بين ماركل وحكام لبنان خيط رفيع من… الجوهر المفقود للأناقة
لمن يهمه الأمر
أنجيلا ماركل رئيسة حكومة المانيا السابقة مواطنة برتبة إنسان
ولمن يهمه الموضوع
أنجيلا ماركل تنتمي لأهم دول العالم وتمارس حياتها اليومية كأي مواطن الماني عادي
بمعنى آخر
تقود سيارتها بنفسها، تتبضّع حاجياتها بنفسها بعد ان تنتقيها بنفس اليد التي تحمل فيها القلم للتوقيع على مراسيم بلادها وقوانينها، تتدير امور منزلها بمساعدة زوجها من طبخ وغسيل وتوضيب امتعة ودون عاملة منزلية أو… أو… كما تدفع ضرائبها وتلتزم بواجباتها كما حقوقها وكأي الماني حريص
المرأة الاستثنائية هذه، قال لها مصور صحفي “أذكر اني التقطت لك صورة بنفس الفستان قبل عشر سنوات”، فردّت بهدوء القادة الحكماء “مهنتي خدمة الشعب الالماني ولست عارضة أزياء”
اما العبرة
-جرأة منك سيدة ماركل ما تفوهت به ذاك النهار المشؤوم فجلبت به العار لمن لا زالت “التفو” تنهمر عليهم جزافًا وهم بكل فجور ينطقون “تمطر السماء، يا له من يوم عاصف”.
-تواضع منك ما سمحت لنفسك، يا سيدة القصر الالماني، بارتدائه، بعد كل هذه السنوات ففضحت تعالي عهر من يدّعون الأناقة بانتقاء افخر الماركات وهم فقراء النفوس لا لون في حياتهم ولا كبرياء.
لا مجال للمقاربة ما بين الشعب الالماني “الجبّار” وقسم من الشعب اللبناني”الدوّار”، فشتّان ما بين الاثنين، الاول يريد لبلاده التقدم والازدهار والثاني يبيعها وبكل حقارة بغالون مازوت وقنينة غاز.
الاول حكامه يعشقون الحياة، فتصافحوا بمحبة ورموا للتقدم والازدهار كل انواع الشباك اما الثاني فحكّامه محكومون بالـ “أنا” والعمى والطمع المكلل بالشهوات فتصارعوا وككل الاخوة الاعداء على تسجيل أعلى معدلات الذل في شهادات ما قبل الانتحار ان لم نقل الموت الرحيم، فواجهت الاولى، الدنيا، و كغيرها من الدول “المحبة للحياة” لتحاكي اليوم عصر التطور والتكنولوجيا ونهضة الانفتاح فيما خنعت الثانية، لمصير الذل، وباتت اليوم في مصاف الدنيا من الجوع والقهر والحرمان.
سعادة، معالي، حضرات، سادة وسيدات وما أكثرها من ألقاب تحيط نفسها بهالة من السمو والحفاوة والتبريكات ما يثير لعاب “القرف” والى ما شاء الله ومع هذا لا هي تنطفئ ولا مطلقها او ناطقها يرحمنا ويرحم حاله من مثل هكذا ادعاءات.
في بلاد الاغتراب، المسؤول موظف، ووظيفته خدمة الشعب وبكل كل الشفافية
وفي بلاد الاغتراب المواطن مسؤول ومسؤوليته احترام بلاده والتصرف بكل كل حرية
في بلاد الاغتراب لا معالي ولا سعادة ولا سيد ولا اسياد، فالاسم وحده يكفي وهو الفخر الذي يحمله ويتباهى بنصاعته اينما حل
أما عندنا فلا المسؤول مسؤول الا عن عن جيبه وبطنه وتوريثه السياسي ولا المواطن مسؤول لان لا حول له ولا قوة لديه، فحقوقه ان لم تكن مسلوبة بالتأكيد مغيّبة ولصالح من نتهمهم بالمصالح وحتى لا نقول أكثر، فالاحلام مسروقة وحتى يستطيع العيش وجب عليه اتقان فن التبعيّة…. والمطلقة…. والى ما يقدر الله
لا أعرف لماذا علينا في بلادنا ان نسخّر طاقاتنا في خدمة من لا طاقة له ولا قوة الا…. علينا
لماذا على البعض ان يقبّل الأيادي ولو ملطّخة، من أجل البقاء، لا بل افتراس الآخرين، ومن لا يجيد فن التقبيل والمسايرة والخنوع إمّا يبقى على حاله بانتظار معجزة تحل عليه، وإمّا تكتب ليومياته عيش أنين الغربة في بلاد ستعوّض له ما لا طاقة لبلاده على تأمينه له.
لماذا علينا ان نقبل بمدير وعام، برتبة مراقب حضور او موظف دوام فقط لان المحسوبية فرضت واقع هذا الحال، فتكون ارزاق بعض من لا يحتلون مكانة في قاموسه الحزبي تحت رحمة عنجهيته وتذرعه بآلاف آلاف الحجج اللامنطقية، والأغرب ان سعادته يحتاج مئات لا بل آلاف الآلاف من السنوات ليرتقي الى رتبة من تليق بهم ولهم الحياة.
لماذا علينا ان نستبشر خيرًا بوزير(ة) أو نائب(ة) وهذه أدنى حقوقنا اختيار من يمثلنا أو يعطينا حقوقنا، لتكون المفاجأة إطلالات “سندريللية” بسترات ملونة، وعنترية ببدلات ملوك الجان، ونحن ويا لنا من نحن، ننتظر وننتظر ولا أمل لنا الا في الانتظار حتى يئس الصبر من جهلنا وتقاعد الى يوم تعود الينا الحياة.
ولماذا ولماذا ولماذا؟؟؟ تتعب الأسئلة ولا تمل الإجابات، فهي واحدة يوم تنتفض العقول وما قبل البطون قد يكون لواقعنا أمل ورجاء
والى ان نصبح على وطن أستودعكم بأمان الله لنعود ونلتقي بحب وخير وايضًا وايضًا… بأمان