من القلب

انتخابات 2022 والمضحك المبكي

ابتسم الحظ مرة بوجهي وأخرى لأفكاري وأنفاسي وكل ما في قلبي ووجداني، لجظة سماع أبناء وطني الموجوع ينبذون الطائفية، المذهبية، الاقلام والتكهنات الحزبية المزانة بألوان وشرائط أسماء من تولّى عليهم ولا هم تعلّموا ولا أولئك اتعظوا.

ضحك سرّي في سرّي يوم التمس في اغترابي وترحالي ان حال المنتشر في أصقاع الارض هي حاله في الوطن، يأبى العودة الى تجاذبات الماضي واعادة ترميم تلك الصراعات البالية وشدّها من الحاضر الى ذاك المستقبل المجهول.

نعم، صدّقت، وكما غيري من أنقياء العقول ونابذي الحروب، أن الغد الآتي هو الحلم المنشود، لا التوريث السياسي سيد القرارات السياسية، ولا خلط أوراق الاحزاب لاعادة تسمية من سرق خبز أطفالنا وأحلام بناتنا وصبيتنا وأعمار شيبنا وشبيبتنا وتتويجهم ملوكا على عروش ديننا ودنيانا، سيكونون في رزنامة انتخابات الـ 2022.

ولكن ما غاب عن بالي أو أردته أن يغيب ولغاية في نفسي على غرار صديقنا يعقوب، أن اللبناني لبناني ولو أينما كان حلّ أو  استرحل، فالاحزاب شريك اساسي في حياته لا بل أحيانا هي كل حياته، والولاء شرّ لكن لا غنى عنه حتى في أقاصي المغتربات، أما الطائفية لاسيما أحد روافدها “ألمذهبية” فحدّث عنها وبلا حرج.

عادت الاسماء الى الواجهة، فلان عن اللائحة المذكورة وزوجة النائب لها حصة هي الاخرى في اللائحة المقابلة، اما الابناء فورثة مصّدقة من الاجداد الى الآباء وهلّم جرى… ويا لسذاجتي أأنتظر التغيير؟

من لم يحالفه الحظ بولادة ذهبية تعود جذورها الى “الآت” وهي جمع “آل” كمثل حال البعض ممن أعرفهم فسيولّى عليهم بمن يفرضه واقع الحال.

فابن كسروان مرشحه جاهز، وابن المتن عائلته بالانتظار الميمون وابن جبيل مفروض عليه ذاك الاسم لا ذاك الذاك، وأم المعارك زحلة “فشفافية” الديموغرافيا تفرض تحالفات رنّانة على أراضيها وبين مكوناتها الشعبية، وأبن الشمال بانتظاره وبقناعة تامة منه، معركة طائفية مذهبية بامتياز ودون الدخول في قائمة الاسماء، وتبقى بعبدا المقسومة الولاء قبل ان ننهي بالجنوب حيث المحدلة تدور وتدور والاسماء فيها لا حول ولا قوة هي نفسها وبهيبة مفروضة سلفا من ثنائية تعرض حجم قدرات الفرض لديها.

هذا في لبنان، أما في المغتربات فالويل لعقلي الذي أنس لعبارات “التغيير”، لن نقبل بالخطأ وأعادة التاريخ”، نحن من سيضخ الدم الجديد”، لأعود الى واقعي من سبات عشت فيه الحلم العسير، وأتأكد انهم كلهم ها هنا كما هناك، وأعني بكلهم “كل الكل” لاننا وللاسف أمام مجزرة انسانية، اجتماعية، سياسية… فالموجة واحدة والتصويت هو نفسه واحد، لوائح معدة سلفا ودون اي اعتبارات لتغيير او مستقبل أو… أو…. فكل لبناني هو نفسه لم تغيره ثورات ولا جوع كافر ولا جيبة خالية من الاموال، وحده الزعيم اللبناني من له الحق في الحياة والذي لأجله واجب موت الناس ليحيا هو بعزة ورفاهية.

لن أنعي بلادي، لن أنعي أرضي، فوطني عزتي ولن يموت ولكن ما أنعيه فيه هو الامل، الخلاص، الذكريات الجميلة واذ أخاف بعد هذا كله من يأس القدرة الالهية، التي لطالما حضنت لبنان ورفعته ورفّعته عن مصابه رغم الموت الرحيم الذي ينتظره، على الاستمرار في حضانة بلد هو فعلا بلد القديسين، خصوصا وان اذان شعبه مصابة بالصم وعيونهم معصوبة منذ اجيال.

والى ان يفهم ويعي من استزلم واستحزب حتى الموت ومن باع كرامته بعشر دولارات و.. و… نأمل بمعجزة تغير العقول كما النفوس وحتى تحين الساعة نقول:

تصبحون ونصبح على خير وربما على ….وطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى