مناسبات

الأبّ ميشال فوّاز

المتقدّم بالكهنة الفخري لكنيسة السيّدة العذراء مريم الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة في مونتريال

لماذا يسمّى عيد القيامة  “الفصح”؟

إن عيد الفصح يسمّى بالعبرانيّة فصحا ويترجم عبورا، لأنّه هو اليوم الذي أبدع الله فيه العالم منذ البدء وأوجده ممّا لم يكن موجودا. وفي مثل هذا اليوم اجتاز الشعب الإسرائيلي البحر الأحمر وخلص من استبداد فرعون، بضرب موسى البحر الأحمر رمزا للصّليب، وبقاء يونان النبيّ في بطن الحوت ثلاثة أيّام وبقائه حيّا (رمزا لبقاء يسوع ثلاثة أيّام في القبر وقيامته)،   وفيه نزل المسيح من السّماء وسكن في حشا البتول. وفيه نزل إلى الجحيم ليخلّص المؤمنين الّذين ضبطوا منذ الدهر بقوّة ومنحهم الصّعود إلى السّماوات. فلهذه الأسباب نعيّد مسرورين بابتهاج يفوق الطبع للقيامة العظيمة مصوّرين الفرح الذي اغتنت به طبيعتنا بتحنّن مراحم الله. مظهرين أنّنا حللنا العداوة واتّحدنا مع الله ومع الملائكة أيضا. نقول في التراتيل “فلنصفح لمبغضينا عن كلّ شيء في القيامة ونهتف قائلين المسيح قام من بين الأموات دائسا الموت بموته والذين في القبور وهبهم الحياة.

لماذا نقول المسيح قام حقّا قام!

هذه التحيّة تبقى أربعين يوما ومفروض أن نصافح بعضنا بعضا بهذه العبارة خلال هذه الفترة الفصحيّة، يعني أن نبشّر بعضنا بعضا بأنّ المسيح قد قام ويأتي الردّ: حقّا قام أي نؤمن أنّه قام. هذا الخبر السّار الذي بشّرت به حاملات الطّيب والرّسل عن هذه القيامة وأنّه يمكننا أن نقوم نحن أيضا معه. هذه التحيّة الفصحيّة تعبير عن فرحناـ عن اشتراكنا في الإيمان الواحد وعن تأكيدنا أنّ المسيح غلب الموت. إذا المسيح قام وقرعت الأجراس فرحا وابتهاجا ليوم السّلام، وترنّم الكنيسة ” هذا هو اليوم الذي صنعه الربّ لنفرح ونتهلّل به”. يوم الفصح هو العبور من الموت إلى الحياة، اليوم الذي تحقّقت فيه نبؤات العهد القديم في الخلاص بالفداء بيسوع المسيح لكل مؤمن إلى أيّة طائفة انتمى من المسيحيّة. فليعلم آل إسرائيل جميعا (أي الكتبة والفرّيسيّين) أنّ يسوع الذي حكموا عليه بالموت وصلبوه ظلما قد أقامه الله وجعله ربّا ومسيحا. نصوص الكتاب المقدّس تقرّ بإيمان أنّ الوعد قد أصبح واقعا، قلب حياة كلّ من آمن به، وقادهم إلى أقاصي الأرض ليعلنوا البشرى السّارّة بشرى الخلاص. لقد حوّل كلّ رغبة في العيش إلى حقيقة، وكلّ أمل إلى رجاء، وكلّ موت نفس إلى حياة رغم ضعفاتنا وفشلنا وجعل الخطيئة التي ما تزال تلاحقنا لتقذف بنا في هوّة الموت المبيد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى