جاليات

“معًا لنحمي أطفالنا” تظاهرة لرفض السياسات المتبعة في المدارس مع إدخال برنامج الثقافة والمواطنة الكيبيكي الجديد

 تحت شعار “معًا لحماية أطفالنا” تجمّع مئات من المواطنين الكنديين، أمام مبنى بلدية مونتريال في شارع نوتردام للتعبير عن رفضهم للسياسات المتبعة في المدارس مع إدخال برنامج الثقافة والمواطنة الكيبيكي الجديد لعام 2024-2025، الذي يتضمن نظرية ‘الهوية الجندرية‘ المثيرة للجدل، بدءًا من السنة الأولى الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية وذلك بدعو ة من تجمّع “معًا لحماية أطفالنا EPPNE”.

“معًا لنحمي أطفالنا، احفظوا براءة الأطفال، المدارس للتعليم وليست للتلقين، نذهب إلى المدرسة لنتعلم اللغات والعلوم والرياضيات، التجميد الفوري لتطبيق أيديولوجية الهوية الجندرية..” هي بعض شعارات ونداءات وصرخات رُفعت ضمن الوقفة الاحتجاجية التي هدفت لرفع الصوت في مقابل ما يتعلمه الاطفال في مدارسهم والتي وبحسب الاهل تسرق منهم طفولتهم وتحرمهم حقوقهم في الحياة بشكل طبيعي “أنا أب، ولديّ أطفال، أريد أن أنقذ أطفالي من الأفكار المثلية، التي تتعارض مع تعاليم ديننا”.

وكان التجمّع قد أصدر بيانًا دعا فيه إلى التظاهر هذا اليوم، ومما جاء في بيانه:

“نوجّه إليكم دعوة عاجلة ومخلصة للحصول على دعمكم. تعليم أطفالنا يواجه مرحلة حاسمة مع إدخال برنامج الثقافة والمواطنة الكيبيكي الجديد لعام 2024-2025، الذي يتضمن نظرية ‘الهوية الجندرية‘ المثيرة للجدل، بدءًا من السنة الأولى الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية. بصفتنا آباء، نحن ملتزمون بشدة بشمولية واحترام جميع الأفراد، بغضّ النظر عن توجّهاتهم. ومع ذلك، نشعر بقلق عميق إزاء الآثار التي قد يتركها هذا البرنامج الجديد. نخشى تأثيره على شبابنا الذين هم في مرحلة حساسة من حياتهم. هذا التغيير لا يمثّل مجرّد تعديل في البرنامج التعليمي، بل هو تغيير جذري في كيفية تشكيل هوية ومستقبل أطفالنا، فضلًا عن الأثر العميق الذي يتركه على صحتهم النفسية. 

في أيلول/ سبتمبر الماضي، رأينا قوة وحدة مجتمعنا. صوتنا الجماعي سُمع، وأثار نقاشًا واسعًا في جميع أنحاء كيبيك. استجاب رئيس الوزراء فرانسوا لوغو بتشكيل لجنة مكونة من شخصيات عامة ومحترفين محترمين لدراسة تأثير هذه القضية على المجتمع. ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه التقدّم، لا يزال هناك ضغط هائل من مجموعات مختلفة لفرض هذا البرنامج في مدارسنا وعقول أطفالنا.

إن مفهوم ‘الهوية الجندرية‘، على الرغم من أهميته لبعض الأشخاص، لا يزال محل جدل كبير ولم يتم التوافق عليه عالميًا كأساس علمي أو اجتماعي. نحن متّهمون بالتعصّب لمجرد أننا نعيد التفكير في هذا المفهوم، بينما تُموّل مجموعات مؤثّرة للترويج له في نظامنا التعليمي”.

وكان تجمّع “معًا لحماية أطفالنا EPPNE” قد أطلق العام الماضي تظاهرة مليونية ضد التعليم الخاص بالهوية الجندرية في المدارس، وقد أنشأت حكومة لوغو، إثر ذلك، في منتصف أيلول/ سبتمبر/2023 لجنة من الحكماء بشأن مسائل الهوية الجنسية.

وفي المقابل نظّم مجتمع الميم تظاهرة في نفس الوقت ونفس المكان في محاولة لأخذ الأمور إلى غير مسارها الحقيقي. وهو ما يتطلّب الوقوف عنده وعند خلفيّاته، حيث رُفعت أعلام وشعارات فلسطينية وأعلام أوكرانية في الوقت نفسه مع أعلام المثليين، لإبراز أن تظاهرة “معًا لحماية أطفالنا” تشكّل اضطهادًا لهم كمجتمع “مثلي”، وللتدليل على أن تظاهرة مجتمع الميم ضد أي اضطهاد لشعب ما أو لفئة ما، كما ردّدوا شعارات “الحرية لفلسطين”، و”لا للإبادة الجماعية”، و”مع حقوق الإنسان”.

هذا وانطلقت التظاهرة وتعالت الهتافات المطالبة بترك الاطفال يعيشون حياتهم كما وهبها الله لهم لا كما تفرضها عليهم المدارس والمصالح الخاصة بالحكومة الكيبيكية وحاول مؤيّدو مجتمع الميم أن يتبعوهم وأن يقفوا في المكان المقابل لهم لإيقاف مسيرتهم، ما أدّى إلى استقدام أعداد كبيرة من الشرطة للفصل بينهم، وقد أطلقت الشرطة الغاز المسيّل للدموع على مؤيّدي مجتمع الميم لإبعادهم عن المتظاهرين، كما وسُمع صراخ بين أحد المتظاهرين في هذه المجموعة مع عنصر من الشرطة، وقد أعلنت شرطة مونتريال في وقت لاحق أنه تم اعتقال رجل في الثلاثينيات من عمره بتهمة الاعتداء بسلاح على أحد عناصر الشرطة.    

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى