من القلب

للتواصل جسرٌ … فلتعبُروه

وأبصر جنيني النور، ذاك النور المحمّل بعبق الياسمين والفُل البلدي المفتونة أسراره بسحرٍ لا يفقهه إلّا مَن خَبِر الترحال وأصول محاكاة الوجع بابتسامات لا تُقهر.

“من لبنان إلى كندا… خبايا الوطن وسحر الغربة” هو الإسم الذي اخترته لعنقودي البكر في سلسلة السِير الغيّرية الإغترابية على أمل أن يكون القدوة اللطيفة لأُخوةٍ له على امتداد الإغتراب اللبناني في بقع الأرض كافة، هذا الإغتراب الذي كانت ولمّا تزل بصماته رائدةً مبدعةً وفي كل الميادين التي اختار سبر أغوارها.

وكتابي الجديد هذا هو عصارة جهدٍ وتعبٍ وتفكيرٍ آثرت تبويبه تبعًا للترتيب الأبجدي العربي – حتى المترجَم منه – لا لأي اعتبارات توصيفية أخرى، فشخصيّاته وعلى تنوّع مجالات عملها وتألّقها، تتشاطر فيه قصص النجاح بعد الألم، والحنين إلى الديار رغم الإستقرار، والإستثمار في البلد الأم بعد التوقّد والإنتشار في البلد الحاضن، فجاء مشبَعًا بقصص أروع من الخيال وحقائق مُطعّمةٍ بكل ألوان الجمال.

يوم قرّرتُ خوض غمار رحلتي السندبادية مع الإغتراب اللبناني في بلاد القيقب، كنت أعلم علم اليقين، أنا القادمة حديثًا من بلاد الأرز الصلبة، أن عقبات كثيرة ستعتري مسيرتي الإستثنائية السامية، ولأني أؤمن بما يُعرف “بالمعجزات”، صمّمتُ المضي برسالتي مزوّدة بإرادةٍ صلبةٍ ودعمٍ عائلي مبروك هو الذخيرة التي استند عليها طموحي لإكمال ما بدأت، غير عابئةٍ بأنصاف طرقٍ ولا بهواتف مقطوعة حرارتها أو أنفاس أهلكها تردّدها ولا حتى بتراجع بعد أي اتفاق و… أنرت شعلتي وإلى ما أردت انتهيت.

في حياتي نِعمٌ كثيرة، ولأنها بالشكر تدوم لا بدّ لي من أن أتوجه بشكرٍ كبير لكل من آزر وساعد وساهم في إطلاق هذا الكتاب بالقول أو بالفعل، وأخُصُّ منهم ولديَّ كريستا ماريا وأنطوان اللذين كلّلا حياتي بكل أنواع الحبّ والمحبة ومنحا مشاريعي وأحلامي المستقبلية كل ألوان الدعم والقوة، والتي كان آخرها هذا الكتاب المرجاني المضمون، الذي ولولا إصرارهما على اقتلاع الشوك من دروبه لما أينعت وروده بهذا اللون اللازوردي الأخّاذ.

شكراً لرفيق الدرب والحياة والتطلعات المصيرية المجنونة، وليد أبو عقل الوالد والزوج الحنون الداعم الأول والأساس لكل خياراتي الحياتية والعملية هو الذي لولا اهتمامه بكل تفاصيل هواجسي وقلقي وكل تساؤلاتي لما كنت حقّقتُ ما حقّقت، وإليه اليوم أُهدي كتابي لا بل كل نجاحاتي.

شكرًا لكل صديقٍ صدوق آمن بشغفي وفكري واهتماماتي فمدّ لي العون كلٌّ من موقعه، رولان الديك الذي شرّع أمامي الأبواب ودفعني لاختيار مفاتيحها بانتقائيةٍ مسؤولة، لجورج جحا الذي رافق خطوات الطباعة بدقةٍ متناهية، لصديقتَي العمر كارولين ديب ونيكول طعمة اللتين كانت لهما اليدّ الطولى بتحويل قصص كتابي من الحبر المتعب إلى النصوص الإلكترونية المحمّلة بألوان القوة والفرح.

شكرًا لكل من احترم قلمي وإن لم يقرأه، لمن تجرّأ على كشف كنوز ماضيه أمامي وإن لم يعرفني، لكل من آمن بنفسه ونجاحه وتفوّقه حتى بات عبرةً لمن اعتبر، لكل من وجد في كتابي هذا جسر تواصل متين ما بين انتشارنا حيث عراقة الإسفندان وبلادنا الأم حيث العزّة وشموخ أرزنا الجبّار. أما الشكر الأكبر فلكل من صدَّ بوجهيَ الأبواب وعلّق مهمتي في خانة الترداد، لكل من خاف واستغرب واستعلى و… فأنتم المدماك الأساس في خطواتي الجريئة، إذ لولا مواقفكم المرّة تلك لما كنت اليوم ولا ما كانت تجربتي بهذه الحلاوة.

وفي الختام، شكري الكبير لخالق السموات والأرض، فمعه وله يطيب الشكر، هذا الشكر الذي به تدوم النِعَم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى