أصدقاء الكلمة نيوز

انها المرأة… زهرة الخلق وعطره

هديّتي لكل إمرأة في يوم المرأة العالمي

بقلم بيار بطرس

هي المرأة…

سألني قلمي: “لماذا هذا الارتباك  يا صديقي؟” أجبته لأنّ من سأكتب عنه يُربِك كلَّ الأقلام ويُشغل كلّ الإعلام. حروبٌ كثيرة اشتعلت لإرضائه وسلامُ شعوبٍ عطشى للسكينة، تحقّق بهمسة “نَعَمه”…

نعم، هي المرأة…

هي الوطن الذي سكنه كلُّ عاقلٍ بعد العدم الأوّل قبل استدعائه إلى الوجود.

هي الحضن الذي يتوق إليه كلُّ رجلٍ بعد تعبٍ أليم، ليسمع صوتًا، لا كل الأصوات، صوتًا، إن رقّ شفى السقيم، وإن حنّ زالت عبوسة الوجه، فصار وبحق… بسيم.

هي مُلهمة الفنّانين الذين إن رسموا، يرسمونها أو يرسمون لأجلها، وإن غنّوا، غنّوا لها أو غنّوها وغنّجوها…
إن عزفوا، سكبوا ذاتهم على لوحة البيانو (keyboard) بمفاتيحها البيضاء كأثواب العروسات العذارى، والسوداء كالليل الذي غاب عنه القمر والنجوم، وبمدى رنّات أوتاره العميقة الجهورة وتلك السامية والمرتفعة، علّهم بعَزفهم المتميّز يلفتون انتباهها أو يحصدون إعجابها البالغ النفاسة (priceless)…

المرأة زهرة الخلق وعطره…

المرأة نغمة اللحن وطربه…

المرأة نكهة العيش وطعمه…

المرأة قوّة الرجل وضعفه…

وبالنسبة لكثيرين، المرأة داء ودواء، يأسٌ ورجاء، جحيم وسماء، ضحك وبكاء، فراغٌ وامتلاء…

خَدَعتها الحيّةُ الأولى لتوقع آدم بفخِّ الإغراء وتخلّ توازنه وتعرّيه من ثوب الشراكة وجمال الحب، فأمسى سيّدًا ذكوريًّا ! ظالمًا يسودُ تلك من أوجدها الخالق “عونًا وسندًا وعضدًا وإكليل غار لا إكليل شوكٍ وجمرٍ ونار”…

أجمل ما قيل فيها هو ما لم ولن يُقال!

لأننا كلما قلنا أو كتبنا عنها، سقطت المعاني أمام سحرٍ لا تكفيه الكلمات ولا تفسّره الفلسفات…
وحده الإندهاش الصامت يعطيها حقّها…

وحده التنفّس الراقص على تسارع نبضات قلبٍ، يحاول كسر أضلع سجنه الصدريّ، ليقفز من جسدٍ خشن إلى جسدٍ ناعم، علّه يجد توأمَه الضائع، ويعود إلى تآلف النظرات وولع اللمسات وآمان المودّة التي عرفها في لحظات الفردوس الأوّل الذي طُرِدَ منه…

المرأة المثالية…

هي الأنثى التي انتظرتها أجيال بائسة لتقول “نعم” دائمة وأبدية للكمال السرمديّ، وهكذا، وُلد “الكلمة-اللوغوس” المنتَظَر من رحمٍ، طُهرُه تساوى مع طهر السماء وتفوّق على نقاء الملائكة الأطهار…

إنّها مريم… الإسم الأشهر بين نساء العالمين والأرفع بين جميع القديسات والقديسين…

المرأة…

أمٌّ وجَدّة، أخت وقريبة، جارةٌ وزميلة، صديقة ورفيقة، شريكٌة ومساعدِة…

المرأة…

حبٌّ وحبيبة، عشقٌ وعشيقة، دفء وخمرةٌ وسكرةٌ…

إن أردنا أن نختصر الجمال في السماء، قلنا: “الله”…

وإن أردنا اختزال الجمال في التاريخ، صرخنا: “الله، هي المرأة”…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى