جاليات

الجاويش ترأس قداسا لراحة نفس الشهيدة ابو عاقلة

اقام تجمع مسيحيي الشرق الاوسط في كندا قداسا الهيا لراحة نفس الشهيدة الاعلامية الفلسطينية شيرين ابو عاقلة، ترأسه راعي ابرشية كندا للروم الملكيين الكاثوليك المطران ميلاد الجاويش بمعاونة رئيس أساقفة مونتريال المطران كريستيان ليپين، ولفيف من الكهنة وذلك في كنيسة المخلص للروم الملكيين الكاثوليك في مونتريال، حضره النائبة عن منطقة سانت لوران كريستين سانت بيار، النائب الفدرالي سمير زبيري، سفيرة فلسطين في كندا السيدة منى أبو عمارة، العضو في بلدية مدينة اوتاوا ايلي شنتيري، رئيس تجمّع مسيحيي الشرق الاوسط پيار شمّاس، ممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في كندا سماحة السيد نبيل عباس، ممثل طائفة الموحدين الدروز الشيخ عادل حاطوم وممثلين عن “المؤسسة الكندية الفلسطينية في كيبيك” والجمعية الدرزية، وحشد كبير من الشخصيات الجاليوية.

الجاويش

والقى المطران الجاويش كلمة تحدث فيها عن مزايا الشهيدة ومعنى الشهادة التي ستتكرر بسبب معاناة الانسان المرة على هذه الارض ومما قاله: “التجمع هو للاحتفال بالقداس الإلهي في ذكرى الشهيدة الفلسطينية المقدسية من القدس. هذا هو الحدث! والحدث لا يكمن في الاحتفال بالموت، ولا في النوح على مأساة الاغتيال، بل في الصلاة لروح بريئة أخرى، أصبحت بفضل استشهادها أيقونة للصمود”.

واضاف: “تثار أسئلة مفجعة مرة أخرى: لماذا تُقتل صحفية تحاول نقل الحقيقة المرة لبلد لا يزال يعيش في مرارة؟ لماذا يطلقون النار على امرأة ذات قلب رقيق، وهي التي تروي شيرين نفسها انها كانت في يوم من الأيام في حالة ذهول من رؤية أطفال يبكون على منزلهم المدمر في بيت حانين في القدس؟ كيف تغتال من ترفض جعل دينها المسيحي جداراً يعزلها عن معاناة أبناء وطنها من المسلمين؟”

وتابع قائلا: “استمعوا إلى ما قالته شيرين ذات مرة في مقابلة تلفزيونية: “لدينا مشكلة واحدة في الحياة، وهي الكراهية”، مؤكدا انه “لو لم تكن لدينا كراهية، لكانت كل مشاكلنا قد حلت”، سؤال طرحه عليها زميل لها، إذا كنتِ ملكة العالم، فما هو أول عمل تقومين به؟ أجابت: سأسحب كل السلاح. مضيفاً “الكراهية عينها قتلتها ونفس السلاح هو الذي قتلها، فشيرين مقدسية، هي ابنة القدس، المدينة التي لا تتوقف شفاهنا عن نطقها أثناء قراءة الكتاب المقدس والانشاد أثناء تلاوة القدّاس وان تكون ابنة القدس وتعيش بالقرب من الأماكن المقدسة نعمة لا نتمتع بها جميعًا… أن تكون ابنة القدس يجب أن تنغمس في جو إنساني-إلهي… يجب أن تكون منفتحًا على حب كل انسان، وكل ابناء ابراهيم؛ وان ترفض أي دعوة للبغضاء والانغلاق والعنصرية سواء كانت قومية او دينية… أن تكون ابنة للقدس هو ان تحترم الله… أن تكون شخصًا عالميًا يمكنه أن يشمل كل شيء في قلب الله، و شيرين هي كل ذلك.. فقد كانت مسيحية بعمق، وفلسطينية بعمق، وعالمية بعمق”.

ولفت الجاويش في كلمته الى ان “شيرين ليست الشهيدة الأولى ولن تكون الأخيرة للأسف… وهي كباقي شهداء بلادها، أعطت نفسها لقضية الحقيقة، ليس فقط الحقيقة التي يحاول الصحفي الوصول إليها ونقلها للآخرين، ولكن حقيقة الانسان الذي يعاني باستمرار على الأرض، التي نعتبرها جميعًا أنها مقدسة”.

وفي الختام دعا “الى ان نصلي من أجل تخليص الإنسان من الكراهية، حسب رغبة شيرين ذاتها، ومن كل نزعة نحو الحرب والصراع”.

ابو عمارة

وفي كلمتها تحدثت  ابو عمارة عن شخصية شيرين المتميزة ومما قالته “ليس من السهل الحديث عن شيرين، خاصة في مكان مثل هذا، مكان سلام ومحبة، ومكان تحبه شيرين من كل قلبها، ليس من السهل التحدث من خلال الألم ومن خلال الدمار عن كتم صوت الحقيقة بهذه الطريقة الشريرة… وليس من السهل المطالبة بالعدالة لشيرين في عالم يبدو أنه يفتقر إلى الإنصاف، فقصة شيرين كقصة فلسطين كانت مليئة بالعذاب والمعاناة…”.

وأضافت “يتكلم الفلسطينيون، يصرخون، يتوسلون، يدافعون، يقاتلون، يقاومون لإنهاء الاحتلال الاستيطاني الاستعماري… لكن هذا الاحتلال الذي قتل شيرين بدم بارد، والعديد من الرجال والنساء والأطفال الفلسطينيين منذ شيرين، يعلم أنه لن يضطر لمواجهة جرائمه لأنه يضمن الإفلات المطلق من العقاب من قبل المجتمع الدولي مؤكدة وجوب محاكمة كل قضية على أساس الحقائق والأدلة، وليس على أساس القوة والمصلحة”.

واشارت الى ان “شيرين، الصحفية المقدسية المحبوبة، كشفت الاحتلال خلال حياتها، بل وأكثر من ذلك بعد مقتلها. لقد أثبتت أن قضية فلسطين لم تكن أبدًا تتعلق بالدين بل بالاحتلال والاستعمار والقمع والفصل العنصري”.

وختمت بالقول “ارقدي بسلام يا شيرين، لقد جددت آمالنا وحيويتنا ولن نخيب ظنك أبدًا… السلام على روحك، والسلام والحرية لفلسطين”.

المطران ميلاد جاويش يلقي عظته.

وضعت صورة شيرين أبو عاقلة أمام مذبح الكنيسة مع تقدمة القرابين.

article

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى