طفولة

التربية القاسية تعرّض أطفالكم لمرض مدمّر في المستقبل

“الأمهات النمرات” قد ترفعن خطر إصابة أطفالهن بالاكتئاب في وقت لاحق من الحياة، من خلال إعادة كتابة أدمغتهم، وفق ما قال باحثون.

وفي سبيل الوصول الى هذه النتائج، طرح الباحثون على أكثر من ١١٠٠ مراهق اسئلة عن أهاليهم تتعلّق مثلًا بحزمهم وصرامتهم، وحول ما اذا كانوا يعاقبونهم بعد القيام بأشياء معينة غير مسموحة، او يجعلونهم يشعرون بالذنب ويسترجعون أخطاءهم السابقة.

واعتمادًا على أجوبة الأطفال، اختار الباحثون ٣٢ شخصًا لديهم والدان يتمتعان بنظام تربية صارم وقاسٍ. ووُصفت الأمهات النمرات بأنهن يستخدمن طريقة سلطوية وصارمة في تربية الأطفال. وقام الباحثون بمقارنة هؤلاء الأطفال بأولئك الذين لديهم والدان يتمتعان بطريقة تربية أكثر حنانًا ولطفًا، واللذان يضعان قواعد لكنّهما يوضحان لأولادهما أنها وُضعت عن محبة، او اللذان لا يعاقبانهم بشدة.

ووُجد أن الأطفال الذين لديهم والدان صارمان بشدة يواجهون تغييرات في النشاطات عبر العديد من الجينات المختلفة، تجعلهم أقل قدرة على التأقلم مع صعوبات الحياة. وقامت دراسات سابقة بربط هذه التغيرات الجينية بالاكتئاب لاحقًا في الحياة.

في هذا السياق، أظهر استبيان أن المراهقين الـ ٢٣ الذين لديهم والدان صارمان كان لديهم عوارض اكتئاب، مثل الشعور بالحزن، والوحدة أو أن الناس لا يحبونهم. وقالت د. “ايفلين فان أسك”، في جامعة Munster، التي قادت الدراسة: “طريقة التربية التي تتسم بالحزم والصرامة قد تغيّر طريقة عمل الحمض النووي DNA، عن طريق التوتر في الطفولة ما يجعل الناس أقل مقاومة للتوتر في المستقبل، وأكثر عرضة للاكتئاب”.

وأوضحت أن نوع الأهل الصارمين الذين نتحدث عنهم هم أولئك الذين يرسلون أولادهم الى النوم لأنهم لم يأكلوا الخضار مثلا، بدلًا من تشجيعهم على أكلها، او أولئك الذي يصرخون في وجه أولادهم لأنهم عادوا الى المنزل في وقت متأخر، بدلًا من اعتماد الحوار وتفسير لماذا عليهم أن يأتوا باكرًا.

الدراسة التي عُرضت في المؤتمر السنوي في فيينا بدأت من خلال سؤال أكثر من ١١٠٠ طفل تتراوح أعمارهم بين ١٢ و١٦ عامًا عن أهاليهم. ووُجد أن الأطفال ذوي “الأهل الجيدين” قالوا إنهم يناقشون المشاكل معهم ويشعرون بتحسن، فيما يساعدونهم على اختيار اتجاهاتهم في الحياة.

في حين أكد الأطفال الذين لديهم والدان صارمان بشدة ان أهاليهم عاقبوهم، حاولوا تغييرهم، ألقوا باللوم عليهم بشأن مشاكل أفراد آخرين من العائلة، جعلوهم يشعرون بالذنب بسبب الأخطاء، أو انهم تجاهلوهم او توقفوا عن النظر في عيونهم عندما كانوا ينزعجون من احد تصرفاتهم. ونظر الباحثون الى الحمض النووي لـ٢١ شخصًا لديهم “والدان جيدان” و٢٣ لديهم “والدان صارمان”.

ووجدت الدراسة ان الأطفال الذين لديهم والدان صارمان كانوا أكثر عرضة للكآبة. وقالت الباحثة التي قادت الدراسة: “اكتشفنا أن الطريقة القاسية في تربية الابناء، والتي تتسم بالعقاب الجسدي او التلاعب النفسي يمكن أن تقدّم مجموعة إضافية من التعليمات حول كيفية قراءة الجين ليصبح متصلًا بالحمض النووي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى