منوّعات

لقد ماتوا بطريقة مأساوية مروعة.. استياء كبير من زيارة موقع “التايتنك”

فيما لاتزال قصة “التايتنك” السفينة الفاخرة التي انشطرت نصفين من اهم القصص التاريخية المعروفة، فإن موقع السفينة في قعر البحر يستقطب السياح والأثرياء رغم مرور قرن تقريباً على غرقها، ولكن هذه الرحلات السياحية تزعج عدد كبير من الاقارب وعائلات الضحايا.

فقد رأى جون لوكاسيو (69 عاماً) الذي قضى اثنان من أعمامه في تلك المأساة أن الأمر مقيت وقال “أعتقد بصراحة تامة أنه أمر مثير للاشمئزاز”.

كما أضاف في تصريحات لصحيفة “ديلي بيست” الأميركية “أتمنى أن يتوقف.. لأنه لا معنى له. إنهم ينزلون لمعاينة قبر”.

وتابع قائلا “لقد ماتوا بطريقة مأساوية مروعة، ولا يريدون أن ينزل الناس لرؤيتهم… اتركوهم وشأنهم”.

فمنذ أن غرقت “تايتنيك” خلال رحلتها الأولى عام 1912، استحوذ حطامها الذي استقر في أعماق المحيط على اهتمام كبير، رغم ما تنطوي عليه زيارته من مخاطر.

ولعل آخر زيارة كانت لخمسة ركاب في غواصة تايتن المفقودة، والتي تتواصل منذ الأحد عمليات البحث عنها في منطقة غرق السفينة الشهيرة، حيث كتبت قصة واحدة من أعظم الكوارث البحرية في زمن السلم.

لكن قبل هذه الرحلة الاستكشافية التي تبلغ تكلفة تذكرتها 250 ألف دولار، ألهمت السفينة الفاخرة التي اصطدمت روائيين ومخرجين، ومغامرين كثراً راغبين في فهم ما حدث حينها في مياه شمال الأطلسي.

فعندما أبحرت “آر إم إس تايتنيك” عامذاك من إنجلترا متوجهة إلى نيويورك، كانت تُعتبر بمثابة جوهرة تكنولوجية، وقد وصفها كثر بأنها سفينة محيط غير قابلة للغرق.

لاسيما أن “تايتنيك” التي كانت تحمل أكثر من 2000 شخص من ركاب وأفراد طاقم، كانت تُعتبر آنذاك أكبر سفينة بُنيت حتى ذلك الوقت.

بل كانت أشبه بقصر عائم ضخم ذي مقصورات فخمة، حيث كان متاحاً للمسافرين في الدرجة الأولى استخدام صالة للألعاب الرياضية وملعب اسكواش وحوض سباحة ومطعم فخم.

لكن في مكان آخر من هذا القصر السفينة، كان المئات من المهاجرين الفقراء أيضا، مكدّسين ينتظرون الوصول إلى ما كان يعرف بـ”الحلم الأميركي”.

غير أن تلك الرحلة عبر المحيط الأطلسي تحولت بالنسبة للجميع، إلى كابوس في 14 نيسان/أبريل 1912.

ففي نهاية ذلك اليوم، اصطدمت تايتنيك بجبل جليدي. فتشوّه بدنها واندفعت المياه إلى السفينة التي يبلغ ارتفاعها 269 متراً.

وتحت وطأة المياه التي غزت المقصورات، بدأت السفينة بالغرق. ولم يكن متوافراً عدد كافٍ من قوارب النجاة على متنها، وما كان موجوداً لم يُحسن أفراد الطاقم استخدامه نظراً إلى أنهم كانوا في حال ذعر وارتباك. تم تهريب النساء والأطفال أولاً، لكن بعض القوارب تُرك نصفها فارغاً.

وبعد ساعات قليلة من بدء الميل عمودياً، انشطرت السفينة الضخمة إلى قسمين وغرقت في الأعماق.

أما الركاب الذين لم يتم إجلاؤهم فماتوا بسرعة كبيرة في المياه المتجمدة.

ولقي نحو 1500 شخص حتفهم في الكارثة.

فيما تم انتشال 700 من الناجين فقط بواسطة سفينة “إر إم إس كارباذيا” التي استجابت لنداءات استغاثة “تايتنيك”.

إلا أن الموقع الدقيق للحطام بقي لغزاً لمدة 70 عاماً، إلى أن تمكنت بعثة فرنسية أميركية عام 1985 من اكتشاف المكان الذي كان موجوداً فيه على عمق 3700 متر.

وأظهرت الصور التي التقطتها البعثة نصفَي السفينة المنشطرة في قاع المحيط، محاطين بالكثير من الحطام، والبقايا، من أثاث وأحذية وأطباق وأغراض أخرى كانت في الماضي على متنها.

ومنذ العثور على الحطام، شهد الموقع زيارات من باحثين ومستكشفين وسيّاح ومخرجين سينمائيين!.

في حين لا تزال بعض تذكارات تايتنيك والتحف المرتبطة بها قابعة هناك إلى جانب العظام التي تحللت ربما.

أما ما تم انتشاله من تذكارات فمطلوبة على نطاق واسع. وستباع قريباً رسالة كتبها راكب من أوروغواي مات في الكارثة بالمزاد العلني.

كما بيع الكمان الذي عزف عليه الموسيقى وقائد الفرقة الموسيقية والاس هارتلي على السفينة لدى غرقها، في مقابل 1,7 مليون دولار عام 2013.

وبعد أن أصبحت هذه المأساة بمثابة دراما تاريخية، تماماً مثل تدمير مدينة بومبي بفعل ثوران بركان فيزوف، ولّدت الكارثة فضولاً كبيراً لدى الملايين حول العالم، لاسيما السياح الأثرياء.

ما بات يزعج بعضاً من عائلات الضحايا ممن يُبدون سخطاً بسبب سياحة الأثرياء المستعدين لإنفاق ثروات لرؤية الحطام الذي تحول مقبرة لأمواتهم وأسلافهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى