أخبار دولية

هل يلبي الرئيس الأميركي دعوة نتنياهو لزيارة إسرائيل وإظهار التضامن؟

أثارت دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي جو بايدن لزيارة إسرائيل الكثير من الاهتمام؛ حيث رحب بها بايدن خلال المكالمة الهاتفية مع نتنياهو يوم السبت، وأخبر مساعديه بأنه مهتم بالذهاب؛ لأن وجوده سيظهر الدعم الأميركي القوي، بعد أن قتلت «حماس» أكثر من 1300 إسرائيلي، واحتجزت 150 رهينة بمن فيهم بعض الأميركيين.

ورغم تأكيد أرديان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أنه لا يوجد أي إعلان عن رحلة قادمة للرئيس، فإن الاهتمام بإمكانية حدوث هذه الرحلة قد ازداد.

وتسربت أنباء عن احتمالية إقدام الرئيس بايدن على القيام بها في أقرب وقت خلال هذا الأسبوع، لكن احتمالات تصاعد الأعمال العدائية، وتوترات الأوضاع مع هجوم بري وشيك على قطاع غزة، جعلت بعض المحللين يحذرون من المخاطر التي يمكن أن تحيط بمثل هذه الرحلة في خضم الحرب المتصاعدة.

وأشار مسؤولون – شرط عدم نشر هويتهم- إلى أن الرئيس بايدن قام برحلات جريئة من قبل، ومنها زيارته للعاصمة الأوكرانية كييف في خضم الحرب المشتعلة مع روسيا، وعدَّ هذه الزيارة لتأييد الأوكرانيين من أبرز الأحداث في سياسته الخارجية، كما زار كلاً من بولندا وليتوانيا دليلاً على التزامه بالدفاع عن الديمقراطيات في جميع أنحاء العالم.

مشاورات جارية

وأشارت شبكة «سي إن إن» إلى أن هناك مشاورات جارية حول احتمالات زيارة بايدن لإسرائيل «قريباً»، وأن كلاً من واشنطن وتل أبيب يناقشان هذا الاحتمال، لكن ليس واضحاً مدى تقدم المناقشات وليس واضحاً التوقيت المحتمل لهذه الرحلة والترتيبات الأمنية التي يتطلب القيام بها.

ويقول المحللون إنه إذا أقدم بايدن على القيام بهذه الرحلة فإنها ستكون بمثابة استعراض قوي للدعم الأميركي لإسرائيل، في وقت تقوم فيه إسرائيل بشن هجمات مدمرة على قطاع غزة وحملة تجويع لسكانها، وترحيل قسري، كما تستعد لغزو بري محتمل ووشيك مع ازدياد الأزمة الإنسانية داخل القطاع وسقوط المئات من القتلى والجرحى من المدنيين.

وقد دعا بايدن إلى حماية المدنيين، وشدد على التزام إسرائيل بالقوانين الدولية المتعلقة بالحرب، وضرورة توصيل المساعدات الإنسانية، وتوفير المياه والغذاء والطاقة، وهو ما سيضع تساؤلات حول مدى التزام بايدن بحماية المدنيين، ونطاق تأييده للقصف الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين.

وهناك تساؤلات أخرى، فهل سيكتفي بايدن بزيارة إسرائيل ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، أم سيلتقي أيضاً رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، خصوصاً أن بايدن تحدث يوم السبت الماضي مع كل من نتنياهو وعباس؟

والمرجح أن الرئيس بايدن سيؤكد رسالة وزير خارجيته أنتوني بلينكن، الذي قام برحلة مكوكية خلال الأيام الماضية إلى 7 دول مطالباً بحماية أرواح المدنيين.

ومن جانب آخر، فإن زيارة بايدن سترسل رسالة قوية إلى لاعبين إقليميين في المنطقة، بما في ذلك «حزب الله» المدعوم من إيران، فرغم خروج بايدن بتصريحات متكررة يحذر فيها أطرافاً إقليمية من التورط في الصراع، وإرسال حاملتي الطائرات «فورد» و«أيزنهاور» – أقوى أسلحة البحرية الأميركية – في رسالة لردع إيران و«حزب الله» عن القيام بأي عمل متهور واستغلال الوضع، فإن الزيارة ستشدد على هذه الرسالة بشكل أقوى وأنه لا يمكنهم تصعيد الصراع.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى