أخبار لبنان

مسعود الاشقر ..وداعا

مسعود الأشقر… بوسي الأشقر… تعددت الأسماء والآدمي واحد… إنه الرجل ذو الابتسامة الطيبة حامل أمانة القضية اللبنانية في قلعتها الكبرى، الأشرفية. خسر مسعود الأشقر معركته ضد وباء كورونا. لم يقو جسمه النحيل على مقاومة المرض، بعدما أنهك وهو يقاوم الاحتلالات والوصايات ومحاولات وضع اليد على بيروت التي عشقها حتى الثمالة… شأنه في ذلك شأن رفيق دربه الرئيس الشهيد بشير الجميل، أيقونة البطولة المسيحية في مواجهة الاحتلال السوري ومحاولات التوطين الفلسطيني… كلها معارك كبيرة كانت الأشرفية الشاهد الأول عليها، في عيون بشير ومسعود الأشقر وكثيرين من سابقيهما ولاحقيهما إلى جنات الخلد.

في زمن الحرب، كان مسعود الأشقر من أوائل الذين تجرأوا على الغوص في ميدان الشرف ومعارك البطولة دفاعا عن الأرض والهوية والقضية، وفي زمن السلم، كان رفيق الناس وأوجاعهم وأفراحهم وأتراحهم… إلى حد أن مسعود أشقر مشهور بكونه يعرف الأشرفية “بيت وبيت”، كيف لا وهو الحاضر الأول في كل المناسبات التي تشهدها المنطقة، حتى بعد تدميرها بانفجار مرفأ بيروت، الذي قد لا يعرف حقيقته يوما إلا من باتوا اليوم في جوار الرب.

مسعود الأشقر هو إذا مرادف الأشرفية ورفيق ناسها. لكنه  أيضا البطل الذي نجح حيث فشل كثيرون: أتقن الرجل فن إزدراء المناصب، إلى حد أن البعض يعتبرون، وربما عن حق، أن خياره البقاء في الظل ظلمه،  ومنع عنه مواقع المسؤولية السياسية المتقدمة، في وقت يبحث لبنان “بالسراج والفتيلة” عن أناس من طينة مسعود،  وقد دقت ساعة رحيلهم قبل تحقيق هذا الحلم. لكن رصيد مسعود الأشقر أكبر من المناصب، وقد تجلى في لحظة غيابه.. “كلن يعني كلن” نعوه بكلمات التأثر والحسرة، بغض النظر عن التموضعات السياسية واختلاف المقاربات… قد يكون هذا هو النجاح الأكبر في زمن الخسارات المفجعة والغيابات القاتلة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى