جاليات

إعجاب واحترام من السلطات والمجتمع الكندي لتضامن اللبنانيين ومساندتهم لبعضهم البعض

السفير فادي زيادة لـ"المنبّه": برهنت الجالية اللبنانية عن قدرة استثنائية في التأثير وجمع التبرّعات

خاص – “المنبّه”

أدّى انفجار بيروت في الرابع من شهر آب المنصرم إلى أضرار كبيرة في الأرواح والأرزاق، فتسارع لبنانيو الانتشار في كندا كأترابهم في كل دول العالم للوقوف جنبًا إلى جنب مع أهلهم وأخوتهم في بلدهم الأم لبنان، فتوحّدت التطلّعات وتكاتفت الجهود، كل من موقع مسؤولياته، وبتعاون وتنسيق متكامل مع سفير لبنان في كندا الأستاذ فادي زيادة، لتقديم كل العون والمساعدات التي بإمكانها أن تخفّف من وطأة الموت السريري الذي يعانيه اللبنانيون في وطنهم لبنان، فجمعت الأموال وانطلقت المبادرات الجماعية والفردية  كما الضغط المتواصل على الحكومة الكندية لرفع مبالغ مساهماتها المالية وتعزيزمساعداتها على المدى المنظور والبعيد.

حول هذه المبادرات والمساعدات المقدّمة إلى لبنان كان لموقع “المنبّه” لقاء خاص ومميّز مع سعادة السفير فادي زيادة توجّه فيه إلى أهل الضحايا بأحرّ التعازي وإلى الجرحى والمصابين بالتمنّي بالشفاء العاجل، واصفًا ما حصل بالكارثة الكبرى.

وممّا قاله “اجتمعت الجالية اللبنانية وعلى تعدّد أطيافها وانتماءاتها لمساعدة بلدها المنكوب جراء الانفجار الأليم، من هنا كانت المساهات والمساعدات إلى لبنان عديدة ومتنوّعة وصلت إلى 47 مليون دولار كندي توزّعت على الشكل التالي.

1-مساعدات من الحكومة الفدرالية والمقاطعات (34.5 مليون)

30 مليون دولار من الحكومة الفدرالية

2 مليون دولار من مقاطعة أنتاريو

1 مليون دولار من مقاطعة كيبيك

1 مليون دولار من مقاطعة نوفاسكوشيا

0.5 مليون دولار من مقاطعة ألبرتا

2-صندوق مطابقة Matching Fund (8 مليون)

أطلقت الحكومة الكندية 8 مليون دولار “صندوق مطابقة”، ودعت الشعب الكندي للمساهمة في هذا الصندوق، على قاعدة دفع دولار من الحكومة مقابل كل دولار يتمّ جمعه من المؤسسات والأفراد وذلك خلال فترة زمنية محدّدة، لا تتعدى الشهر، بدأت بعد انفجار 4 آب وانتهت في27 آب 2020. وقد تمّ جمع الثمانية ملايين دولار المطلوبة. وكان أفراد ومؤسسات في الجالية أطلقت حملات واسعة لملاقاة المبادرة الكندية مثل “التحالف اللبناني الكندي” Lebanese Canadian coalition وغيرها من المؤسسات الجاليوية على صعيد رجال الأعمال والأفراد والطلاب.

3-الصليب الاحمر الكندي

إضافة إلى التقديمات التي ساهمت بها الحكومة الفدرالية وحكومات المقاطعات في كل أنحاء كندا، وإلى المبادرات الفردية التي قام بها أفراد من أبناء الجالية اللبنانية كل من موقعه ومسؤولياته، قام الصليب الأحمر الكندي وبمسعى من تجمّع “قدامى الصليب الأحمر اللبناني” في مونتريال وفي العديد من المدن الكندية، بإطلاق نداء خاص بلبنان بهدف جمع الأموال للمساعدة والتي قدّرت قيمتها بحوالي الأربعة ملايين دولار. كما قامت هذه البعثة بإطلاق حملة لجمع التبرّعات عبر تنظيم Radiothon عبر لإذاعة Chin Radio ليوم كامل في مكاتب السفارة.

وحول آلية  توزيع المساعدات المقدّمة من الحكومة الكندية  قال زيادة “كمرحلة أولية سوف يتم توزيع جزء من المساعدات على النحو التالي:

مبلغ 16 مليون دولار من “صندوق المطابقة ” تذهب إلى “التحالف الإنساني” Humanitarian Coalition والتي تضم 12 مؤسسة خيرية لديها شراكة مع كندا، وهي:

Action against Hunger – Doctors of the World – Oxfam Quebec – Canadian Foodgrains bank – Humanity and Inclusion – Plan International – Canadian Lutheran World Relief – Islamic Relief – Save the Children – Care – Oxfam Canada – World Vision

ومبلغ 5 مليون دولار إلىWorld Food Program ، و 1.5 مليون دولار إلى United Nations High Commissioner for Refugees، و 2.5 مليون دولار إلى  UNICEF، ومليون دولار إلى United Nations Population Fund، و 4.5 مليون دولار إلى Lebanese Red Cross  (جزء منها نقدًا وجزء مشاريع محدّدة). أما ما تبقّى فتحدّد لاحقًا كيفية توزيعها.

وتحدّث زيادة عن المساعدات العينية الفردية التي قام بها أفراد من الجالية اللبنانية متوقفًا عند مبادرة عباس محمود في أوتاوا  وسام مريش في ألبرتا اللذين التقيا على جمع مساعدات عينيّة من مواد غذائية وصحية  وأدوية لمرض السرطان وغيرها من معدّات لزوم جهاز الإطفاء وإرسالها عبر طائرتين عائدتين لشركة Air Cargo وتسليمها لمؤسسات خيرية والمستشفيات المتضرّرة من الانفجار.

وعن سؤال حول ما إذا كان هناك من تنسيق  في ما بين السفارة اللبنانية والحكومة الكندية لتسهيل عملية الهجرة خصوصًا بعد انفجار بيروت؟ أوضح زيادة أن”مسألة الهجرة تتعلق بالحكومة الكندية وحدها، وهي قامت بإرسال فريق من الخبراء من أجل الاستجابة السريعة في المساعدة القنصلية لجاليتها الكبيرة في لبنان والتي تتعدى الـ50 الف شخص، إضافة إلى تسريع البتّ بطلبات الهجرة المقدّمة وليس فتح باب الهجرة. وهنا أود أن أغتنم هذه المناسبة لأتوجّه إلى كل اللبنانيين الجدد والطلاب القادمين للاستقرار أو الدراسة في كندا، إن أبواب السفارة والقنصلية العامة في مونتريال وكافة القنصليات الفخرية مفتوحة لتقديم المساعدة والمشورة لتسهيل عملية الانخراط في المجتمع المضيف وتعريفهم على المؤسسات الجاليوية والتواصل الدائم معهم.

وفي ما يتعلق بدور لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية الكندية في تقديم الدعم المفروض جراء الانفجار الآثم وتداعياته على لبنان أشار زيادة إلى الدور المحوري لرئيس اللجنة النائب فيصل الخوري وبمؤازرة النائب زياد أبو لطيف، في الاستجابة الكندية للكارثة التي حلّـت على بيروت. وأضاف “لقد تمّ، وبمبادرة من اللجنة، اعتماد قرار وبالإجماع، في البرلمان الكندي، للتضامن مع لبنان. وأغتنم  الفرصة في هذه المناسبة لأشكرهم على جهودهم المستمرة في تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.

وبالسؤال عن تعاطف الجالية اللبنانية مع الكارثة الأليمة التي حلّت بأهلها في لبنان تحدّث قائلًا:”هبّت الجالية  اللبنانية بمؤسساتها الدينية والاجتماعية والخيرية والحزبية بالإضافة إلى مبادرات فردية بالعشرات لنجدة ومساعدة أهلهم في لبنان. لقد تجلّت صورة الجالية من المحيط الى المحيط بأحلى حللها وبرهنت عن قدرة استثنائية في التأثير وجمع التبرّعات. وهذا أمر في غاية الأهمية ليس فقط لأهلنا في لبنان من مشرّدين ومحتاجين ومصابين بل أيضًاً من أجل أن نظهر للمجتمع المضيف عن نجاح وتألق وحضور الجالية. وبالفعل لقد رأينا ولمسنا الإعجاب والاحترام من السلطات والمجتمع الكنديين.

وعن تقييمه للاستجابة الكندية للمساعدة جراء الانفجار الآثم وزيارة وزير خارجية كندا لبنان قال زيادة:      “اتقدم بالشكر الجزيل  من رئيس الحكومة جاستن ترودو للاستجابة السريعة والكريمة للحكومة الكندية على التقديمات والمساعدات التي خصّصت للبنان والتي اعتبرت من بين أول خمس دول مساهمة  نسبة إلى حجم المساعدات. ونقدّر عاليًا زيارة وزير خارجية كندا فرنسوا فيليب شامباين إلى لبنان على رأس وفد رفيع  المستوى  للتشاور مع المسؤولين ومعاينة الأضرار الناجمة عن الانفجار عن قرب وتقديم الدعم المعنوي والمادي واستشراف دور كندي مستقبلي في إعادة إعمار المرفأ والبنية التحتية.

وفي الختام  توجه زيادة بالشكر للشعب الكندي الذي أبدى تعاطفًا كبيرًا جدًا مع لبنان وشعبه مقدّمًا المساعدات من جيبه الخاص. كما وأشكر الجاليات الأجنبية لا سيما العربية منها التي قامت بمبادرات على صعيد المؤسسات والأفراد. وأتقدّم بالتحية لأبناء الجالية اللبنانية الذين بذلوا جهودًا جبّارة لمساعدة لبنان في هذه الكارثة، وقد أثبتوا مرة جديدة أن العلاقة مع لبنان هي عضوية وأن لبنان لا يقوم إلّا بجناحيه المغترب والمقيم. وأتمنى كل التوفيق والنجاح لموقع “المنبّه” الذي نأمل أن يلعب الدور الثقافي والاجتماعي والجاليوي المهم كما المساهمة بربط لبنان المقيم بلبنان المنتشر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى