اتجهت درجات الحرارة في أنحاء العالم نحو ارتفاعات مثيرة للقلق، واتسع نطاق انتشار الظروف المناخية المتطرفة، في وقت سعى أكبر بلدين مسببين للتلوث في العالم؛ الصين والولايات المتحدة، أمس، إلى استئناف محادثات المناخ.
ودقّت سلطات صحية في دول عدة في أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية، ناقوس الخطر، وحضّت السكان على شرب المياه والسوائل والاحتماء من الشمس، في توجيهات تشكّل تذكيراً جديداً بمخاطر الاحترار العالمي.
وسجلت بلدة سانباو النائية في منطقة قاحلة بشمال غربي الصين، رقماً قياسياً لدرجة الحرارة بلغ 52.2 مئوية.
وادي الموت
وسجّلت منطقة وادي الموت بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهي واحدة من أكثر المناطق سخونة في العالم، درجة حرارة شبه قياسية، وصلت إلى 52 مئوية أول من أمس الأحد.
وسجّلت فينيكس عاصمة ولاية أريزونا حرارة تخطّت 43 درجة مئوية.
أوروبياً، قال كارلو بونتمبو، مدير خدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ بالاتحاد الأوروبي، إن هناك نمطاً واضحاً لموجات الحر التي أصبحت أكثر شيوعاً كما توقع العلماء. وأضاف «نحن بالفعل في أرض مجهولة تماماً. لم نرَ شيئاً مثل هذا في ذاكرتنا الحية وفي تاريخنا».
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية، إن أوروبا قد تسجّل هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة فيها على الإطلاق، تحديداً في جزيرتَي صقلية وسردينيا الإيطاليتَين، حيث من المتوقّع أن تصل الحرارة إلى 48 درجة مئوية.
وبحسب الأرصاد الجوية الأوروبية، كان يونيو الفائت الأكثر حراً في العالم، ويبدو أن يوليو الحالي سائر على خطاه.
ففي روما يرطب السائحون أجسادهم أمام مروحتين عملاقتين، أقيمتا خارج الكولوسيوم، وهم ينهلون من حين إلى آخر من ماء نافورة قرب الدرج الإسباني.
وأعرب السائح الأمريكي كولمان بيفي، عن ذهوله إزاء شدة الحر خلال ارتشافه كوب «كابوتشينو»، مع زوجته آنا، في بداية عطلة لمدة أسبوعين. وقال «نحن من تكساس (في الولايات المتحدة)، والجوّ حارّ جداً هنا، اعتقدنا أننا سنهرب من الحرارة، ولكن الجو هنا أكثر سخونة».
فتح الكنائس
وسارع مسؤولو الكنائس في ألمانيا، إلى التنويه بأن معظم الكنائس في البلاد مفتوحة بالفعل أمام الزوار على مدار اليوم، وطوال السنة، بغض النظر عن الطقس.
وفي إسبانيا، قد ترتفع درجات الحرارة لتبلغ 44 درجة مئوية في بعض المناطق.
قرب أثينا، اندلع حريق غابات أجّجته رياح قوية قرب بلدة لوتراكي الساحلية، حيث قال رئيس البلدية يورغوس غيونيس إن الخطر تهدد مخيمات صيفية للأطفال. وأضاف «أنقذنا 1200 طفل كانوا في مخيمات صيفية».
وفي قبرص، حيث يُتوقّع أن تبقى درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية حتى الخميس، توفي رجل يبلغ تسعين عاماً، نتيجة ضربة شمس، ونُقل ثلاثة مسنّين آخرين إلى المستشفى.
حرارة الصين
في الصين، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في بيان أمس، أن الحرارة سجلت الأحد مستوى قياسياً لمنتصف يوليو، بلغت 52,2 درجة مئوية في قرية سانباو في منطقة شينجيانغ في الغرب.
وكان المستوى القياسي السابق سجل في مدينة توربان في يوليو 2017، عندما بلغت الحرارة 50,6 درجة مئوية، وفق البيان الذي ذكر أن درجات حرارة سطح الأرض، وصلت إلى 80 درجة مئوية في أجزاء من توربان.
في اليابان، أصدرت السلطات تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها من التعرض لضربة شمس، في 32 مقاطعة من مقاطعات البلاد الـ47، بعدما سُجّلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها.
وتلقّى 60 شخصاً على الأقلّ علاجاً من ضربة الشمس في اليابان.
وحث وزير الصحة الألماني، كارل لوترباخ، الكنائس على فتح أبوابها أمام الناس الذين يبحثون عن مكان مظلل بارد، هرباً من أشعة الشمس.
كيري في الصين
وفي استئناف للجهود الدبلوماسية بشأن الاحتباس الحراري، اجتمع جون كيري المبعوث الأمريكي لشؤون المناخ، مع نظيره الصيني شيه تشن هوا في بكين، وحثا على اتخاذ إجراءات مشتركة لخفض انبعاثات الميثان، وتقليص استخدام الفحم في توليد الطاقة.
وقال كيري، في إشارة إلى تزايد العواصف والحرائق «في الأيام الثلاثة المقبلة، نأمل أن نتمكن من البدء في اتخاذ بعض الخطوات الكبيرة التي تنقل إشارة إلى العالم، حول الهدف الجاد للصين والولايات المتحدة لمواجهة خطر وتهديد وتحدٍ مشترك للبشرية جمعاء، أوجده البشر بأنفسهم».
