من القلب

أنا إبنتك يا بابا… أنا إبنتك وأفتخر

صباح الخير يا أبي ومساء العطر في دروبك الندية

صباح عيد الأعياد، عيد الأب لا بل عيد الآباء،

عيد الأكتاف التي عليها نرمي أحمال الدنيا دون خوف أو هلع

عيد الأيادي التي على خيراتها يكبر البنون والبنات ويتعلّمون

عيد العيون التي صبرت دموعها على تنهيدات أثقلتها هموم الدنيا ومشاغلها

وعيد وعيد… وعيد أبي مالئ دنياي وشاغلها بلا هوادة

لن أعايدك أبي، ولن أذرف الدموع على غيابك

لن أعايدك يا امتداد الأنا فيك ولن أستسلم لرحيل مرّ يؤلمني

ولن ولن…

فأنت يا مهجة القلب كل العيد وهديته المختارة، أنت الأنا والنحن في محاضر هذا الزمن الغريب،

اشتقت اليك أبي، نعم اشتقت اليك، مُرّة هي الأيام دون عاطفة رسمت لنا طريق الأمل في حياة أشواكها مرصوصة في دروب مستقبلنا وأحلامنا وغفوة عيوننا الخلّاقة

مُرّة، دون نظرة حاضنة لكل أنواع الحب الحقيقي، لمسيرة اخترناها بإرادتنا أو فرضتها ثعالب الدنيا الغدّارة بلا رحمة أو سؤال، ودون مشورة صائبة تبعد عنا غدر السهام الفتاكة ودون ودون…

اشتقت إليك يا حبًّا لا حدود له، اشتقت لعرق لطالما “غللت” في صباحات الأيام المختارة أستنشق عطره الذكي وأنا أحلم بغد نكبر بجنونه معًا

اشتقت لأصابع صغيرة مجبولة رأفة وهناء تتفنّن بإعداد الطعام لمائدة نحن أسيادها الكرام وضيوفها الأكارم الأعزّاء، أتلذّذ بأطايبه وأمنّي النفس بعزومة أكون أنا مهندسها الذكي وأنت مختبري الحبيب ويا ليت الأماني “الكذابة” تصيب

اشتقت لفرحة صادقة زرعت فيّ روح التحدي لأكبر قيمة وقامة دون منّة من أحد، آمنتَ بذكائي ودفعتني لأكون شخصي الأصيل كما تمنّيته، وهذا الأنا اليوم الذي وبفضل محبّتك وقدوتك يسجل النجاحات ليقول لك “مين خّلف ما مات” وشكرًا لكً يا أبي.

أبي،

في عيدك اليوم سأخبر الآباء عنك، فيتعلّمون من حكمة بصرك وبصيرتك تربية حديثة بأقانيم ثلاث، محبة مفتونة بالحب والحنان، صداقة مسؤولة مشبعة بالآمال وثقافة شاملة لا كره فيها، لا غدر ولا احتكار

في عيدك أبي، أبوح بسرّ الدفء الذي أعيشه والمتربّع في عيون أخوتي الغوالي،

بسرّ الوفاء المتربص بمخيلتنا المترابطة خيوطه بنهج فكرك وتعاليمك

بسرّ العطف والحنان والإيمان وموروثات الحب اللامتناهي والأمان اللامحدود

بسرّ أنت سرّه ومفتاحه الأمين

أين أنت صديقي، رفيق دربي الحبيب، أين أنت يا حافظ أسراري ومعلمي الحكيم؟

أين أنت؟

في مسبحتي أصلّيك، وفي عقلي أناديك، أما قلبي، فكما تريد وهو يريد بالحب والمحبة سيبقى عالوعد يغنّيك ويغنّيك

أبو زهير، وعدتني تعود وأطلت الغياب، في الحقيقة أنا لم أنتظر عودتك يومًا، فكيف لك أن تعود وأنت تسكن القلب والوجدان والقصص الحلوة في مخيّلتي أحكيها أشكالًا وألوان؟

في عيد الأب اليوم أتوجه بالمعايدة لكل الآباء لأقول لهم: “كل عام وأنتم بألف خير”، وللذين باتوا في حضرة الله أقول: “إرحمهم يا الله بعظيم رحمتك”

أما لك يا بطلي فأقول أحبك أبي، أحبك بابا، أحبك بيّي، أحبك يا فرحتي وفرحي وأملي الذي لا يموت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى