أخبار دولية

انتخابات تركيا.. محرم إينجه المرشح الساعي “للانتقام”

لم تمنعه الخسارة في انتخابات عام 2018 من الترشح مجددا، ولذلك يوصف المرشح الرئاسي لانتخابات 14 من مايو 2023 محرم إينجه بـ”القيادي المغامر”، والسياسي الذي قد يشكّل أثرا في النتائج المرتقبة، رغم أن حظوظه لن تكون كبيرة، قياسا بكمال كلشدار أوغلو وإردوغان.

وهذا الأثر يرتبط بشكل أساسي، وفق مراقبين بالأصوات التي سيجذبها من صالح “حزب الشعب الجمهوري” وزعيمه كلشدار أوغلو، بعدما انشق عنه، في فبراير 2021، في أكبر عملية انفصال يواجهها الحزب المعارض، حينها، منذ قرابة 12 عاما.

وكان إينجه قد نافس إردوغان على كرسي الرئاسة قبل خمس سنوات، لكنه فشل بذلك بفارق تصويتي ملحوظ (30.6 مقابل 52.5 لإردوغان).

وبعدما تحدثت الكثير من التقارير عن خلاف وصدام كبير شاب علاقته مع الحزب الذي ترشح عنه (الشعب الجمهوري) وزعيمه كلشدار أوغلو أعلن في أعقاب انشقاقه بسنوات تأسيس “حزب البلد”، وصولا لإعلان ترشحه بشكل مستقل عنه لانتخابات 14 مايو.

ولطالما انتقد هذا السياسي حزبه السابق وكلشدار أوغلو، وعاد ليكرر ذلك قبل أيام من الانتخابات، فيما اتجهت وسائل إعلام لاستضافته وقراءة الموقف الذي سيسلكه خلال المرحلة المقبلة.

ويعتقد مراقبون أن ترشح إينجه للرئاسة وإصراره على خوض السباق سيشكّل تحديا أمام كلشدار أوغلو والحزب الذي يقوده، من زاوية ترجيحات استقطابه للأصوات الخاصة بـ”الشعب الجمهوري” علماني التوجه.

ويقول الباحث السياسي، هشام جوناي: “من الواضح أن محرم إينجه ينتقم من كلشدار أوغلو. الطريقة التي تعامل بها الأخير معه في انتخابات 2018 كانت تحمل نفسا مهينا واستعلائيا، ولذلك يحاول الآن الانتقام”.

وسبق وأن اعتبر إينجه أن “الطاولة السداسية للمعارضة (تحالف الأمة) لا تستطيع أن تدير شؤون البلاد، وأن الخلافات فيها واضحة، وأنه حتى لو فازت ستجر البلاد إلى أزمة إدارية”.

وقال أيضا في إشارته إلى انتخابات 2018: “لم يكن حزب الشعب الجمهوري ورائي في ترشيحي للرئاسة. ربما كان ذلك عبئا. لم ينفقوا المال. لم يعلقوا ملصقاتي. لقد عملوا بدون معنويات. طعنني حزبي السابق في ظهري”.

ويضيف جوناي لموقع “الحرة”: “دائما ما ينتقد إينجه الطاولة السداسية أكثر من إردوغان وهذا يشير إلى أنه يؤيد استمرار الوضع الراهن”، كما أنه “يلمح تلميحات خطيرة، من قبيل أن المرحلة الثانية من الانتخابات يمكن أن تجري بين المرشح الأول والثالث”، في إشارة إلى “احتمالات انسحاب كلشدار أوغلو وخوضه السباق”.

من هو إينجه؟
ولد في 4 مايو عام 1964 لعائلة مهاجرة من اليونان استقرت في ولاية يالافا.

يحمل شهادة في الفيزياء والكيمياء من باليكسير، التابعة لجامعة أولوداغ.

عمل في شبابه مدرسا للفيزياء في مدارس ثانوية مختلفة، وتولى مهام المدير والمتحدث الصحفي في نادي يالوفا الرياضي.

في عام 1999، تم انتخابه رئيسا لـ”حزب الشعب الجمهوري” لمقاطعة يالوفا.

كان يبلغ من العمر 38 عامًا فقط عندما دخل البرلمان كنائب لـ”الشعب الجمهوري” في يالوفا في انتخابات عام 2002.

شغل مناصب مختلفة في الحزب الذي انشق عنه، وبعد خسارته في انتخابات 2018 بثلاثة أعوام أعلن تشكيل “حزب البلد” (Memleket).

“علماني معتدل”
يعتبر إينجه شخصية قيادية بارزة لها وزن في الحياة السياسية، ويزداد هذا الثقل مع منافسته لإردوغان وكلشدار أوغلو في الوقت الحالي.

ورغم أن جذوره تعود إلى “الشعب الجمهوري” علماني التوجه، إلا أنه يحسب على فئة العلمانيين المعتدلين.

وخلال فترة حظر الحجاب كان من العلمانيين القلائل الذين دافعوا عن الحق في ارتداء الحجاب.

وفي ذات الوقت له انتقادات حادة للحزب الحاكم والرئيس إردوغان، إذ سبق وأن اتهم “العدالة والتنمية” ذي الجذور الإسلامية بأنه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016.

يصف الباحث جوناي، خطاب محرم إينجه بـ”الشعبوي”، ويقول: “إنه يوجه خطابات للعلمانيين والمتدينين، ويبتعد عن إيديولوجيا معينة، وبذلك يسعى لكسب الأصوات حتى لو كانت يمينية أو يسارية”.

ويضيف: “إينجه لا ينتهج إيديولوجيا فكرية، ويبني عليها أجندة حزبية مقنعة، لكن هذا الأمر سينعكس عليه بالسلب في المرحلة المقبلة، لأن الشعب التركي مسيس ولا يحب السياسيين الذين ليس لديهم فكر إيديولوجي معين”.

يعتقد المحللون أن إينجه الماهر في التواصل، له صدى بين الناخبين الشباب الذين سئموا من إردوغان وغير مقتنعين بترشيح كمال كيليتشدار أوغلو.

وفي حين يعتبر مراقبون أن لن يحظ بفرص فوز أمام إردوغان، اعتبروا أن ترشحه لمنصب الرئاسة سيعود بالسلب على تحالف المعارضة.

ما برنامجه الانتخابي؟
يقول محرم إينجه إنه “سيحكم تركيا بثلاثمائة شخص ذكي”، مضيفا حسب ما تنقل عنه وسائل إعلام: لن أنظر إلى حجابهم أو تنوراتهم القصيرة، سواء أكانوا أتراك أم كرديين، علويين أو سنة، لا يمينيين ولا يساريين. سأبحث فقط فيما إذا كانوا أكفاء أم لا “.

وفي حالة فوزه بالانتخابات يعد بالجلوس فورا على الطاولة مع رأس النظام السوري، بشار الأسد، بينما سيعين سفيرا في دمشق، من أن تنسيق عملية إعادة السوريين.

ومن جانب آخر يعتبر أن “تركيا لديها مشكلة في السلطة، وأن الحكومة الحالية يجب أن ترحل”، مشيرا إلى سلسلة من الوعود بينها “تحقيق العدالة وسيادة القانون والتخلص من دوامة الاستهلاك والهدر والدين، مع تأسيس بنك مركزي مستقل”.

ويتوقع أن يصبح رئيسا بنسبة 65 في المئة، لكن في حالة انتقال انتخابات الرئاسة إلى جولة الإعادة في 28 من شهر مايو.

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى