من القلب

لك يا ابنتي كريستا ماريا ….أقول

يا ابنتي،

أما وقد أصبحت اليوم في هذا التألق الوهّاج، الذي لا بد ان نحترمه لما لموهبتك الاستثنائية من فضل واسع عليه،

اما وقد بات اسمك ملاذاً لفنٍّ راقٍ انهكه صراخ اللحن المَوتور والكلمات الفضفاضة، وابتسامتك ملجأ لمن أرهقته سماجة الايام المترامية وأنتِ بعد طريّة العود كليمة المواقف

اما وان بات صوتك الصدّاح علامة فارقة في عوالم الاغتراب مرة بصلاتك الوطن والغربة والحنين والاشتياق واخرى بشدوك الحب والصداقة والفرح والسلام

اوصيك يا أميرتي الحلوة وكلّي ثقة بقلبك الصاغي وعقلك النيّر السميع:

ليكن عطاؤك من القلب والى القلب ففيه تفوزين وتتربّعين على عرش الحكمة قبل الجمال

وليكن تواضعك تاج ترصّعينه بالمعرفة والعلم فتحتلّين قلوب من أسرتِ عقولهم قبل عيونهم بجمال خلقك وقدّك الميّاس

انشري رسالتك بصدق وصفاء وافرحي بمتتبّعي فنّك وعلى تواضع الحضور، فمستمع نهم يقدّر ماذا تقدمين أفضل بكثير كثير من مئات المنتقدين النمّامين ذوات صفة الاعداد والارقام وان كانوا بالملايين

افرحي بكل ما تقدمه لك الحياة ولتبقى عبارة “الله يراني” التي نشأتِ عليها، القوة التي تستمدّين العطاء منها وتؤهلك دومًا للوقوف منتصبة القائمة وبفخر ودلال امام كل المغريات والتحديات

يا ابنتي

عيشي الحب بكل الفرح، فهو القلادة التي تتحصّنين بها من كل شرور العالم،

اختبري الفرح بكل معاني الحب فهو الوسام الذي تتزيّنين به وعلى امتداد مساحات الارض

استثمري بصلواتنا وطلباتنا ورعايتنا لوزناتك الاستثنائية كل المجد الذي يجعل من انتاجك المثمر قدوة للغير لا “مرحلة وعابرة”، فأنتِ وكما انتِ، كريستا الواعدة بفن أصيل مقرون بدراسة موسيقية وافية وحضور مثقف كما بعطاء لا متناهٍ تستطيعين ان تغيري وتقدمي ما لا يجرؤ عليه الاخرون

وماذا بعد؟

الشهرة يا نعمتي سيف ذو حدين اشيري باحدهما نحو أعماق البحار فتخلصين من اشواك الغرور والذات والأنا الانسانية القاهرة في مقابل الارتقاء بالآخر نحو النجومية الراقية المكللة بالمجد والازدهار فتصنعين الفرق بصوتك وعزفك وموسيقاك وباسمك المقرون بكل صفات الجمال والاحترام والفن الاصيل.

وفي الختام، باسم كل من صوّت لك ودعمك وفرح بما قدمته على مدى حلقات La Voix بنسخته الكندية، أقول لك هنئا، انت التي استطعت بصوتك العذب وموسيقاك التي لا تشبه الاك، ان توحدي اللبنانيين ما لم تستطع القوى السياسية ان تفعله، وتجمعي العرب وعلى تعدد جنسياتهم اضف الى الانقسام اللطيف الذي احدثته في صفوف الكنديين انفسهم، اما باسمك الشخصي، فاسمحي لي يا فراشة الموسيقى العربية الغربية ان انقل تحياتك ووعدك لنا بمزيد من الالحان والاغاني التي تحمل لنا فرح اللقاء بعيدا عن وجع الغربة.

والى مزيد من التألق.

أحبك غاليتي كريستا ماريا ابو عقل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى