“2022 مسّحنا فيكي الارض”…اعذرينا
وداعًا ايتها الأوراق المتناثرة من أعماق أعمارنا المحمّلة بكل ألوان الفرح والحزن والأمل والإنكسار
وداعًا لأيام حملت الخيبات والدموع كمثل الآمال والآلام والإبتسامات
ترحلين اليوم يا سنة ثنائية الأرقام بتاج أحادي الهوى لا امتداد لإنجازه ولا معنى مفيد ومثمر لأصفاره
أيّامكِ كمثل لياليكي لا حب فيها ولا سلام، لا انجازات ولا ابتكارات، اتعبتِ الشعوب في مجمل الأوطان وأزحت النور إفساحًا في المجال لكل الظلمات فغدوت ذاك الزائر المتعب المعدودة ثوانيه كأني بك بركان من الهموم يثقل صدور مساكين البشر وما أكثرهم في هذه الايام.
وماذا عن بلادي في العام 2022؟
بلادي تمزّقت إلّا من أفواه أكلت الأخضر واليابس باسم السياسة وأربابها. حاكم مصرفها حاكم بأمر الله، سرق أموالنا هجّر شبابنا، ساهم في انتحار رجالاتنا بعد أن أغرقتهم الديون ببحور من اليأس والكفر بهذه الحياة، المستنسخون عن الإنسان من أمثال المسؤولين في الحكم والدولة أعمت بصيرتهم السرقات فحياة من يمثلهم ويحمل في دمائه كل جشعهم وقلة مروءتهم أهم بكثير من أبناء الطبقة الكادحة الصابرة على الفقر والمتأملة في كل ألوان الحياة.
وَيْحَكُمْ يا أيها الأوغاد حوّلتم بلادي وشعبي وأرضي الى حفنة من البؤس لا أمل فيها ولا رجاء، وتحت ذريعة العام 2022 المسكين، عام الشؤم والأزمات نصبتم أفخاخكم وكأني بهذه الأرقام المتناثرة بكل استقلالية على روزنامة أيّامنا هي المسوؤلة عن ذاك العهر السرمدي الأبدي لحكام ما عرفوا يومًا ماذا تعني محبة الأوطان.
أما عني فأقول
وداعًا لعام حمل عنا الكثير وهو براء من ذنوب لا طائل له بها على الإطلاق، هو الطلياني في أمثالنا الشعبية الذي عليه أن يتحمّل ما لا قدرة للغير على تحمّله، “فالحق عالطليان” تجوز على عام مسكين قد يكون وجه الشؤم في ما يحصل في الدول عامة لكنه بالتأكيد ليس هو من يتحمل مسؤولية المساوئ الناتجة لا عن غضب الطبيعة ولا عن جحود البشر.
أيها العام 2022 ارحل بسلام فيكفيك ما نسب اليك، واعلم الـ 2023 ان البشر لم ولن يرتدعوا عن إلقاء اللوم على غيرهم حتى ولو كان من فصيلة الأرقام، فأرجوك قل له أن يحمل الصبر قبل الأيام وطول الاناة قبل الحساب، واخبره ان الفرح بعيد وبعيد منذ زمن، فليحضر منه حفنة علّ اللعنة تهاب الأمل ويعيد الإنتصار بسبعته الى من اعتاد الإنكسار وأراح نفسه بإلقاء اللوم على زكزكات السنوات ومرادفها الحي المعروف بالأعوام.
شكرًا 2022 على كل ما مرّ بنا في عهدك من أفراح وأتراح، فالله وبالتأكيد يخبّئ لنا الأجمل في العام الجديد، فانقلي له تحياتنا واخبريه أننا بالفرح والتهليل ننتظر قدومه “علّ النحس يفك والنق يدكّ والأجمل من أيامنا يهلّ”.