ساركوزي والدولار الأحمر
بقلم المهندس فيصل بدير
يحلو لبعض يتامى الكيان من الشعوب اللبنانية ان يحنَّ الى أمّه الحنون التي لفظته ذات استقلال ثم رمته على قارعة التاريخ المُلْتبِس ؛
كيانٌ ضاعَ وتاهَ بين فينيقيةٍ ذات صباغٍ أرجواني ، وبين ميثولوجيا جَهِدْنا ونجهدُ كي نسبرَ أغوارها، علّنا نتقصى جذورها… الضاربةِ في اعماقِ الوهمِ التاريخيّ …
وبين كهنوتٍ أضفى ويُضفي صبغة المذهب على الكيان ، وقبيلةٍ ترنو الى الرمال في نجد والحجاز لكنها ايضا وايضا تُبلى بالداءِ عينه كما نظيرتها الكهنوتية والتباسُ الهوية عليها وحيرة الأصول:
فلا هم عرب في الداخل، ولا هم للعروبة ينتمون ولا هم بها يفخرون ؛
ويقع الجميع في هاوية الحيرة عينها، وتزداد تلك الحيرة مع انحسار الام الحنون وذوائها، وبين شروق شمس اليانكي وصراخ الكاوبوي …
ثم لتبدأ المفردات الفرنكوفونية بالتراجع امام جحافل الكلمات المستوردة من هوليوود ؛
وما الضير في ذلك طالما ان كل هذه الحيرة والتخبّط، تفصل الشعوب عن عروبتها وامتداداتها المؤكدة من حوران مسقط رأس قديس اعطي مجد لبنان له، ولتبقى الشعوب اللبنانية الأخرى قيد الدرس والدوس والاختبار… والانتظار.
ويقعُ الاعلام ” الشريف” ضحيةً غير بريئة أيضاً وايضاً لهذا المدِّ اليانكيِّ الجارف …
فاذا بالجميع يرطنون بمفردات شكسبير ( الشيخ أسبر) وتشارلز ديكنز ولورد بايرون…
وَيَا للصُدفة المفتعلة :
كل هؤلاء ذات اصول ” لبنانية” ؛
وينسى اليتامى او يتناسون ماذا اقترفت فرنسا الحرة وديغولها من مجازر في الجزائر بلد المليون شهيد ونيف !!
وينسى اليتامى او يتناسون دماء الآلاف من الفييتناميين الذي قتلتهم جحافل الفرنكوفونية ثم ليزلزل الجنرال جياب في ديان بيان فو الارض تحت اقدامهم المهرولة نحو الاستسلام …
وماذا فعلوا في مالي وأفريقيا ،
وماذا فعل ساركوزي في ليبيا المُضَرّجة بدماءِ عقيدٍ غُيّب كي تغيب معه اسرار لعبة الامم القذرة في ازقة وحواري طرابلس الغرب وبنغازي ومصراته وسرت؛
ساركوزي الذي لوّن دولار الرشوة الأخضر بلون دماء الليبيين؛ ولمّا يزل يتصارع ماكرون ” الطيب الدمث الرقيق ” والذي استحقَّ وبجدارة قبلاتِ المُحجّباتِ وَنَقْضِ وُضوئهِنَّ في بيروت ، وأدعيتِهنَّ في المساجدِ كي يُخلّصَهُنَّ والايتامَ من براثنِ صُنّاع الفجرِ العربيِّ الذي أشرقَ ذات تموز ، ولِيَحْلمَ الحالمونَ بإطفائه ذات تشرين ؛
ولينطبق عليهم جميعاً قولُ الحقُّ تعالى:
يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ
فَهلْ مِن كلامٍ يُقالُ بَعْدَ كلامِ الحقّ تعالى؟؟؟