أخبار كندا

بسبب “العنصرية الممنهجة” كيبيك لا تشارك على مستوى وزير في لقاء حول حقوق الإنسان

لا تُشارك وزيرة الهجرة وتدريس الفرنسية والاندماج في حكومة مقاطعة كيبيك نادين جيرو في لقاء حول حقوق الإنسان في كندا تنظمه الحكومة الفدرالية.

ويشارك في هذا اللقاء الافتراضي، بواسطة الإنترنت، الذي ينتهي اليوم وزراء من الحكومة الفدرالية ومن حكومات المقاطعات وممثلون عن سلطات الأقاليم. أمّا كيبيك، المقاطعة الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، فيمثّلها في هذا اللقاء موظف حكومي رفيع المستوى وبصفة مراقب.

فحسب مكتب رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو نتيجة اللقاء معروفة سلفاً وسيصدر المجتمعون في نهايته بياناً حول سياسة وطنية، على امتداد كلّ كندا، لمكافحة “العنصرية الممنهجة”، كما يفيد تقرير لراديو كندا من إعداد رومان شويه وبمشاركة سيباستيان بوفيه وميشلين لافلام.

وإذا كان رئيس حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (“كاك” – CAQ) يقرّ بوجود عنصرية في مقاطعته وبأنه “لا يزال هناك عمل يجب القيام به لمكافحة العنصرية” فيها، فهو يرفض استخدام مصطلح “العنصرية الممنهجة”، خلافاً لرئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو ورؤساء حكومات مقاطعات أُخرى.

وبالتالي يرفض رئيس حكومة كيبيك الانضمام إلى ما يعتبره سياسة وطنية في مجال مكافحة “العنصرية الممنهجة”. وينقل شويه في تقريره عن محيط لوغو قوله إنّ فرض سياسة في هذا المجال ليس من شأن الآخرين عندما يتعلق الأمر بكيبيك.

“تتصرف كيبيك بصورة مستقلة فوق أراضيها وعلى المستوى الدولي أيضاً، لاسيما في موضوع الدفاع عن حقوق الإنسان”، تقول فلور بوشون، المتحدثة باسم الوزيرة جيرو.

وتشير أيضاً سلطات كيبيك إلى أنّ مقاطعتيْ ألبرتا وساسكاتشيوان في غرب البلاد تشاركان، هما أيضاً، في هذا اللقاء بصفة مراقب.

لكنّ الحكومة الفدرالية تنفي ما تقوله سلطات كيبيك حول أسباب عدم مشاركتها في اللقاء على مستوى وزير.

“هذا غير صحيح بالمرّة”، يقول وزير التراث الكندي ستيفن غيلبو، أحد الوزراء الثلاثة الذين يمثلون الحكومة الفدرالية في هذا اللقاء الذي ينعقد للمرة الأولى منذ عام 2017.

ويضيف غيلبو في حديث مع راديو كندا أنّ اللقاء هو “حوار حول العنصرية الممنهجة” ولا يهدف لتبني “سياسة” وطنية إنما لوضع “معيار وطني”.

“هو تشارُك، تبادُل لأفضل الممارسات، كي نرى كيف يمكننا العمل معاً”، يؤكّد غيلبو الذي يمثّل في مجلس العموم إحدى دوائر مونتريال، كبرى مدن كيبيك.

“من الخطأ القول إننا نريد فرض أيّ أمر كان. لا أدري من أين أتى رئيس الحكومة (الكيبيكية فرانسوا) لوغو بذلك”، يضيف وزير التراث الكندي في حكومة جوستان ترودو الليبرالية.

ويرى الوزير غيلبو أنّ “كيبيك أيضاً تقوم بعمل” في المجال المتعلق بموضوع اللقاء الذي تنظمه الحكومة الفدرالية، ويضيف أنّه لم يأتِ أحد إلى اللقاء ليقول “نحن فهمنا كلّ ما يتعلق بالعنصرية الممنهجة وحلَلنا كلّ المسائل”.

“أرى أنّه من المخيّب للآمال ألّا نستطيع التحدث معهم حول هذه الأمور”، يضيف الوزير غيلبو قاصداً الحكومة الكيبيكية.

ومن جهتها انتقدت منظمة العفو الدولية موقف حكومة كيبيك من اللقاء. فقالت في بيان صحفي إنّها “تأسف” لكون “حكومة كيبيك، وبسبب إنكارها العنصرية الممنهجة، انسحبت كلياً من هذا اللقاء الذي يشكّل فرصة فريدة لمجمل الوزراء المسؤولين عن حقوق الإنسان في كندا من أجل التشاور والتحرّك، كما لو أنّ أيّاً من المسائل لا تحظى بأهمية فعلية بنظر كيبيك، ولا حتى حقوق السكان الأصليين”.

“إنه فعلاً لأمرٌ مُزعج، بل مُخجل”، تقول المديرة العامة للفرع الكندي الفرنكوفوني في منظمة العفو الدولية، فرانس إيزابيل لانغلوا.

(راديو كندا / راديو كندا الدولي)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى