تصادف هذه السنة ذكرى المئوية الاولى لقيام دولة لبنان الكبير عام 1920 والتي كانت تمهيدًا لقيام واستقلال الكيان اللبناني عام 1946.
والسؤال المطروح الآن: أين أصبحنا من الاستقلال؟ وهل في بلد مثل لبنان استقلال نهائي في ظلّ التجاذبات الاقليمية التي نراها اليوم؟ وهل انتهت الصيغة التي من أجلها قام الكيان اللبناني؟
ففي العام 1916 وفي اتفاقية سايكس بيكو، ثم اقتسام سوريا الطبيعية بين فرنسا وانكلترا أو ما يعرف بتركة الرجل المريض أي تركيا. أما الآن فقد تعافى هذا المريض، وها هي تركيا تعربد من جديد وضمن حدود أوروبا وما من معترض.
لقد تمّ اتهام الحزب السوري القومي زورًا أنه عدو للكيان اللبناني، والحقيقة أن الحزب لا يطالب بالوحدة السياسية الاعتباطية، بل هو يعمل لوحدة قومية اقتصادية، اجتماعية ضمن واقع سوريا الطبيعية، التي تشكل هذه الوحدة.
ومنذ الوقت الذي تمّ فيه الاعتراف بالكيان اللبناني، أصبح هذا الكيان لجميع اللبنانيين، ونحن منهم، ومن واجبنا ممارسة حقوفنا المدنية ضمن هذا الكيان (سعادة عام 1947) في تصريح لجريدة النهضة. ولا ننسى أن شهيد الاستقلال الوحيد هو سعيد فخر الذين من عين عنوب الذي استشهد في بشامون بمواجهة الدبابات الفرنسية.
طبعًا إن موضوع استقلال لبنان بحاجة إلى بحث يطول، ولكن سنكتفي بهذه العجالة وبقول لسعادة: اذا كان من نور في لبنان فلماذا لا يشعّ النور في محيطه؟ فلبنان مستقل هو لبنان القوي ضمن متحده الطبيعي.