في الوقت نفسه، ما يزال بعض طالبي اللجوء يعيشون بدون عمل، ومع ذلك فالمساعدات الاجتماعية المقدَّمة لهم ناقصة، وهم يجدون صعوبةً في إيجاد المَسكن، أو يُضطرون لقبول العمل بالسر، ما قد يعرِّضهم لسوء المعاملة. أما قبل الوباء، فكان بإمكان المهاجرين في كثير من الأحيان الحصول على هذه الوثيقة من المركز الحدودي. ولكن النظام تعثَّر مع تدفق المهاجرين منذ ذلك الحين.
من جهتها قالت المتحدثة باسم وكالة الحدود الكندية ماريا لادوسور لصحيفة “لابرس” إن الوكالة الحدودية قد تعالِج بسرعةٍ ملفات بعض مقدِّمي الطلبات إن كانت بسيطة وواضحة، فمنذ 1 تشرين الثاني/نوفمبر 2022، بدأت الوكالة بتجربة نموذج جديد لمعالجة طلبات اللاجئين المصنَّفين “غير خطرين”. والهدف من هذه العملية هو تجنُّب إضافة المزيد من الطلبات إلى قائمة الانتظار.
ومع تسريع المعاملات بهذا الشكل، يحتاج المؤهَّلون لنيل الترخيص إلى ملْءِ طلباتهم عبر موقع وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة على شبكة الإنترنت في أقل من 45 يوماً. وبعد فحصهم طبياً وإصدار قرار قبولهم، تُصدَر تصاريح العمل مباشرةً.
لكن في معظَم الحالات قد تُؤجَّل المقابلات مع حرس الحدود فتراتٍ تصل إلى عامين. في هذه الحالات، يُنقَل طالبو اللجوء إلى فنادق تديرها حكومة كيبيك والحكومة الاتحادية (الفيدرالية)، وتُقدَّم لهم المساعدات الاجتماعية بعد بضعة أسابيع، على أن يؤمِّنوا مساكنهم بأنفسهم عندها.
من المهم التوضيح أن الهدف من تحديد موعد المقابلة الأولى هو تقييم طالبي اللجوء، فبناءً عليها يُسمَح لهم بالتقدم بطلب اللجوءِ أَم لا. وهذه الخطوة غالباً ما تكون شكلية، فالغالبية العظمى من الطلبات (أكثر من 90 ٪) ستعتبر مقبولة، أما الطلبات المرفوضة فهي طلبات المهاجرين من مرتكبي الجرائم في الخارج، أو المتهمين بانتهاكِ حقوق الإنسان، أو طالِبي اللجوء إلى الولايات المتحدة.
وبمجرد الحصول على “الورقة البنية”DDA ، يمكن لطالبي اللجوء التقدم بطلب للحصول على تصريح العمل واستلامه في غضون فترة زمنية قصيرة.
أما الخطوة الأخيرة، أي دراسة طلبات اللجوء، فتتمثل بإرسالِ الملفات إلى مجلس الهجرة واللاجئين في كندا (Immigration and Refugee Board of Canada)، حيث تُراجَع الملفات وتُتَّخَذ القرارات بشأنها.
وقد يحتاج اللجئون لانتظار فترة معدّلها عامان قبل أن تُعقَد معهم الاجتماعات النهائية فيُقبَلوا أو يُرفَضوا. أما نسبة الطلبات المقبولة فهي 50% تقريباً.
