أخبار دولية

روداكوف: نشاطر تماماً النهج اللبناني!

وشدّد روداكوف في حديث لِـ “الجمهورية” على، أنّ “روسيا تؤكّد موقفها المبدئي والثابت بأنّ النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي المستمر منذ 75 عاماً لا يُحلّ بالقوة. ولا يمكن حلّه إلّا بالوسائل السياسية والديبلوماسية، من خلال إنشاء عملية تفاوض كاملة على أساس قانوني دولي معروف. وذلك من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش في سلام وأمن مع إسرائيل”.

واعتبر روداكوف، أنّ “الأولويات الآن في غزة يجب أن تتمثل بوقف الأعمال العدائية، وإطلاق سراح الرهائن، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بنحو كامل إلى الأشخاص المحتاجين، مع الالتزام الصارم بالقانون الإنساني الدولي. ومن ثم، لا بدّ من اتخاذ خطوات دولية فعّالة لإحلال السلام الشامل والدائم في جميع أنحاء الشرق الأوسط”.

وتطرّق الى الملف اللبناني، مؤكّداً أنّه “خلافاً لمعظم الدول الغربية، تلتزم روسيا التزاماً راسخاً بمبدأ عدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة. وعلاقاتنا مع لبنان ليست استثناءً”.

وقال روداكوف: “نحن على اقتناع بأنّ اللبنانيين أنفسهم يجب أن يقرّروا كل القضايا المطروحة على جدول الأعمال الوطني، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية، من دون أي تدخّل خارجي. ونحن بدورنا مستعدون للتفاعل البنّاء والمفيد للجانبين مع أي رئيس دولة ينتخبه اللبنانيون. ونأمل أن يحدث هذا في المستقبل القريب جدًا”.

وأضاف، “الانتخابات المبكرة لرئيس لبناني وتعيين حكومة مفوّضة من شأنهما أن يضعا الأساس لتحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في البلاد. وهذا سيهيئ الظروف لمزيد من التطوير التدريجي للعلاقات الودية الروسية ـ اللبنانية”.

ولدى سؤاله عن نظرة روسيا للبنان كدولة أساسية في الشرق الأوسط، اعتبر روداكوف أنّ “لبنان بلد غير عادي في نواحٍ عدة. وليس من قبيل المصادفة أنّه حصل في وقت ما على اسم شعري جميل – “لؤلؤة الشرق الأوسط”.

ولفت الى، أنّه “في التاريخ العالمي، في السياسة، في الاقتصاد، وكذلك من وجهة نظر الحكومة، احتلت الأرض اللبنانية دائمًا مكانة خاصة بين دول المنطقة. إنّ الاهتمام الذي تبديه الدول الأجنبية بلبنان يشهد على أهميته في الشؤون الدولية الحديثة”.

وأسف لأنّ، “أرض الأرز” لا تمرّ الآن بأفضل الأوقات”، آملاً في أن “يساعد الانتخاب المبكر لرئيس الجمهورية في التغلّب على الأزمة المعقّدة التي طال أمدها. ونحن مقتنعون بأنّه يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة من دون تأخير، وبلا انتظار استقرار الوضع في منطقة النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي”.

ونوّه روداكوف بالعلاقات الروسية- اللبنانية، واصفاً ايّاها بـ”الودّية تقليدياً”.

وفي هذا السياق، أشار الى أنّ “روسيا ولبنان في العام المقبل، يحتفلان في بالذكرى الثمانين لإقامة العلاقات الديبلوماسية بينهما. وفي مناسبة هذا الحدث المهم، نخطّط لعقد سلسلة كاملة من الفعاليات المثيرة للاهتمام في مجال التعاون الثقافي والإنساني بين البلدين. وندعو الجميع الى المشاركة فيها”.

وعبّر عن رضاه عن مستوى التفاعل السياسي الروسي ـ اللبناني، مقدّراً “تصويت لبنان المستمر دعماً للقرار الروسي الصادر عن الجمعية العمومية للأمم المتحدة في شأن مكافحة تمجيد النازية. علاوة على ذلك، فإنّ اللبنانيين هم من بين مؤلفي هذه الوثيقة”.

أما في السياسة الدولية، فقال روداكوف، إنّ “موقف لبنان الرسمي من القضايا الأكثر إلحاحاً هو مبدأ “النأي بالنفس” عن حالات النزاع، والسعي إلى حل المشكلات بالوسائل السياسية والديبلوماسية السلمية. ونحن نشاطر تماماً النهج اللبناني المحب للسلام. كما أننا نعزز مفهوم إنشاء نظام أمني متساوٍ وغير قابل للتجزئة للجميع”.

ولدى سؤاله عن النظام العالمي الجديد والتعددية القطبية وطريقة ترجمتها في العسكر والسياسة، أشار الى أنّ “العالم يواصل التحرك بثقة نحو التعددية القطبية. لقد حدث هذا لأسباب موضوعية طبيعية لفترة طويلة. لقد أصبحت المركزية الغربية شيئاً من التاريخ”.

وأكّد روداكوف، أنّ “روسيا تدعم هذه العملية، وتدافع بكل حزم عن مبدأ المساواة في السيادة بين الدول، وسيادة القانون الدولي، والحاجة إلى تعزيز السلام والأمن العالميين”.

ورأى، أنّه “مع ذلك، فإنّ الغرب ليس مستعدًا للتخلّي عن طموحاته الاستعمارية ويحاول الحفاظ على هيمنته العالمية. هذا هو السبب وراء تفاقم ظاهرة الأزمات التي لاحظناها أخيراً في كل أنحاء الكوكب تقريبًا”.

وختم، “نحن على اقتناع بأنّه نتيجة للأحداث الجارية في أوكرانيا والنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، سيتسارع إنشاء بنية جديدة للعلاقات بين الدول”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى