صلاتي انت يا ماما
لمن تغني الطيور بعد رحيلك أمي؟؟؟
لمن ترنم الصخور بعد غيابك ست البيت والحياة؟
لمن سترقص وردات الدار بالأهلا وسهلا بعد وداعك غاليتي؟
ولمن ستنحني الطهارة إجلالًا وافتخارًا بعد وداعك يا سنونوتي الجميلة؟
أوجعني غيابك ماما، آلمني ذاك الرحيل المفاجئ ودون وداع، كنت تهمّين بالعودة الى البيت في ذاك النهار المشؤوم المشحون بالذكريات الحزينة وعلى رمزيته المقدسة، فلقد أبى مار مارون في عيده ان يترك أحد ملائكة السماء تتألم على الارض، و معه رحلت الى حيث لا وجع ولا أنين، لم تستأذنيني، لم تقولي لي حتى وداعًا، كنت على عجلة من أمرك فوالدي رتّب المكان لك بجواره، معه تشعرين بالأمان ايتها المحتالة البريئة، استودعت هديتي لك “أيقونة السيدة العذراء الذهبية” مع وليد ووعدته بإعادتها الى عنقك فور عودتك الى البيت، لكنك أمي نكثت بوعدك، لم أعرف انك تجيدين فنّ الكذب وانت التي علمتني ان حبله قصير؟ سنوات طوال أنتظرت فيها عودتك وانت لما تزالين بعيدة تراه ابو الزوز يهتم بك جيدا ويطبخ لك كل ما لذّ وطاب؟ هي عادته وانا اعتدت كرمه وسعة صدره، أعرف كم يحبك ويخاف عليك لذا انا مطمئنة عليكما ولكن يا امي انا اشتقت اليك، أتعرفين؟؟؟
أمي سأشكو الفايسبوك عندك، سأشكو الناس جميعًا، أحب فرحهم بأمهاتهم، أحب ما يختارونه في هذا العيد لهنّ، ولكن لن أستطيع أن أكذب، أنا ايضًا أحب أن أهديكي غير الصلاة والدعاء، نعم أحب أن أختار لك من بستان الحياة أجمل الهدايا وأعطر الأزهار.
أتذكرين يا أمي تلك القميص المزركشة بأجمل الألوان مع التنورة الزرقاء؟ اتذكرين الكنزة الخضراء التي ضحكنا وضحكنا على جيبها المملوء بالشوكولا؟ أتذكرين تلك القلادة والساعة التي توقفت عقاربها مع توقف قلبك في ذاك المساء؟ حسنًا ماما سأفشي لك سرًا لكن ايّاك وأن تخبريه لأحد، كنزتك وقلادتك وساعتك التي توقّف بها الزمن، معي، بين أشيائي، تبارك بيتي وملابسي وحياتي وحياة أحبتي.
أمي، أنا واخوتي نفتقدك كثيرا، رجاء، هلا قرأت ما كتب أخي سمير