البيت الأبيض يستضيف “العشاء الأخير” للمستشارة الألمانية
تحل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ضيفة على الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض اليوم الخميس وعلى جدول الأعمال الكثير من النقاط الخلافية.
وبحسب برنامج اللقاء، سيقيم بايدن مأدبة عشاء على شرف ميركل، حيث وصف مراقبون هذه المأدبة بالعشاء الأخير في أميركا لميركل بصفتها “المستشارة الالمانية”، إذ أنها لا تنوي الترشح للانتخابات المقرر إجراؤها في أيلول المقبل في ألمانيا.
وفي تقرير لها، تناولت صحيفة “واشنطن بوست” علاقة ميركل المتقلبة مع الرؤساء الأميركيين على مدى 16 عاماً، مشيرةً إلى أنّ جدول زيارتها الأخيرة إلى واشنطن مزدحم. فإلى جانب مأدبة العشاء التي سيشارك فيها زوجها يواخيم زاور، ستنال شهادة دكتوراه فخرية من جامعة “جونز هوبكينز”، وستعقد محادثات ثنائية ومناقشات ومؤتمراً صحافياً.
تقول “واشنطن بوست” إنّ بايدن يُعدّ رابع رئيس يستقبل ميركل، معلقةً: “الكثير تغيّر خلال ولايتها (كمستشارة) على مدى 16 عاماً”. وتوضح الصحيفة أنّ زيارة ميركل الأولى إلى واشنطن- بصفتها مستشارة- كانت في عهد الرئيس جورج بوش الابن، الذي “استقبلها بحرارة”. وتكتب الصحيفة: “حصل ذلك في العام 2006، وآنذاك، كان الزعيمان يحاولان رأب الصدع بين بلديْهما عقب الانتقادات العلنية التي وجهها سلفها المستشار غيرهارد شرودر لحرب الولايات المتحدة في العراق”. تتحدّث الصحيفة عن الخلافات بين بوش وميركل، لا سيما على مستوى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مذكرةً برفض المستشارة فكرة بوش المؤيدة لانضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف.
في العام 2009، تعاطت ميركل ببرودة مع تنصيب باراك أوباما رئيساً، إذ تقول الصحيفة الأميركية إنّه صعب عليها مسامحته على هزيمة هيلاري كلينتون في تسمية الحزب الديمقراطي الرئاسية. وتستدرك الصحيفة بالقول: “ولكن سرعان ما ليّنت جاذبيته تحفظها”، مشيرةً إلى أنّه كان الرئيس الأميركي الذي منحها أعلى وسام مدني، ميدالية الحرية الرئاسي، وذلك في حزيران العام 2011، ولم يسبق لمستشار ألماني أن ناله باستثناء هيلموت كول.
وعلى الرغم من أنّ العلاقات بين البلديْن تلقت ضربة قوية في العام 2013 على خلفية اكتشاف تنصت وكالة المخابرات المركزية “CIA” على هواتف 30 زعيماً عالمياً، بينهم ميركل، تؤكد “واشنطن بوست” أنّ التحدي الديبلوماسي الأصعب اتخذ شكل الرئيس دونالد ترامب.
وتوضح الصحيفة أنّ الزعيميْن اصطدما حول مختلف الملفات من التغير المناخي وصولاً إلى مساهمات ألمانيا في “الناتو”. وهنا، تذكّر الصحيفة بالصورة (صورة الخبر) التي أثارت جدلاً بعدما ظهرت فيها ميركل تضع يدها على مكتب لمخاطبة ترامب الذي جلس مكتفاً يديه ومتفادياً النظر إليها. والتقطت هذه الصورة في العام 2018 خلال اجتماع “السبعة الكبار”.
عن لقاء بايدن-ميركل المرتقب، تتحدّث “واشنطن بوست” عن مسائل خلافية، بينها جائحة فيروس “كورونا” والأمن السيبراني والتغير المناخي، مفترضة أن يكون ملف خط السيل الشمالي 2 الروسي-الألماني أكثرها صعوبة.
تستبعد الصحيفة الأميركية أن تؤدي الزيارة إلى حل المسائل الخلافية جذرياً، متوقعةً أن تكون المهمة الصعبة المتمثلة بالتوصل إلى حلول ملموسة من نصيب خليفتها المرجح أن يكون أرمين لاشيت زعيم الحزب “الديمقراطي المسيحي” و”المفتقر لخبرة ميركل ووقارها”.