صحة

داء الفيالقة.. هل يشكّل خطراً على صحة الإنسان؟

بعد تحول العوامة “ستوكهولم” التي تستخدمها السلطات البريطانية في إيواء اللاجئين إلى بؤرة لانتشار بكتيريا “الليجيونيلا” أو “الفيلقية” التي تنتقل عبر رذاذ المياه وتصيب الجهاز التنفسي، طغى الحديث عن داء الفيالقة. فهل يشكّل خطراً على صحة الإنسان؟

يُعتبر داء الفيالقة مرض ناتج عن بكتيريا “الليجيونيلا”، ويعرف المرض أيضاً باسم “داء قدامى المحاربين”.

وتعد الليجيونيلا المستروحة الموجودة في البحيرات والأنهار والجداول والينابيع الساخنة وغيرها من المسطحات المائية، السبب الأكثر شيوعا لتفشي المرض.

احتمالية الإصابة
لم يحدد العلماء جرعة معينة من البكتيريا للإصابة بالمرض، لكنهم رصدوا إصابات لأشخاص كانوا على بعد 3 كيلومترات أو أكثر من مصدر الفاشيات.

وتعتمد احتمالية الإصابة على تركيز الليجيونيلا في مصدر المياه، ونشر الهباء الجوي، إلى جانب العوامل المتعلقة بالشخص المضيف للفيروس مثل العمر والحالة الصحية.

أما عن سبب الإصابة بداء الفيالقة، فيرجع عادةً إلى نوع الليجيونيلا المستروحة في المياه العذبة الطبيعية، أو حتى في أنظمة المياه الاصطناعية التي توفر بيئات مواتية لنمو وانتشار البكتيريا.

ويعيش هذا النوع من البكتيريا عادةً في المياه عند درجات حرارة تتراوح من 20 إلى 50 درجة مئوية، ويمكن أن تعيش الليجيونيلا وتنمو كطفيليات داخل الأغشية الحيوية للأوليات التي تتخذ من المياه مكانا للعيش.

طرق الانتقال
يعد استنشاق الهباء الجوي الملوث الشكل الأكثر شيوعا لانتقال الليجيونيلا، والتي تشمل وحدات التكييف الخارجية في المباني الضخمة وأجهزة الترطيب.

ويمكن أن تحدث العدوى أيضا عن طريق استنشاق الماء، خاصة لدى مرضى المستشفيات.

أما بالنسبة للعدوى، فلم يتم الإبلاغ عن أي انتقال مباشر من إنسان إلى إنسان حتى الآن.

أعراض داء الفيالقة
الليجيونيلا هو مصطلح عام يصف أشكال الالتهاب الرئوي وغير الرئوي للعدوى.

أعراض الشكل غير الرئوي
يطلق على الشكل غير الرئوي من داء الفيالقة اسم “داء بونتياك”، وهو مرض شبيه بالإنفلونزا الحادة، عادة ما يستمر من يومين إلى 5 أيام، تمتد فترة حضانته من بضع ساعات وحتى 48 ساعة. وتتمثل الأعراض الرئيسية في:

الحمى – القشعريرة – الصداع – الشعور بالضيق – آلام العضلات.
ولا توجد وفيات مرتبطة بهذا النوع من العدوى.

أعراض الشكل الرئوي
تمتد فترة الحضانة للشكل الرئوي من داء الفيالقة من 2 إلى 10 أيام، (لكن تم تسجيل ما يصل إلى 16 يوما في بعض الفاشيات).

في البداية، الأعراض هي:

الحمى – فقدان الشهية – الصداع – الشعور بالضيق والخمول.
قد يعاني بعض المرضى أيضا من آلام في العضلات وإسهال وارتباك.

عادة ما يكون هناك أيضا سعال خفيف مبدئي، ولكن يمكن أن يصاب 50% من المرضى بالبلغم. ويعاني حوالي ثلث المرضى من البلغم المتقطع بالدم أو نفث الدم. وتتراوح شدة المرض من سعال خفيف إلى التهاب رئوي سريع الوفاة.

والمضاعفات الأكثر شيوعا لداء الفيالقة هي فشل الجهاز التنفسي والصدمة والفشل الكلوي الحاد والفشل متعدد الأعضاء.

ويتطلب التعافي دائما علاجا بالمضادات الحيوية، وعادة ما يكتمل بعد عدة أسابيع أو أشهر. وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي التدريجي الحاد أو العلاج غير الفعال للالتهاب الرئوي إلى مشاكل دماغية.

وعادة ما يتفاقم مرض داء الفيالقة غير المعالج خلال الأسبوع الأول، وتحدث الوفاة في بعض الحالات بسبب التهاب رئوي تدريجي مع فشل في الجهاز التنفسي و/أو تعرض الجسم لصدمة تتسبب في فشل الأعضاء.

وقد يصل معدل الوفيات إلى 40-80% في المرضى غير المعالجين الذين يعانون من ضعف المناعة، في حين ينخفض خطر الوفاة إلى 5-30% من خلال أخذ التدابير المناسبة واعتمادا على شدة العلامات والأعراض السريرية.

وبشكل عام، يتراوح معدل الوفيات في الشكل الرئوي من داء الفيالقة عادة بين 5 و10%.

علاج داء الفيالقة
الشكل غير الرئوي للعدوى يشفى لوحده ولا يتطلب تدخلات طبية، بما في ذلك العلاج بالمضادات الحيوية.

في المقابل، فإن المرضى المصابين بمرض الفيالقة الرئوي، يحتاجون دائما إلى العلاج بالمضادات الحيوية بعد التشخيص.

المصدر :الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى