“ديور” تثير غضب الصينيين مجددًا.. والسبب؟
تواجه دار “ديور” للأزياء اتهامات بالاستحواذ الثقافي، بعدما ادّعى مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الصينيون، ومتظاهرون أمام أحد متاجر العلامة التجارية في باريس، أنّ تصميم تنورة معروضة للبيع بقيمة 3,800 دولار مستوحاة من لباس تقليدي يعود تاريخه لقرون.
واستدعت تنورة الموهير الصوفية ذات الثنيات المقارنة مع قطعة من الملابس الصينية التاريخية المعروفة باسم “ماميانكون” أو “تنورة وجه الحصان” رغم أن دار الأزياء وصفتها بأنها “سمة رئيسة من أزياء ديور”.
وأثير الجدال في وقت سابق من هذا الشهر، حيث اتهم مستخدمون صينيون للإنترنت، ووسائل الإعلام الحكومية العلامة التجارية بإخفاقها بالاعتراف من أين استوحت تصميمها المزعوم.
تنورة ديور
وذكرت صحيفة People’s Daily، الناطقة الرسمية باسم الحزب الشيوعي، أن “ديور” شوّهت حقيقة التنورة “بلا خجل” ناسبة أنها ابتكار أصلي لها، وواصفة الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي بأنه “مفهوم تمامًا”.
اندلع الغضب بشوارع باريس السبت الماضي عندما اجتمعت مجموعة صغيرة من المتظاهرين خارج أحد متاجر العلامة التجارية في شارع الشانزليزيه.
وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها عبر الإنترنت متظاهرين يحملون لافتات باللغتين الفرنسية والإنجليزية، كتب على لافتة منها: “ديور، أوقفي الاستيلاء الثقافي”، وعلى أخرى: “هذا لباس صيني تقليدي”.
ولم ترد “ديور” على طلب CNN للتعليق.
وبحسب صحيفة Global Times، نظم طلّاب صينيون مقيمين في باريس الاحتجاجات، وانضم إليهم متظاهرين من مدن فرنسية أخرى، وكذلك من إسبانيا وإيطاليا.
وارتدى بعض المشاركين بالاحتجاجات أحد أزياء الملابس الصينية التاريخية المعروفة باسم “هانفو”.
ووصل العديد من المتظاهرين المعارضين إلى مكان الحدث، حاملين لافتات تشير إلى انتهاكات الصين المزعومة لحقوق الإنسان في شينجيانغ.
ويعود تاريخ تنانير وجه الحصان إلى عهد أسرة سونغ، التي حكمت قبل أكثر من ألف عام، رغم أنها كانت شائعة بين النساء خلال سلالتي مينغ وتشينغ المتعاقبتين.
ويتميّز التصميم بجوانب مطوية وفتحات من الأمام والخلف، ما يجعل الزيّ مناسبًا تمامًا لركوب الخيل.
وغالبًا ما يرتدي أعضاء من حركة “هانفو” وهي ثقافة فرعية متنامية في الصين، التنانير إلى جانب ملابس أخرى تشبه تلك التي كانت ترتديها الأغلبية العرقية من الهان الصينيين قبل عهد أسرة تشينغ.
وتعد تنورة ديور هذه جزءًأ من مجموعتها لخريف 2022، التي وصفتها العلامة بأنها “استكشاف رائع للماضي والحاضر والمستقبل”.
ويذكر أن القطعة لم تعد متاحة للشراء على موقع الويب الخاص بدار الأزياء.
وبحسب ما ذكرته Global Times، التي تحدثت إلى العديد من المتظاهرين، يخطط الطلاب الصينيون لتنظيم تظاهرات في لندن ونيويورك قريبًا.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها “ديور” غضب الصينيين خلال السنوات الأخيرة.
في العام الماضي، انتقد مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي أحد أعمال مصورة الأزياء الشهيرة تشين مان، قائلين إن اختيارها للعارضة ذات “العيون الصغيرة” يرسّخ الصور النمطية الغربية السلبية عن الشعب الصيني.
وسحبت ديور حينها الصورة من معرض شنغهاي، ونشرت رسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعبر فيها عن احترامها لـ”مشاعر الشعب الصيني”.