من القلب

صدفة، تعالي، أم….؟

إتصلت به على أمل التعاون في نقل أخبار ونشاطات جاليتنا عبر موقعنا الذي نحرص من خلاله أن نكون على مسافة واحدة من الجميع.

وقبل ذلك الإتصال سألت نفسي مرارًا وتكرارًا أيعقل أن يكون شريكنا في المواطنة على هذا النحو من “شوفة الحال” و “التعالي” كما قيل لي ويتجاهل اتصالنا به؟

أمن المعقول، وعلى ذمة العارفين بالبير وغطاه، أن يتناهى إلى ذهنه، هو الذي تتحكم الأموال بأهوائه، أننا نخابره رحمة ببضعة “قريشيات” أو طمعًا وتباهيًا بما هو عليه؟

وقبلت التحدي، أردت المجازفة والإتصال، فأنا والحمدلله لست بحاجة له ولا لأمواله، وجلّ ما في الامر، أنني أردت التنعّم بأخبار أبناء بلادي في مغترباتهم، وهنا تسلّحت بإيماني الذي لا ينضب، واستجمعت كل قواي، وها أنا على قيد أنملة من كلمة “الو” لكن، يا لطيبة قلبي، شرفني المجيب الصوتي برسالة طلب فيها ترك اسمي ورقم هاتفي وموضوع الإتصال، وفي كل مرة كنت أعاود الإتصال كانت النتيجة ذاتها، إلى أن استنجدت بـ “الواتس أب” كوسيلة مساعدة علّني أوفق بمبتغاي، وبالفعل استطاعت جملتي المقتضبة أن تلخّص مطلبي الذي كانت نتيجته تفضلي أنا بانتظار مكالمتك.

وهكذا تفضلت وشرحت غايتي وحيلتي التي لن أتنازل عنها إطلاقًا، وما هي إلا بضعة أيام حتى تكرّم علينا بأفضاله وكانت جملة اخترت ما نريد ووضعتني في شك مطلق حول ما إذا كان هناك من ضرائب مفروضة على الكلمات حتى لا نقول الأحرف.

أيام تفصلنا عن عيد أجمل الأعياد، وبسذاجة الأطفال الرافضين لكل أنواع اللاءات، أعدت المحاولة على أمل التكرم بكلمة تمنّ أو معايدة من القلب يتساوى فيها مع كل من خصّ موقعنا بعبارات الود والمحبة وعيش فرح الميلاد، ما أضفى على مضمونه الفريد، لونًا آخر من ألوان الفرح والسلام، واتفقنا على موعد الإتصال الذي وبكل بساطة لم أستطع احترام توقيته لارتباطي باتصال هاتفي طارئ يتعلق بخبر هام خصتنا به مصادرنا، لكن تأخيري هذا لم يتعد النصف ساعة من عمر صديقنا العزيز الذي “قلب شفتيه” وحرد من تصرفنا الذي لا يليق بوقته الثمين واجتماعاته الدورية مستأذنًا من اتصالنا الذي، فاجأتنا فيه طريقة التعاطي، ليعود ويستدرك ما اقترفته نبرته السمجة، مرحّبًا باتصال آخر وفي وقت مناسب “وهناك وج الضيف”.

صديقي ولو من باب المجاملة لا الود

لم ولن أصدق ما سمعت لكني متأكدة مما لمست

ثق جيدًا أن العظمة التي تحيط نفسك بها لم ولن تدوم

وكما عاش الأغنياء على أرضهم، بتواضع أم بفوقية، فكلهم سواسية مع الفقراء عند ساعة المصير

لا نريد منك شيئًا، والحمدلله، ولا نحتاجك بشيء، لكن انزل رجليك الى الأرض فأنت الرابح، ونكون نحن لك من الشاكرين.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى