أخبار دولية

أوروبا تغرق في المجهول… بسبب الغاز الروسي!

دخلت ألمانيا ومعها أوروبا فترة من انعدام اليقين يوم الاثنين بشأن مستقبل وارداتها من الغاز الروسي بعد تراجعها بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة وفي ظل احتمال توقفها تماما في وقت قريب.

بدأت شركة “غازبروم” الروسية العملاقة صباحا أعمالا لصيانة خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 1” الذي ينقل كمية كبيرة من غازها الذي ما زالت تسلمه إلى ألمانيا وعدة دول أخرى في أوروبا الغربية.

وأكدت وزارة الاقتصاد الألمانية لوكالة فرانس برس الاثنين أن “نورد ستريم متوقف … هذا يعني أن الغاز لم يعد يُضخ عبره”.

هذا التوقف لمدة عشرة أيام، والذي تم الإعلان عنه منذ فترة طويلة، هو من الناحية النظرية مجرد إجراء شكلي تقني. لكن في سياق الحرب في أوكرانيا والمواجهة بين موسكو والغرب حول الطاقة، لا يمكن لأحد أن يراهن على ما ستكون عليه عواقبه في المستقبل.

وحذر رئيس الهيئة الفيدرالية الألمانية لشبكات الغاز والكهرباء كلاوس مولر عبر قناة ZDF التلفزيونية الاثنين من “العديد من السيناريوهات التي يمكن أن نغرق فيها في حالة طوارئ”.

وتساءلت صحيفة بيلد اليومية الأكثر قراءة في ألمانيا الأحد “بوتين سيغلق صنبور الغاز… لكن هل سيعيد فتحه يوما ما؟”

واعلنت نائبة المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني كريستيان هوفمان، أنّ “الحكومة الألمانية تتوقع أنه مع عودة توربين “سيمنز” إلى خط “التيار الشمال 1″ (نورد ستريم 1)، تتلاشى الذريعة لتقليل حجم الغاز الذي يتم ضخه عبر خط الأنابيب”.

وأوضحت هوفمان، اليوم الاثنين، أنه “من الواضح أن روسيا بررت انخفاض الإمدادات بحقيقة أن التوربين لم يعد من كندا، وبالتالي تم معالجة هذه العلة، وتم التوصل إلى اتفاق مناسب مع كندا بإعادة التوربين، وسيتم تسليمه إلى روسيا”.

ايطاليا: من جهة ثانية، أعلنت شركة “إيني” الإيطالية بأن “غازبروم” ستخفض إمدادات الغاز بشكل إضافي، مع بدء مجموعة النفط الروسية العملاقة عمليات صيانة دورية لخط انابيب “نورد ستريم 1” تستمر 10 أيام.

وقالت “إيني”: “أعلنت غازبروم أنها ستزود إيني اليوم بكميات غاز تبلغ 21 مليون متر مكعّب يوميا تقريبا، بينما بلغ المعدل على مدى الأيام الأخيرة الماضية حوالى 32 مليون متر مكعب يوميا”.

ويصل جزء من إمدادات “غازبروم” من الغاز إلى إيطاليا عبر “خط أنابيب الغاز العابر للنمسا” Trans Austria Gas Pipeline “TAG”، ويصل جزء آخر عبر “نورد ستريم 1” الذي أغلق رسميا جرّاء أعمال صيانة سنوية.

وتسري مخاوف من إمكانية امتناع “غازبروم” عن استئناف ضخ الغاز نظرا لتدهور العلاقات بين روسيا والغرب إلى أدنى مستوى لها منذ سنوات نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا.

ومن شأن إغلاق طويل الأمد أن يسدد ضربة موجعة لدول الاتحاد الأوروبي، خصوصا ألمانيا، ويعمّق أزمة الطاقة التي أدت إلى ارتفاع الأسعار قبيل فصل الشتاء في أوروبا نتيجة عدم ضمان وصول الإمدادات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى