أخبار كندا

لاجئون أوكرانيون عالقون بين سندان تجديد الإقامة ومطرقة الغلاء المعيشي

ضغوط الحياة اليومية واضحة عند بعض الأوكرانيين الموجودين في كندا والواقع المعيشي لا يعكس بالضرورة ما كانوا يصبون إليه أو يحلمون به قبل المجيء إلى كندا. هذا على الأقل في حالة عدد من اللاجئين الأوكرانيين الذين استقروا في مقاطعة بريتيش كولومبيا في غرب البلاد.

بعد نحو سنتين على وصولهم إلى كندا فارين من الحرب في بلدهم، يرغب العديد من اللاجئين الأوكرانيين في الاستقرار أو تمديد إقامتهم في كندا.

أندري باتيتسكي وزوجته كاترينا بوندارينكو، من خاركيف المدينة التي تبعد 30 كيلومترا عن الحدود الروسية. وهما على غرار مئات الآلاف من اللاجئين الأوكرانيين، فرّا من الغزو الروسي ووصلا إلى كندا بفضل تصريح السفر الطارئ بين كندا وأوكرانيا.

تجدر الإشارة إلى أن تصريح السفر الطارئ إلى كندا نصّ على استقبال اللاجئين الأوكرانيين على الأراضي الكندية لفترة أولية مدتها سنتان. ويستفيد هؤلاء أثناء إقامتهم في البلاد من تصريح عمل وتصريح دراسة بالإضافة إلى الحصول على الرعاية الصحية.

إنه بحلول 31 آذار /مارس المقبل، سيتعين على الزوجين، حسبما تنص الإجراءات، التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل أو دراسة، أو تمديد إقامتهما لمدة ثلاث سنوات، أي حتى عام 2027.

يقول الزوجان اللذان يعيشان في مدينة سوري (Surrey) في فانكوفر الكبرى، إن هذا يرهق كاهلهما خصوصا لجهة التعامل مع الإجراءات الإدارية بالإضافة إلى شغل العديد من الوظائف من أجل مواجهة صعوبات مالية كبيرة.

في بلده الأم، كان أندري باتيتسكي معالجا بالتدليك ويتابع دراسته ليصبح ممرضا. وقد شغل منذ وصوله إلى كندا في شهر تموز /يوليو 2022 وظائف في مجالات البناء والمطاعم والرعاية النهارية والسينما. يقول إنه ليس لديه شهادة معترف بها في كندا، كما أن تكلفة المعيشة تجعل من الصعب عليه تغطية نفقاته.

 

اشترى المتحدث مع زوجته شقة في العاصمة كييف بعد زواجهما في العام 2021 وكانا يرغبان في الإنجاب قبل بدء الغزو الروسي، ولكن انهارت حياتهما اليومية بومضة عين، ثم تدّمر كل شيء، كما يشرح أندري. يأمل هذا الأخير في أن يصيح مقيما دائما في كندا وأن يتحسّن وضعه آجلا وتكون الظروف مواتية لينجب طفلا.

يقول اللاجئ الأوكراني: ’’أريد ان ابقى هنا […] سأحاول التقدم بطلب للحصول على تأشيرة الإقامة الدائمة، التي تساعدني على الشعور بإنسانيتي‘‘.

إن عدم تقديم طلب لإحدى الخيارات المقدمة بحلول نهاية الشهر الحالي، يعني فقدان خدمات الدعم الحكومية، بما في ذلك الدعم المالي ودورات اللغة، بعد شهر آذار /مارس 2025. وهذا من شأنه أن يزيد من صعوبة بقاء اللاجئين الأوكرانيين وعملهم في كندا.

يشير دانييل لي، محامي الهجرة من شركة Fasken، إلى أن هناك طرقا أخرى للبقاء في البلاد، لكنها أكثر صعوبة. يقول إنه يتعين على هذا اللاجئ المرور بالمعاملات المعتادة ويتقدم بطلب للحصول على تصريح عمل أو دراسة، وعادة ما يكون هذا تحديا أكبر بكثير.

إن التقدم بطلب الحصول على تصريح عمل هو عملية يمكن أن تستغرق من أربعة إلى خمسة أشهر، وتتطلب وجود صاحب عمل يرغب في الموافقة على الطلب ويمكنه إثبات أنه لا يمكن تعيين مرشح مؤهل آخر بدلاً من مقدم الطلب.

لغاية تاريخ اليوم الخميس 7 آذار /مارس 2024، يكون قد دخل إلى كندا بموجب ’’تصريح كندا أوكرانيا لسفر الطوارئ‘‘ (AVUCU / CUAET) ما يقرب من 250 ألف شخص. دخلوا إلى كندا تحديدا في الفترة ما بين 17 آذار /مارس 2022 و27 شباط /فبراير 2023، وفقا لبيانات الحكومة الفدرالية.

تجدر الإشارة إلى أن أوتاوا أصدرت أكثر من 936.293 تأشيرة طوارئ مؤقتة منذ آذار /مارس 2022 للأوكرانيين الراغبين في العمل أو الدراسة في كندا بانتظار نهاية الحرب في بلادهم.

هذا وهناك ما يصل إلى 90.000 شخص من حاملي تأشيرة الطوارئ هذه يعتزمون القدوم إلى كندا ضمن المهلة المنتهية في 31 آذار (مارس)، وفقاً لاستطلاعات أجرتها وزارة الهجرة واللاجئين والمواطَنة الفدرالية ومنظمة ’’عملية الملاذ الآمن للأوكرانيين‘‘ (OHPU / OUSH).

يقول الكاهن الأب ميخايلو أوزوروفيتش، راعي كاتدرائية القربان المقدس في نيو وستمنستر قرب فانكوفر، إن العديد من الأوكرانيين وصلوا في الأسابيع الأخيرة، ويتوقع أن يحذو حذوهم آلاف آخرون بحلول نهاية الشهر.

تقول كنيسته إنها مستعدة للترحيب بهؤلاء الزوار الجدد: ’’أعتقد أن مجرد ابتسامة وكلمة ترحيب هي واحدة من أعظم الهدايا التي يمكن أن نقدمها‘‘ على حد تعبيره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى