من القلب

لبنان في “لقاء الاحبة”……

دافئ ذاك البيت الكريم الذي ضمّ بحرارة وبساطة لقياه كوكبة من ابناء لبناننا الحبيب المنتشرين في بلاد القيقب الواسعة.

لطيفة تلك الأمسية بملِكها وراعيها الحاكم بالعدل وبكل اشكال المروءة، جوزف دورا، الذي صنع من دارته وطناً هو مصغّر وطننا بكل أطيافه، ثقافاته، انتماءاته الايديولوجية كما المناطقية والتي شرّعت للحنين أبواباً بنفسجية بمفاتيح معتّقة الالوان، فكانت أرضنا وكان مجدنا وكان وجودنا وعزّنا الذي كان ولما يزل.

اجتمعت القامات وتوحدت الرؤية، والهوية اللبنانية هي الهمّ الذي تحلّقت حوله الافكار والتعليقات والمواجع الكثيرة وفي ما بينهما ذكريات وتنهيدات على ماضٍ يا ليته يعود أضف اليهما تمنيات، وبحرقة قلب، بتعافي لبناننا من درب جلجلته الذي طال ولما تزل مفاعيله تتكرر وعلى مرّ الايام.

واكتملت المشهدية الناطقة بحب الوطن، “لقاء الاحبة”، كما عنونه استاذ اللباقة، دورا، البارع بتسطير شهادات الوفاء والوطنية فكانت رائحة زواره من لبنان تحمل عبق المحبة المجبولة بالحب الى زواره من كندا المتلهفين لسماع ما يثلج القلوب ويعيد اليها السلام ان استرقت وشوشات الزوايا بعض الآمال المنتظرة لتلك القيامة المجيدة.

ليلة لا تشبه أيًّا من ليالي الشتاء القارس في كندا، كنت اراقب بكل المحبة وبأكثر منها باستغراب، تساؤلات كثيرة جالت في رأسي بفترة أصرّ على قياسية توقيتها، جاه ومال وبلاد اختصرت بعطاءاتها وايمانها بانسانية الانسان كل انواع واشكال الحب، فها هنا الحياة، وها هنا الراحة النفسية، وها هنا الهنا الذي يريدون، البيت، الشركة، السفر والاصحاب وماذا ينقصهم لتكتمل افراحهم؟ وما الهمّ ليحلو لهم واوطان العالم مسارح لزياراتهم هم المغمورة ايامهم بباسبور هو الاهم بين الدول والميسورة احوالهم كمثل اترابهم الذين تغربوا منذ عقود من الزمن؟

وتساءلت انا الصغيرة هجرتي في ما بينه، ماذا يريدون بعد؟ هناك في بلادنا سقت منا الشمس، وخطفت أضواء القمر تباعا ودو رحمة، لا طعام، لا ملبس، لا ولا…. أموالنا مسروقة، أحلامنا مسروقة وكل مشروع انسان فينا مسروق ولكن…

ولكن هي الارض، الحنين، هي التاريخ والاجداد، هي العائلة، امتداد الأنا وانبلاج الصباحات

وعرفت، كلنا هنا وكلنا هناك، ننتظر الهُنا بتقاعد بنّاء ليكون اشراقة جديدة في ذاك الهُناك المطعّم برائحة الصنوبر والفل والياسمين

هاجروا وكغيرهم من المنتشرين في كل اصقاع الارض، وفي روزنامة ايامهم تاريخ عودة يأملونه الامس قبل اليوم، ومع الايام باتوا جناح لبنان الذي لأجله قدموا ولما يزلوا يقدموا ما هو الأغلى من النفيس، ويقلّبون اوراق الايام مع كل زائر علّ العودة يحملها بشرى تنقذ احلامهم من الانهيار فتراه يناقشون، يتساءلون و….كثيرًا كثيرًا يأملون

بالـ أهلا وسهلا استقبلت سيدة الدار ضيوفها الكرام وبالترحاب المتأنق لطافة فتح المضيف باب داره وبالسؤال الممزوج بالعاطفة عمن حمل معه عبق لبنان وأريجه دخل الضيوف مثنى وفرادى، أما أنا فاختزلت خبري الصحفي بصورة حفرتها في فلبي هي مشروع جائزة التميز لكل الاعوام، عن فئة الوحدة الوطنية في بلاد الاغتراب.

شكرا لبناننا الجامع الموحّد رغم آلامك وشكرًا استاذ جوزف على لوحة فسيفسائية نأمل ان تتكرر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى