جو شعيب…إلى اللقاء
جاكلين جابر أبو عقل
…وسقط الفارس البهيّ عن صهوة الحياة تاركًا سيرة مرصّعة ماسًا إنسانيًا وعطايا لا تشبه في حناياها إلا ذاك البخور العتيق التارك في ثنايا البيوتات العتيقة عبقًا ندر التغاضي عنه.
رحل فارس مونتريال، أو، لعله تهاوى، فأمثاله لا يغيبون حتى ولو غُيبوا، لا يرحلون حتى ولو رحلوا، فهو حي وإلى الأبد. نعم إيّاكم والبكاء عليه، إيّاكم والسؤال عنه، فها هو هنا أمامكم، يتمايل في ما بينكم، ها هو في عيون أطفال أنقذ ضحكاتهم من براثن مرض حاقد، في ابتسامة مريض أقلق شدّته بجرعات أمل ومحبة، في أيادي مسعفين مدًهم بمساعدات رأسمالها تضامن وحكمة وعزم، فأرجوكم لا تبكوه، إنه حاضر في ضيوف مطعمه الذين كان يحرص على إلقاء التحية عليهم ولو زاروه مئات المرات في اليوم، في استقبال موظفيه العابق لطفًا وسلامًا استأذونه من محبتهم له، ها هو هناك عند كل باب بانتظار إخوته ليفتحوه، وكالعادة، لأي طالب حاجة أو عابر سبيل محتاج.
نعم ها هو هنا في وجه كل مونتريالي، لبناني، عربي، يبتسم ويبتسم وأيضًا أيضًا يبتسم.
جو شعيب عرفتك ويا ليتني لم …..، لا جرأة لي على قولها رغم شجاعتي المجبولة صراحة وتصالحًا مع الذات، لكني أحترمك ولي كامل الحرية بأن أصف تجربتي بلقائك يوم زرتك لتكون أحد فرسان كتابي الجديد، يا لوسامتك، يا للطفك، ويا لحبك لأخوتك، لعائلتك تيريزا الحبيبة الدائمة وإيميلي وبيتر المستقبل الهنيّ الذي كنت تبنيه. أخبرتني عنهم بشغف، نعم بشغف العاشق المشتاق لملقاهم أنت الآتي حديثًا من البيت، أخبرتني عن جميل ذاك المارد الذي تهوى انتظار طلته، وتحدثنا، تحدثنا عن مشاريعك، أحلامك، لبنانك، عن كل شيء، إلا عن …. رحيلك المبكّر.
وبعد، لقد أثّر بي إيمانك اللامبتذل، فيوم عدت من لبنان أحضرت لك معي خصيصًا، ولست أدري لم اخترتك بالذات، بخورًا وزيتًا وشمعة مباركة من القديس شربل، وأيضًا لست أدري لم أصرّرت على حملها معي إلى حفل كنت بمعيّة زوجتك فيه، وأنا كنت بمهمة صحافية، ويومها قبّلت جبيني بلطف لتقول لي أنت الوافر اليسر، “انها أجمل وأغلى هدية تلقيتها في حياتي”.
فيا مار شربل، ها هو جو في حضرتك، أرجوك، إعتنِ به.