيَّةٍ-كنديَّةٍ مؤمنةٍ وراقيةٍ وملتزمةٍ وكريمةٍ وناجحةٍ ومُتَّحدةٍ، ومقدَّسة، قدَّمت الغالي والنفيسَ في خدمة الكنيسة، وساهمت مساهمةً جوهريَّة في بناء كندا وازدهارها. لقد عَدَدتُ كلَّ فَردٍ منهم رعيَّةً كاملةً، وأبرشيَّةً كاملةً، وكنيسةً كاملةً غرسها الله بيمينه، وباركها ونمَّاها، وتعهَّدها بحدبه، وحباها بأساقفة وِكهنةٍ ورهبانٍ وراهباتٍ وشمامسةٍ قدِّيسين، همُّهم الأوَّلُ والأخيرُ إرضاءُ الله في كلِّ عملٍ وقولٍ.

وتابع قائلا:”كم ردَّدْتُ خلالَ أعوام أسقفيَّتي أنَّ الأُسقفَ دون كهنته هو أسقفٌ يتيمٌ، كما قال المطرانُ ميلاد في قدَّاس سيامته الأُسقفيَّة. لقد كانوا لي أبناءً وإِخْوةً وأصدقاءَ وسندًا متينًا كما سيكونون لك، يا سيِّدي ميلاد في أعوام خدمتك التي أرجوها مديدةً ومجيدةً.

أُبشرِّك أيضًا أَنَّك ستلتقي أساقفةَ كندا وكيبيك خاصَّة، وتتعاون مع الذين كانوا مثلًا لي في التواضع والمحبَّةِ والسينودوسيَّةِ الحقَّةِ والاحترامِ. منهم، تعلَّمت الكثير في سلوك دروب العطاء والصبر واختيار السلام أُسلوبَ شهادةٍ وحياةٍ. سأفتقدُهم كثيرًا كما أحببتهم كثيرًا. عزائي أنَّك مثلُهُم، وستكون برباطِ المحبَّةِ والشراكةِ معهم، ولهم في كلٍّ شيء.
يا ابني ميلاد، كما عَدَدْتُكَ دائمًا، ويا أخي في الأسقفيَّة، كما أنت الآن، أستودعك هذه الأبرشيَّةَ الغاليةَ التي هي للمسيح، كأنِّي استودعك ذاتي لتكون لها أَبًا ومعلِّمًا وحاضنًا وحاميًا.

وختم قائلا :”إنَّها تستحقُّ كلَّ طاقاتك ومواهبك ومحبَّتك الوافرةِ. وأنا من خلف البحار، سأَبقى في خدمتك أَنىَّ تشاءُ.
بارككَ اللهُ، ومنحك الصحَّة على طول الأَعوامِ بالعطاء والقداسة.”

 جاويش

بدوره القى المطران جاويش كلمة، رحب فيها بالحضور شاكراً من تعب ونظم لهذا الاحتفال داعيا الجميع لرفع لواء يسوع في هذه الارض واعدًا ابناء ابرشيته بالعمل المتواصل والخدمة المتفانية ومما قاله: “سأقولها صراحةً أمامكم. منذ الآن، من اليوم الذي أتسلّم فيه مقاليد الخدمة أسقفًا، أتطلّع إلى اليوم الذي سأخرج فيه من أبرشيّتي هذه مرضيًا ضميري وربّي، لأنّ الأهمّ ليس أن تدخل الأبرشيّة على أجنحة العظمة والتكريم بل أن تخرج منها مكرًّمًا، متمِّمًا مشيئة ربّك لكثرة ما عملتَ وأحببتَ وخدمتَ وضحّيتَ وتعبتَ وغفرتَ وبذلتَ نفسك…

أحبّتي، تعالوا نُعْلِ شأن مَن خدم وأحبّ وعلّ وعمّر هذه الأبرشيّة الغرّاء لمدّة ثماني عشرة سنة، أعني به سيادة المطران إبراهيم إبراهيم، أبي وابنَ رهبانيّتي المخلّصيّة الحبيبة. تعالوا نتسابق في الوفاء لمن أفنى ردحًا من عمره في خدمة النفوس، مكرّسًا وقته وتفكيره وكيانه لإعلاء شأن الأبرشيّة الروميّة الملكيّة الكنديّة. وفائي ووفاءُ أبنائك، يا سيّدنا إبراهيم، سيتجلّى في أن نُكمل ما أنجزته في أبرشيّتك وفي أن نُبقي على إرثك نَضرًا. وستبقى الأبرشيّة، كما قلتُ لك يوم رسامتي الأسقفيّة في دير المخلّص، مرقد راحة لك ساعة تشاء.

وأضاف قائلا:”تعالوا معي، أحبّتي، نَفِ الرهبانيّة المخلّصيّة حقّها، هذه الرهبانيّة التي من رحمها أجيء، كما جاء أسلافي الأساقفة وطغمةُ الآباء الغيورين الذين خدموا، ولا يزالون،هذه البلاد الكنديّة منذ مئةٍ وتسعٍ وعشرين سنة.

تعالوا معي نُعْلِ شأن كهنة الأبرشيّة الأفاضل الذين يخدمون بينكم بغيرةٍ وقّادة. في كلمتي الأولى اليوم، أشكرهم سلفًا على تعاونهم ومحبّتهم وعلى ما يبذلونه من تضحيات جسام في خدمة النفوس. معًا، يا إخوتي الكهنة، سنعمل لنرفع لواء يسوع في هذه الأرض، متّكلين على ما حبانا الله من نِعَم وطيبة وجودة.

وأنتم، يا أبناء أبرشيّتي المحبوبين، وعدي لكم هو أن أخدمكم على قدر ما منحني الله من مواهب. إنّي أسخّر كلّ شيء من أجلكم: غربتي، وراحتي، ودراستي، وكلَّ غالٍ عندي… آمل أن يسود السلام دائمًا بيننا، والاحترامُ المتبادل وخصوصًا “لطفُ المسيح”. لا رغبة لديَّ، أنا أسقفَكم، سوى أن تنموا في محبّة الربّ يسوع ومحبّة بعضكم لبعض.

و تقدم المطران الجديد بالشكر من كلّ الذين تكبّدوا عناء السفر من بعيد كي يأتوا إلى مونتريال ليشاركوا في هذه الفرحة. كما شكر كلّ من تعبَ وحضّر لهذا اليوم المجيد. محييا الذين تابعوا هذا الحدث عبر الفايسبوك وعبر تيلي لوميير كندا التي تنقل مشكورةً وقائع هذا الاحتفال”أسلّم العذراء مريم خدمتي الأسقفيّة وأُخضع ذاتي لحنانها، راجيًا منها أن تضع دومًا في طريقي الأشخاص الصالحين الذين لا يبتغون إلاّ الخير والصلاح والمنفعة العامّة.”نعمة الربّ يسوع معكم أجمعين. آمين.

وختم قائلا “بشكر لطفكم ومحبّتكم، وكلّ من تعب واجتهد للتحضير للقداس،لقد قلت لسيدنا إبراهيم: الناس هون طيبة ومحمّسة للشغل، وخاصّة أنو الكلّ عم يشتغل بفرح كأنّو الأبرشيّة بيتو. كلّ الشكر الكن أحبّتي. رح تسمعو هالكلمة كتير من هلق ورايح: أحّبتي، لأنّو أنتو سبقتوني بالحب من قبل ما إجي لعندكن ومن قبل ما شوفكن وأتعرّف عليكن. بشكر كلّ يللي إجو من بعيد من كهنة ومجالس رعويّة تيشاركونا هالمناسبة الفرحة. بشكر الربّ يسوع والعدراء مريم عليكن كلكن.”

وفي الختام تقبّل المطران الجديد التهاني والتبريكات من الحضور.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى