منوّعات

فنان فيليبيني يحوّل شواطئ دبي الرملية إلى لوحات فنية

استعان فنان الرمال الفيليبيني ناثانيال ألابيد المقيم في دبي، برمال شواطئ دبي وأصبح بفضلها أحد حاملي لقب غينيس للأرقام القياسية.

واستطاع ألابيد تحويل 72 كيلومترًا من ساحل دبي، ورمال الصحراء العربية الشاسعة، إلى لوحات فنية ضخمة.

وفي كل صباح، بعد تحققه من تقارير الطقس والرياح والمد والجزر، يستخدم الفنان الفيليبيني البالغ من العمر 45 عامًا، مجرفة حدائق بسيطة ليرسم بها خطوط هائلة عبر رمال الشواطئ والصحاري، ما ينتج عنه تصاميم ضخمة ومعقدة، لكنها لا تدوم طويلاً بسبب الرياح أو الأمواج.

وقال: “أحاول حقًا أن أتخيل المجرفة كفرشاة رسم، وعندما أحرّكها بزاوية معينة، فإن ذلك يشكّل خطوطًا مختلفة”.

ويبلغ متوسط حجم لوحات ألابيد على الرمال حوالي 20 مترًا.

وأوضح: “أحيانًا أقوم بعمل يستغرق ساعة، وفي بعض الأحيان أعمل كل يوم لساعات لابتكار عمل فني”.

وعندما يقوم ألابيد بتضمين رسالة مكتوبة في لوحاته، يمكن أن يصل طولها إلى أكثر من 100 متر.

وبدأ ألابيد بممارسة الفن الرملي في عام 2014، عندما رسم شجرة تكريمًا لذكرى جدته الراحلة في مساحة من الرمال على شاطئ أم سقيم، المواجه لفندق “جميرا بيتش” الشهير.

وأثار حجم اللوحة الرملية إعجاب الفندق، الذي عرض عليه أول وظيفة بدوام كامل كفنان رسم على رمال في عام 2015.

ومنذ ذلك الحين، قام بتزيين رمال شواطئ دولة الإمارات بحوالي 1،900 لوحة، وقد كلّف من قبل العلامات التجارية الكبرى مثل “أديداس”، وأنشأ عملاً لصالح مجلة “ناشونال جيوغرافيك”، لسلسلة “الإمارات العربية المتحدة من أعلى”.

وفي عام 2022، سجل ألابيد رقمًا قياسيًا جديدًا لأكبر لوحة رملية في العالم.

وبلغت مساحة اللوحة أكثر من 23 ألف متر مربع، بتكليف من نادي أبوظبي للرياضات الجوية، ويظهر فيها قادة الإمارات العربية المتحدة.

واستغرق العمل على إنشائها 30 يومًا، وتطلب الأمر استخدام 12 ألف طن من الرمال بأربعة ألوان، جاء مصدرها من صحاري الإمارات.

ورغم أنه قام بصياغة مهنة من هذه الممارسة، إلا أن ألابيد يقول إن إنشاء عمل فني من الرمال لا يخلو من التحديات.

ولفت إلى أنّه في اليوم الـ20 من عمله على اللوحة، التي تحمل الآن الرقم القياسي العالمي، فإنها كانت قد اكتملت بنسبة 70% تقريبًا، ولكن حدث ما لا يحمد عقباه.

وأمطرت السماء، وكانت الرياح قوية للغاية، ما أدى إلى أن يُمحى العمل بأكمله تقريبًا، حسبما ذكره ألابيد.

وتابع: “أعتقد أن هذا هو السبب في أنني أجد هذا النوع من العمل الفني مثيرًا للاهتمام، لأنه سريع الزوال، أعمل على لوحة ما في الصباح، وبحلول المساء يجرفها المد والجزر”.

وأشار ألابيد إلى أن الطبيعة المؤقتة لعمله تذكره بأن كل شيء يتغير باستمرار، لا سيما في مدينة مثل دبي.

وقال ألابيد: “عندما يرى الناس فن الرمل، فإنهم يرون الجمال والخسارة معًا”. “الجمال في العمل ثم الخسارة عندما يتلاشى”، مضيفًا: “أعتقد أنّ فن الرمل يُعد وسيلة رائعة للتواصل مع الناس، أحب أن أشاهد تفاعلهم مع العمل الفني، ووجدت أن الأطفال يلاحظون الرسومات أكثر من الكبار. أعتقد أنهم أكثر وعيًا ببيئتهم. وبالنسبة للبالغين، يمكن أن تعمينا حياتنا وأيامنا المزدحمة”.

المصدر: “المصدر: النهار العربي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى