سرطان البروستاتا.. التركيز على هذا العارض فقط يقلّل فرص النجاة
يُعد سرطان البروستاتا النوع الاكثر شيوعًا بين الرجال، مع أكثر من ٥٢ ألف تشخيص في المملكة المتحدة سنويا. وعلى غرار الأنواع الأخرى، كلما اكتُشفت العلامات باكرا، كلما ارتفعت فرص الشفاء من المرض. غير أن دراسة جديدة وجدت أن آلاف الحالات لا تُكشف في المراحل الأولى نتيجة سوء فهم العوارض.
البروستاتا هي غدة صغيرة موجودة في الحوض، وهي جزء من النظام التناسلي لدى الرجال. وهي موجودة بين العضو الذكري والمثانة. ومن العوارض الشائعة التي ينصح الرجال التنبه لها هي الحاجة الزائدة للتبوّل، أو الاجهاد خلال التبول و الشعور بأن المثانة لم تفرغ بشكل كامل.
لكنّ المفاجأة هي أن التركيز على العوارض المتعلقة بالتبول هو امر مضلّل عندما يتعلق الامر بسرطان البروستاتا، وفق ورقة نشرها فريق من جامعة كامبريدج البريطانية.
“فينسان غنانابراغاسام”، وهو بروفيسور في الجامعة شرح أنه “عندما يفكّر معظم الناس بعوارض سرطان البروستاتا، فإن اول ما يخطر في بالهم هو المشاكل المتعلقة بالتبوّل او الحاجة الى التبوّل بوتيرة مرتفعة، لا سيما خلال الليل. وقال: “هذا الاعتقاد الخاطئ استمرّ لعقود، على الرغم من الأدلة الضعيفة، وهذا يمنعنا من كشف الحالات في مراحلها الباكرة”.
أكثر من ثلاثة ارباع الرجال المشخّصين بالمرض يعيشون اكثر من عشر سنوات، لكنّ هذا الرقم تغيّر في العقد الماضي في المملكة المتحدة، لأن المرض يُكشَف نسبيًا في مراحل متأخرة.
و أشار موقع اكسبرس البريطاني الى أن عرضًا طبيًا كشف كيف يسبب اتّساع البروستاتا مشاكل التبول، لكنه وجد أنّ هذا الامر نادر في حالة أورام البروستاتا الخبيثة. حتى أن البحث أظهر أن البروستاتا تكون أصغر في حالة السرطان.
في هذا السياق، ذهبت دراسة جديدة أبعد من ذلك حدّ قولها إنّ قلة العوارض البولية قد تكون في الواقع مؤشرًا أكبر لسرطان محتمل.
كذلك، تطرّق الباحثون الى أدلة تشير الى ان هناك سوء فهم بأن سرطان البروستاتا يرسل علامات وأعراضًا دائما، و أنّ واحدًا في المئة فقط كانوا مدركين بأنه قد يكون من دون أعراض.
في هذا الاطار، يقول البروفيسور: “نحتاج بشكل طارئ ان ندرك بأن المعلومات التي تُنشر حول المرض، تعطي الرجال إحساسًا خاطئًا بالامان اذا لم يكن لديهم اي عارض متعلق بالتبوّل”.
وشدّد على ضرورة التأكيد أن سرطان البروستاتا قد يكون صامتًا ومن دون عوارض، لا سيما في مراحله القابلة للعلاج، مشيرًا الى ان انتظار عوارض التبول يعني ضياع الفرص لالتقاط المرض عندما يكون قابلًا للشفاء.
من هذا المنطلق، يقول البروفيسور، على الرجال أن يطلبوا من أطبائهم الخضوع للفحص، ويتحدثوا معهم عن أهمية “مستضد البروستات النوعي” أو ما يعرف بفحص PSA، لا سيما اولئك الذين لديهم تاريخ لسرطان البروستات في العائلة.
الى ذلك، قال البروفيسور “غنانابراغاسام”: “نطالب المنظمات الصحية ووسائل الاعلام والمراكز الصحية مراجعة المعلومات الحالية”، مشددًا على انه عندما يكون الرجال مدركين أن غياب العوارض لا يعني انهم غير مصابين بسرطان البروستات، سيلجأ عدد أكبر الى الخضوع للفحوص، ما سيساعد على كشف الاورام الخبيثة في مراحلها الأولى وتقليل عدد الرجال الذين يكتشفون المرض في مراحله غير القابلة للعلاج.