جاليات

اندريه ابراهيم: مسرحية صيف 840 تحاكي واقعنا من اربعينيات القرن الماضي وحتى اليوم

مسرحية صيف 840 للرحابنة من بطولة سيف البحر غسان صليبا وهدى، الغريبين اللذين اجتمعا في ساحة دون ان يسأل احدهما الآخر انت من اين، تعود الى كندا بعد غياب سنوات وسنوات بتوقيع المخرج جيري عبسي والفنان الشامل اندريه ابراهيم الذي عرف بحسّه الفني المثقل بالدراسة والخبرة الفنية ان يعيد الى اذهان الحضور في اوتاوا وما بعدها مونتريال اجمل ذكريات تراثنا اللبناني المشبع بالحركة والفن والاصالة.

الكلمة نيوز” التقت ابراهيم حول العمل الجديد الذي سيعرض في السابع من شهر نيسان المقبل على مسرح مرسلان شامبانيا في مونتريال ومعه كان هذا الحوار الشائق.

-لنتعرف على اندريه ابراهيم؟

انا من مشغرة البقاع الغربي، هاجرت الى كندا في تسعينيات القرن الماضي ولما ازل أحمل لبنان في قلبي، درست اصول الغناء الشرقي في المعهد الوطني للموسيقى كما تتلمذت على يدي الراحل زكي ناصيف. شاركت في مسرحيات الرحابنة لمدة اربع سنوات واحمل ميدالية من برنامج استديو الفن عن فئة الغناء الشعبي للاستاذ الكبير زكي ناصيف.

شاركت بمهرجانات كثيرة داخل الوطن وخارج حدوده منها تونس، كندا، اميركا واستراليا ولدي CD “شبّهوكي للقمر” يتضمن ست اغانٍ تحمل تواقيع العديد من الشعراء ومن الحان زكي ناصيف وسمير صفير وسهيل فارس.

-ماذا عن فرقة “نجوم لبنان” نشأتها، افرادها وأهدافها؟

التقيت انا والمخرج جيري عبسي على بعض الاعمال الفنية الصغيرة لزوم كنيستنا في اوتاوا، ومعا ارتأينا تأسيس فرقة تُعنى بالاعمال والمسرحيات الفنية، فكانت فرقة “نجوم لبنان” التي ابصرت النور في العام 1993 بعد الاتفاق مع مجموعة من محبي الفن على انواعه، الرقص، الغناء، التمثيل، وقد قدمنا حتى الآن حوالي 15 عملاً مسرحياً لفنانين لبنانيين لعل ابرزهم الفنان المتميز زياد الرحباني.

تدور اعمالنا حول التراث اللبناني أو الاعمال اللبنانية بشكل عام، وأول عمل قدمناه على خشبة المسرح كان صيف 840 والذي نعيد تقديمه هذا العام تزامنا مع مرور 30 سنة على تأسيس الفرقة. وهنا اود ان الفت الى حرصنا على اعادة جمع  كل المواهب التي شاركت معنا في الماضي في هذا العمل الريادي بامتياز.

-لماذا صيف 840 دون غيرها من المسرحيات وقد سبق لكم وان عرضتموها؟ وهل من تحديات واجهت تحضيراتكم لمثل هذا العمل الضخم؟

سؤال في محله، هذه المسرحية هي تفسير لواقعنا الحالي والذي لم يتغير منذ العام 1940، لقد تغيرت الشخصيات بالفعل، اما الاحداث فتعيد نفسها وان باسماء مختلفة،اما بالنسبة للتحديات فهي كثيرة لعل ابرزها: ايجاد عناصر للدبكة حيث لاحظنا قوة لدى العنصر النسائي في مقابل تعلق الشباب بالدبكة الحديثة لكننا عملنا على معالجة هذا الموضوع، ايجاد مسرح كبير يستطيع فريق عملنا المؤلف من 45 شخصا ان يقدم مسرحيته عليه مع ما يرافقه من ديكور و…، اسعار المسارح التي باتت خيالية، القوانين المفروضة على المسارح ان  لناحية التقنيات او لناحية الوقاية كمثل منع ادخال اي من الاسلحة ولو مهما كانت طفولية او وضع سلالم خاصة حرصا على سلامة الممثلين، هذا دون ان ننسى موضوع التأمين الالزامي لكل عناصر العمل وهي امور لم نعتدها في عملنا المسرحي السابق.

خيارنا لصيف 840 يأتي وبغض النظر عن موضوعها، كونها تحمل كل مقومات تراثنا اللبناني، فيها الدبكة، الموسيقى والالحان الجميلة كما موضوعها الذي لا يقبل التأويل والذي نعيشه كل لحظة من حياتنا وكأننا في العصر عينه.

-برأيك هل تغيرت أذواق الناس ام انها لا زالت تعيش الماضي وان بتطور اكثر؟

بالطبع اذواق الناس تغيرت وكثيرا جدا، فالتحدي الذي واجهناه يكمن في أذواق الناس وخياراتهم، اذ ان الغالبية منهم باتت تبحث عن الاكل والرقص والحركة للتنفيس عنها وخصوصا جيل الشباب، وهذا الوضع مقلق جدا، من هنا كان خيارنا بتقديم هذا العمل من جديد لنؤكد للناس اننا لا زلنا نملك اشياء جميلة في لبنان وعلينا ان نقدمها للناس لاسيما في مغترباتنا.

وهنا لا بد لي من ان انوه انه وعلى الرغم مما لمسناه، فان من أنقذ هذا العمل الجيل الجديد، شباب ما دون الثلاثين من العمر والذين اعطونا دفعة قوية للسير بما نقوم به ايمانا منهم بأهمية التراث اللبناني الاصيل.

-لنتعرف على الشخصيات الكندية من اصول لبنانية التي لعبت الادوار الاساسية في هذا العمل؟ وهل سيتم الغناء مباشرة على المسرح ام ستعتمدون البلاي باك؟

سيعتلي مسرح Marcellin-Champagnat ما يقارب ال45 شخصا ما بين راقصين وممثلين و…اما الادوار الرئيسية فهي: اندريه ابراهيم في دور سيف البحر، لينا بدر في دور ميرا، كلود حكّيم في دور اليوزباشي عساف، دانيال اسطفان بدور الشيخ فرنسيس، زياد الرحباني بدور ابو الياس الفالوغي وربيع حداد بدور المختار.

اما بالنسبة للاغاني فقد عملنا على تسجيلها تحت اشراف عائلة الراحل منصور الرحباني، اذ ان الغناء الحي لمثل هذا العمل الضخم يتطلب تقنيات عالية الجودة وبالتأكيد بكلفة باهظة الثمن، لذا اعتمدنا البلاي باك كما الاغاني الحية ودائما وفق قدراتنا المادية كفرقة غالبيتها من من الهواة.

-هل تمّ التواصل مع ارباب العمل الاصليين، اي الرحابنة؟ وبرأيك هل كان هناك حرية مطلقة في اداء الادوار ام اعتمدتم تقليد الشخصيات كما كانت عليه في المسرحية؟

نحن نفتخر بما قدمه فنانونا في مسرحهم، لكن لدينا نحن ايضا اسلوبنا ورؤيتنا للعمل بعيدا عن التكلف والابتذال.

اما بالنسبة الى التواصل مع الرحابنة فأحب ان أؤكد اننا لا نقدم على اي عمل مسرحي دون التواصل مع اصحاب الحقوق احتراما للفن الذي نقدمه من جهة واحتراما لذواتنا من جهة ثانية، وبالنسبة لصيف 840 فقد سبق وجلسنا مع الراحل منصور ومنه أخذنا الاذن كما من الساسم ومن ثم عدنا وتواصلنا مع ورثة الراحل من جديد وقد اعطانا الاستاذ اوسامة الرحباني الاذن باعادة عرض المسرحية في كندا.

– وفي الختام هل من نية لدى القيمين على العمل في كندا بعرض المسرحية خارج اوتاوا ومونتريال؟

صراحة، تلقينا الكثير من الدعوات من العديد من المقاطعات الكندية كما من اميركا، لكن المشكلة تكمن في العناصر الاساسية الثلاث: التوقيت، اذ اننا عائلة كبيرة ولكل منا التزاماته وبالتالي من الصعب جدا ان نلتقي على موعد ثابت، غياب المسارح الكبيرة التي بامكانها ان تستوعب هذا العدد من الممثلين والكلفة الباهظة لاستئجار اي مسرح في حال وجد.

وهنا لا بد من القول ان الاذواق تغيرت، ففي السابق كان المهاجر يبحث عن اي عمل تراثي يتبعه ويتابعه اما اليوم فالجيل الجديد يبحث عما يضحكه ويسليه لا عما يثقّفه، من هنا نجد صعوبة بارضاء كل الاذواق خصوصا وان جيل الشباب هم الاكثرية التي ستشكذل غالبية الحضور في اي عمل فني جديد.

-كلمة اخيرة؟

بداية اتوجه بالشكر لموقع الكلمة نيوز على هذه التغطية الرائعة كما اود ان اقول للجالية اللبنانية ان هذا العمل ليس من الاعمال المحدودة بالامكانيات بل على العكس الوجود المحلي لا علاقة له بنوعية العمل وقيمته الفنية، فنحن اصحاب اختصاص لكل منا خاصيته وهي عوامل تساعدنا لتقديم الاعمال الناجحة التي بدأناها منذ حوالي ثلاثين عاما ولما نزل، ففي اوتاوا حضر المسرحية 1300 شخص وكانت الاصداء اكثر من رائعة واذ نطلب من الجمهور تشجيع الجيل الجديد الذي ابدى حماسا بتقديم عمل فني تراثي فولكلوري، ففي هذا التشجيع دعوة لهم للاهتمام بمثل هذه الاعمال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى