أخبار كندا

الأنابلازما مرض خطير آخذ في الارتفاع في كندا.. فما هو؟

يحث الخبراء الكنديون على البحث عن أعراض المرض الذي ينقله القراد والذي تزايدت أعداد حالاته بشكل مطرد على مدار الخمسة عشر عاما الماضية.

الأنابلازما هي عدوى يصاب بها البشر والحيوانات بسبب بكتيريا الأنابلازما وتنتشر عن طريق القراد.

ففي  أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأت المقاطعات والأقاليم في الإبلاغ عن عدد قليل من الحالات البشرية كل عام، لكن الخبراء يحذرون الآن من أنهم يشهدون ما يصل إلى 500 حالة سنويا في المناطق التي يعيش فيها القراد الحامل للأنابلازما.

 

وقد عُثر على القراد الذي يحمل داء الأنابلازما في المقام الأول في نوفا سكوشا وكيبيك وأونتاريو، على الرغم من الإبلاغ عن حالات في مانيتوبا وألبرتا.

الأعراض وانتقالها

الأنابلازما هو مرض تسببه بكتيريا تصيب خلايا الدم البيضاء في البشر والحيوانات.

وتشمل الأعراض المبكرة الحمى والقشعريرة والصداع والتعب، وإذا تركت دون علاج، فإن الأعراض طويلة المدى تشمل فشل الجهاز التنفسي وفقر الدم وأمراض الكبد والوفاة في الحالات الشديدة.

وقالت Heather Coatsworth، عالمة الأبحاث في وكالة الصحة العامة التابعة للمختبر الوطني لعلم الأحياء الدقيقة الكندي: “هذا في المقام الأول يحدث للأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة، وكذلك الأطفال وكبار السن”.

ويستغرق الأمر ما يقرب من 18 ساعة من التغذية حتى يتمكن القراد من إصابة المضيف بالبكتيريا.

وأضافت Coatsworth: “نظرا لأنه مرض ينتقل عن طريق الدم، فمن الممكن أن ينتقل أيضا عن طريق نقل الدم والتبرع بالأعضاء، وهناك فرضية مفادها أنه يمكن أن ينتقل من الأم إلى الطفل أيضا”.

وكان قد تم الإبلاغ عن أول حالة إصابة بداء الأنابلازما لدى مواطن كندي في عام 2009.

كيف يمكن مقارنة الأنابلازما بمرض لايم؟

يشترك داء الأنابلازما في الأعراض المبكرة الشائعة مع مرض لايم، بما في ذلك الأعراض الشبيهة بالأنفلونزا.

وفي الواقع، نفس القراد الذي يحمل مرض لايم – عادة القراد ذو الأرجل السوداء – ينشر داء الأنابلازما عن طريق عض البشر.

وفي بعض الأحيان، واجه الباحثون قرادا مصابا بمرض لايم وداء الأنابلازما.

وأحد الفروق الرئيسية بين أعراض المرضين هو أن داء الأنابلازما لا يسبب طفح عين الثور الذي يظهر في موقع لدغة القراد الحامل لمرض لايم.

ومع ذلك، يمكن استخدام نفس المضاد الحيوي – الدوكسيسيكلين – لعلاج كلا المرضين اللذين ينقلهما القراد.

وبمجرد علاج داء الأنابلازما، يتعافى المرضى عادة دون ظهور أعراض ما بعد العلاج، مثل التهاب المفاصل، الذي يظهر لدى بعض مرضى مرض لايم.

ولا يزال مرض لايم أكثر شيوعا من داء الأنابلازما في هذا الوقت، مع ما يقرب من 2500 حالة بشرية في عام 2023، وفقا لوزارة الصحة الكندية.

ولا تتوفر حاليا إحصائيات دقيقة على مستوى الدولة عن داء الأنابلازما.

كيفية الوقاية من الأنابلازما

لا يوجد لقاح يمنع انتقال داء الأنابلازما، لذا فإن تجنب اللدغات هو أفضل طريقة للوقاية من أي مرض ينقله القراد.

وقال Vett Lloyd، أستاذ علم الأحياء في جامعة Mount Allison والذي يدير مختبرا للقراد: “إذا منعت نفسك من التعرض للدغة القراد أو تعاملت مع عدوى القراد بسرعة وتخلصت من القراد، فإن ذلك سيساعد في علاج داء الأنابلازما، ومرض لايم وأي من الأمراض التي ينقلها القراد”.

وأوضح Lloyd أن بخاخات الحشرات مثل DEET التي تستهدف القراد على وجه التحديد – وليس البعوض فقط – غالبا ما تكون أكثر فعالية في منع اللدغات.

كما أن تجنب ملامسة الجلد للمناطق العشبية وإجراء فحوصات منتظمة للقراد عندما تكون في مناطق الغابات وأثناء البستنة أو قضاء الوقت في العشب الطويل يمكن أن يقلل أيضا من المخاطر.

وأشار Lloyd إلى أنه إذا تعرضت للعض، فإن الملقط مفيد لإزالة القراد، ويوصي بالاحتفاظ بالقراد في حالة الحاجة إلى فحصه لاحقا.

وقالت Coatsworth إن وضع الجوارب فوق السراويل وارتداء الأكمام الطويلة ورش الملابس بمبيد البيرميثرين الحشري في الليلة السابقة للخروج يمكن أن يساعد في منع لدغات القراد.

وأضافت: “إذا كنت تعلم أنك تعرضت للدغة القراد، ثم ظهرت عليك فجأة أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا بعد بضعة أيام، فهذا دليل على أنك بحاجة إلى طلب المساعدة الطبية عاجلا وليس آجلا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى