اسمع يا شاطر
التزمت الصمت وآثرت الاستمتاع بما خلصت اليه تساؤلاتي حول هذا التعالي اللبناني المونتريالي القائم على”مصدّق حالو” و “مفكّر انو المصاري بتعمل منّو إنسان”.
وبعد تفكير عميق، وابتسامات لا تخلو من السخرية، قرر المنطق العتيد المتربّع على عرش مدرسة الحياة التي تخرّجت منها مناضلة، قادرة، أن يردّ وبمهنيّة العارف، خبايا وتفاصيل الحال، علّه يشفي غليل من مرّ بمثل هذه التجربة من جهة ولوضع الحروف مع أمثال صاحبنا من جهة أخرى.
عزيزي
يوم نتّصل “بمعاليك” وهيهات أن تردّ، تأكّد أن موضوع اتصالنا مهنيّ بحت ولا دخل لمركزك أو أموالك أو أو … بالموضوع
يوم نتصل بك ويزعجك اتصالنا، بالله عليك لا تحمل هاتفك الممزوجة أرقامه بفوقيّتك العتيدة، وبدل أن تحيل اتصالات الغرباء الذين يخيفك الرد عليهم، إلى سكرتيرتك، لأنها من مستوى متّصليك، فرجاءً، أنزل رأسك قليلًا واجعل قدميك على الأرض، فلا أنت أهم خلق الله ولا متّصلك دوني ويريد منك….
إسمع جيداً
إن كنت ممن يحملون شهادة وعليا يا شاطر، فنحن نحمل العشرات لعلّ أهمها وأفضلها تلك الممهورة وبتفوّق من مدرسة الحياة، وهي ما نفتخر به ونعتز، شهادة الأخلاق والتواضع والإحترام
وإن كنت من رجال الأعمال والميسورين وفي شركاتك المئات من الموظفين والعاملين، فاعلم أننا كأفضالك نوظّف مواهبنا ووزناتنا لخدمة الخلق والعناية بهم والإستمتاع بالدروس المجانية التي نتعلّمها من الحديث معهم وإليهم
أما إن كنت ممن يملكون العقارات والسيارات والملابس الفاخرة التي تختارها لك ولعائلتك من أفخر الماركات وأشهرها، فافهم أننا لا زلنا ورغم هجرتنا الحديثة إلى بلاد البرد والصقيع ننعم بدفء العائلة المحبّة والبيت الحنون والسيارة الوحيدة التي تنتظر ضحكاتنا وأخبارنا بفرح وسرور
وأخيرًا وإن كنت تعتقد أن الحياة خالدة وأن الشباب دائم والصحة لن تزول فاعلم، لا بل تأكّد، أننا وكما خلقنا عراة، سنموت عراة وهناك، سنكون جنبًا إلى جنب لا هاتف ولا سكرتيرة ولا…..
فيا عزيزي
ليتك تسمع، لا أنت أفضل من غيرك، ولا بما تملك أنت أهمّ، نحن أولاد أصول، نملك من خيرات الدنيا ما يجعلنا نشفق عليك وعلى من هم من أمثالك.
ولأجلك سأصلّي دائمًا