تستعد الحكومة الكندية بقيادة جاستن ترودو لتداعيات محتملة من إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، لا سيما بعد علاقات مضطربة خلال ولايته الأولى.
وقالت صحيفة لوموند الفرنسية إن تهديدات ترامب الأخيرة بشأن تمويل الناتو تضع ضغوطًا على كندا، ما يسلط الضوء على المخاوف بشأن الدفاع والتجارة.
يشار إلى أن العلاقات المتوترة بين ترودو وترامب، التي تفاقمت بسبب الخلافات التجارية والتوترات الدبلوماسية، تحتم على كندا تطوير استراتيجية استباقية.
وبحسب الصحيفة، تسعى كندا التي يرتبط اقتصادها بقوة باقتصاد الولايات المتحدة، إلى توقع العواقب المحتملة لعودة ترامب إلى السلطة؛ إذ تهدف مبادرات مثل اجتماع وزير المالية مع الجهات الاقتصادية الكندية، في أيلول/سبتمبر 2023، وإنشاء فريق خاص بقيادة فرانسوا فيليب شامبين، إلى تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.
وتندرج هذه التعبئة في إطار استراتيجية تهدف إلى تنويع الاتصالات داخل المجال السياسي والاقتصادي الأمريكي.
وتسعى كندا إلى التحايل على سلطة أمريكا الوسطى من خلال استهداف أعضاء الكونغرس وحكام الولايات والجهات الاقتصادية الفاعلة، لمواجهة السياسات العدائية المحتملة لترامب تجاه كندا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الاستراتيجية ترتكز على الاعتقاد بأن الجهات الفاعلة الإقليمية والقطاعية في الولايات المتحدة يمكنها التأثير بشكل إيجابي على القرارات السياسية والاقتصادية.
وقد تم بذل جهود مماثلة خلال مفاوضات CUSMA للحفاظ على العلاقات التجارية.
وتضيف الصحيفة أنه بينما يعمل ترودو على حشد الموارد الدبلوماسية والاقتصادية لمواجهة عدم اليقين السياسي في الولايات المتحدة، فإنه يحافظ على توازن دقيق لتجنب إثارة غضب ترامب.
وختمت الصحيفة بالقول إن الدروس المستفادة من التفاعلات السابقة مع إدارة ترامب تدفع ترودو إلى اتخاذ نهج حذر، ولكن استباقي للدفاع عن المصالح الكندية. كذلك يسلط استمرار عدم اليقين بشأن سياسات ترامب المحتملة الضوء على التحديات التي تواجهها كندا في الحفاظ على أولوياتها الاقتصادية والدبلوماسية والبيئية، في أجواء سياسية دولية متقلبة.
