البلطجي… حين يتنكّر الضعف في ثوب العنف

هل تعلمون من هو البلطجي وما هي قصته؟
انه ذاك الرجل المتخفّي بعباءة يفترض بنا ان نحترمه لأجلها، ولانه لا يقيم لأي موقع يمثّله أي اعتبار لذا نحن من احترامه براء.
البلطجي باللغة العامية هو الأعمى بصيرة، من لا يقيم للإنسانية أي اعتبار حتى باتت هي المسكينة أيضًا منه براء.
البلطجي هو ذاك المتلّون بسواد القلب وعنجهيّة المال وحب السيطرة والتملك، طارد الملائكة في حضوره المشين، انه هو نفسه من يقيم المآدب لأصحاب شهوات المجد والسلطة فيما بطون الأطفال تأنّ ألماً من الجوع.
تعرفونه جيدًا، تخافونه ولكن هل تحترمونه، تسألون عن قصته، عمّن يكون، الموضوع سهل جدًا، البلطجي، هو الشخص الذي يستخدم القوة والعنف أو التهديد لفرض سيطرته أو تحقيق مصلحته، ودائمًا خارج إطار القانون، من يجيّر الناس بأقلامها الصفراء للحديث عنه في مقابل شتم واختلاق القصص الكاذبة الممهورة بسواد القلب فقط ليقول أنا هنا، هو يا سادة من يخلف الناس بعضها ببعض وعلى قاعدة خالف تُعرف.
البلطجي، يا سادة، هو ذاك الذي يظن أن الخوف هو طريق الإحترام، وأن السلطة ومهما كان نوعها تُبنى على صمت المقهورين. يلوّح بعضلاته في وجه الضعفاء، ويُخفي جبنه خلف ضجيج صوته، فإذا واجه الحق تهاوى كظلّ عند غروب الشمس.
البلطجي ليس مجرد شخص، بل هو حالة مرضية في مجتمع أنهكه الإستسلام. هو رمز لانحدار القيم حين يسود منطق القوة على قوة المنطق. يسرق صوت الناس، يكمم أفواههم، ويبيع الوهم في سوق المزايدات.
لكن، مهما طال بطشه، يبقى البلطجي هشًّا كبيت من ورق؛ لأن التاريخ لا يحفظ أسماء المتسلطين إلا كعبرة، بينما الخلود الحقيقي يُكتب للذين وقفوا بوجهه قائلين: لا.
هل عرفتموه انه وسطكم، معكم فاحذروه.



