أخبار دولية

ماريا ريسا رمز للنضال من أجل حرية الصحافة في الفلبين

أصبحت الفلبينية ماريا ريسا التي منحت جائزة نوبل للسلام مناصفة مع صحافي آخر، رمزا للنضال في سبيل حرية الصحافة في فترة حكم قادة متسلطين بعدما دينت بسبب ما تنشره، بحسب نبذة أعدتها “وكالة الصحافة الفرنسية”.

وقالت ريسا للصحافيين الذين كانوا في انتظارها الأربعاء عند نزولها من الطائرة في أوسلو حيث ستتسلم جائزة نوبل مع الروسي دميتري موراتوف اليوم “أصبح أكثر صعوبة وخطورة بكثير إلى درجة لا تصدق بالنسبة الينا جميعا”.

وردا على سؤال لمعرفة هل ان الجائزة العريقة حسنت وضع الصحافة في بلادها المصنفة في المرتبة 138 على قائمة حرية الصحافة التي تعدها منظمة “مراسلون بلا حدود”، أجابت ريسا أمس بالنفي.

وأوضحت الصحافية البالغة 58 عاما في أوسلو: “كأن هناك سيفا مصلتا فوق رؤوسنا. القوانين قائمة اليوم في الفلبين، لكن حين تنقلون المعلومات الحساسة جدا، تقومون بذلك على مسؤوليتكم”..

وأعلنت لجنة نوبل للسلام في تشرين الأول فوز ريسا وموراتوف تقديرا لكفاحهما من أجل “حماية حرية التعبير”.

وقالت الصحافية الفلبينية العدوة اللدودة للرئيس رودريغو دوتيرتي الذي تدين خصوصا حربه على المخدرات، حينذاك “لا شيء ممكنا من دون الوقائع”.

وأوضحت، في مقابلة أذاعها موقع “رابلر” الإخباري الذي شاركت في تأسيسه في  2012 “عالم بلا وقائع يعني عالما بلا حقيقة ومن دون ثقة”.

وأضافت الصحافية الحائزة جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) لحرية الصحافة في نيسان الماضي “إنه أفضل عصر للعمل في الصحافة”، لكن “في هذه الفترات الأكثر خطورة هو الأكثر أهمية”.

وأدت مواقفها المعارضة إلى توقيفها مرتين وإطلاق ملاحقات ضدها بتهمة التشهير أو التهرب الضريبي وسيلا من التهديدات.

وهي قيد الإفراج المشروط حاليا في انتظار قرار استئناف بعد إدانتها بتهمة التشهير. وقد لجأت إلى 4 محاكم لتتمكن من السفر لتسلم جائزتها شخصيا قبل أن يسمح لها بذلك الإثنين.

ينسب المدافعون عن حرية الصحافة الإجراءات ضدها إلى حكومة دوتيرتي التي تنفي أي دور لها في محاكمة موقع “رابلر” وريسا.

وكان دوتيرتي هاجم “رابلر” الذي وصفه بأنه “موقع للأخبار المضللة” بعد مقال عن أحد مستشاريه المقربين.

وعلى رغم من هذه الضغوط والأخطار بقيت ماريا ريسا (58 عاما) في الفيليبين وواصلت معارضة الحكومة.

وآخر متاعبها التي لا تنتهي مع القضاء تهمة أخرى بالتشهير رفضت في آب.

“صلبة”
وقالت ريسا لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” في 2020: “لست صحافية مميزة”، موضحة أن “عملي يتطلب أن أكون صلبة (…) حتى يتمكن العاملون معنا من مواصلة العمل”.

بدأت التهديدات عبر الإنترنت في الأشهر التي أعقبت تنصيب رودريغو دوتيرتي رئيسا للفيليبين في 2016 وإطلاق “حربه على المخدرات” التي أودت بحياة آلاف وتستهدفها المحكمة الجنائية الدولية اليوم.

و”رابلر” واحد من المواقع الالكترونية التي نشرت صورا مروعة لعمليات الإعدام وشكك في الأساس القانوني لهذه الجملة.

وأوقفت ماريا ريسا للمرة الأولى في شباط 2019 في قضية تشهير، ثم بعد ذلك بشهرين عندما اتهم “رابلر” بانتهاك القانون الذي يمنع وسائل الإعلام من ان يكون مالكها أجنبي.

وقد اختارتها مجلة “تايم” مع صحافيين آخرين شخصية العام 2018، تكريما لعملها المدافع عن حرية الصحافة. لكن اعتقالها أكثر من مرة وإدانتها مرة بالتشهير، سلطا مزيدا من الضوء الدولي عليها وجذبا الانتباه لمعركتها بشكل أكبر.

وقالت بعد إدانتها للمرة الأولى بالتشهير في 2020: “بدأت عملي مراسلة صحافية في 1986، وعملت في العديد من البلدان حول العالم، وأصبت بالرصاص وتعرضت للتهديد، لكنني لم أعرف مثل هذا الموت البطيء من قبل”.

بما أنها المديرة السابقة لمكتب “سي إن إن” في مانيلا وجاكرتا، تخصصت ريسا في تغطية الإرهاب وتتبعت الروابط بين الشبكات الدولية مثل القاعدة وناشطي جنوب شرق آسيا.

وعادت خريجة جامعة برينستن في وقت لاحق إلى الفلبين حيث تولت منصب مديرة الأخبار في المجموعة الإعلامية الفلبينية الكبيرة “إيه بي إس-سي بي إن”  التي دخلت أيضا في صدام مع إدارة دوتيرتي.

ودافعت ريسا بتحد الجمعة عن معركتها من أجل حرية التعبير والصحافة المستقلة.

وقالت: “علينا أن نواصل إضاءة النور (…) علينا الاستمرار بصحافة المساءلة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى