لماذا تصمّ آذانك يا رب عن كل هذا الصراخ؟
ليتكِ تسمعين أنين الاطفال، الأمهات الثكالى، الآباء المفجوعين
ليتكِ تعرفين العدّ لكنت كرهت الأرقام بعد رؤية الجثث “المشلوحة” على الطرقات، ولكنك لا تعلمين
آه لو تفهمين معنى اللوعة لكنتِ أيتها القذيفة المستعرة بنار الحقد والكراهية ارتدّيتي على أصحابك ودون خجل أو تهيّب
ولكن لا تدرين
الموت في بلادي بات اليوم الشريعة والقانون، الحزن على الأهل والأرض والوطن هو السيّد المستبد، أمّا الخونة فلهم الدار والحياة وإلى متى؟
الأرض تصرخ والقتلى في سبات عميق، التراب يلهث فتخمته من الدماء فجّرت أحشاء وبواطن الطرقات وأمّا الأنين واللوعة والدموع والصراخ فلهم كلّهم الله فهو الوحيد المستمع المجيب
وأنتَ يا من شرّفت أرضنا وبيوتنا ودمّرت حياة الكثيرين منا بكل وقاحة ودون استئذان، أعذرك ايها الصاروخ الجبان، فإن كانت الهمجيّة في التعاطي بين البشر لها اليوم الكلمة الفصل، والآذان اللاصاغية قد اعتادت إصدار أوامر القتل والموت دون أي رفّة جفن فكيف لي أن أعاتبك وأنت مأمور، مسلوبة منك كل الحقوق
يتحدّثون عن القنابل الذكيّة والذكاء الإصطناعي والأسلحة المتطوّرة أيا ليت كل هذا الذكاء استعمل للبناء والمحبة والسلام وبقي الذكاء الفطري لكنّا بألف خير وَلَنَعِمَت بلداننا بالخير
في بلادي اعتدنا الموت وتجرّعناه لسنوات وسنوات أما آن لنا أن نعيش بسلام؟ لم يعد لدينا أحد ليُقتل، لم يعد لدينا بنيان لِيُعمر ولا أطفال لتكبر ولا مشاريع آباء وأمّهات لتصنع البيوتات الدافئة والأطفال الأحبّاء
في بلادي لم يعد من حصاد ولا قطاف، ليس فيها من لحوم وموائد وأفران
في بلادي رائحة الموت في كل مكان والدخان الأسود في كل المطارح فهناك حيث البيوت من قرميد أحمر وأخرى تقابل السهول والوديان وتلك التي يزيّن سقفها ألواح من تنك ورغم الفقر تعيش بفرح وهناء
في بلادي لا طعم للحياة ولا لون للصلاة التي تشابكت بين المآذن والأجراس ولا حياة إلّا لتلك التي تشبه من ينتظر دوره للرحيل سواء في المدارس أو على الطرقات
في بلادي وجع ووجع ووجع وصلاة فقط وتوسّلات
والى متى؟
“كفى، كفى!
كفانا يا رب أما آن لدرب جلجلتنا أن ينتهي؟ لماذا تصمّ آذانك يا رب عن كل هذا الصراخ؟ ماذا فعلنا لنستحق مثل هذا العقاب؟