لقد كان الفنانون اللبنانيون منذ فترة طويلة في طليعة هذه المقاومة الثقافية. تعكس أعمالهم النسيج الغني لتراثنا وتعمل كجسر بين الثقافات. هؤلاء الفنانون هم صانعو التغيير يستخدمون إبداعهم لتحدي الصور النمطية، وإشعال المحادثات، وتعزيز السلام في المنطقة وخارجها”.
وأضاف: “في جمعية مجتمع بيروت السينمائي ، نريد من شباب لبنان أن يفهموا أن لبنان هو أكثر من مجرد أرض جغرافية. تمتد حدود لبنان إلى ما هو أبعد من الجغرافيا؛ نحن متجذرون في هذه المنطقة بدور كبير نحمله، حاملين رسالة السلام والمصالحة، رسالة اللقاء. هذه هي ثقافتنا، بجذورها الشرقية وبُعدها العربي، فهي تحمل العمق الشرقي والتأثير الغربي، بالإضافة إلى تنوع الإيمان المسيحي والإسلامي. شباب لبنان قادرون على التفاعل مع جميع الثقافات، مما يقرب الناس من بعضهم البعض ويخدم كمثال يُحتذى به. تأثير ثقافتنا على الناس لا حدود له. شباب لبنان، وخاصة الفنانين، مدعوون للعب هذا الدور كل يوم، ويُطلب منهم عدم التراجع عن هذه المهمة، مهما كانت صعبة.
لقد كانت جمعية بيروت السينمائية أساسية في دعم هؤلاء الفنانين، وخلق الفرص لأولئك الذين يريدون البقاء، وتزويدهم بالموارد والمنصات التي يحتاجونها للنجاح. في مواجهة التحديات العديدة، أظهرت الجمعية صمودًا لا يتزعزع، مدافعة عن قضية السينما اللبنانية وضمان استمرار قصصنا في أن تُروى. رؤيتنا للبنان صديق للسينما هي رؤية حيث يتم تعزيز الإبداع ويمكن لصناعة السينما أن تزدهر، مما يسهم في النمو الثقافي والاقتصادي. فوسط كل هذا الفوضى العالمية، نظل ملتزمين بالقيم التي نعلمها لطلابنا وأطفالنا بشأن المواثيق والاتفاقيات الدولية التي تحمي الإنسانية. كفنانين، نرفض أن نخون ثقافتنا وذاكرتنا، وأن نصبح شهود زور على الظلم الذي نشهده يوميًا. ندعو شركاءنا الدوليين في العالم الحر إلى الحفاظ على هذا الإرث الإنساني، ورفض المعايير المزدوجة، وإعادة التأكيد على صلاحية الاتفاقيات الدولية”.
وختم قائلا: “بينما ننطلق في النسخة الثامنة من هذا المهرجان، نتذكر قوة السينما في توحيدنا، وتعزيز الفهم، وخلق عالم أكثر شمولية. دعونا نحتفل بصمود وإبداع صانعي أفلامنا، ونواصل دعم جهودهم في بناء صناعة حقيقية”، معربا عن تقديره لضيوف المهرجان هذا العام بديع أبو شقرا وريتا حايك واصفا اياهم بالقدوة للشباب والفنانين، يجسدون الإرادة القوية، والصمود، والمبادرات الاستباقية التي تُبقي الشعلة متقدة.
هذا وتم تقديم الدروع للفنانين المكرمين باسم “مهرجان الفيلم اللبناني” على هيئة ورقة الاسفندان تقديرا لعطاءاتهم الفنية المميزة.
برنامج المهرجان
ويجوب مهرجان الفيلم اللبناني هذا العام، وهو واحد من أكبر المهرجانات في العالم المخصص لعرض الأفلام اللبنانية والعالمية أربعة مدن عبر البلاد هي مونتريال (من 1 حتى 6 حزيران)، العاصمة الكندية اوتاوا (من 7 حتى 11 حزيران)، على ان يكمل البرنامج جولته في تورنتو (من 7 حتى 11 حزيران) فانكوفر (من 20 حتى 23 ايلول) وهاليفكس (من 7 حتى 11 تشرين الثاني) ويتضمن عروض تسعة أفلام طويلة منها “ع مفرق طريق”، “هردبشت” platon seven، low Budget ،My dad، و”وحشتيني”، “المزرعة” “وادي المنفى”، “يانال”، وما لا يقل عن 22 فيلما كما العديد من المؤتمرات وورش العمل والمقابلات ومناقشات فردية مع صانعي الأفلام من لبنان وكندا وأماكن أخرى منها سام لحود، هيام ابو شديد سابين قهوجي، بشارة عطالله وغيرهم كثيرين.
ومن الافلام الطويلة المشاركة نذكر:
-وفي ليلة الافتتاح كان لفيلم “هردبشت” للمخرج اللبناني محمد دايخ والذي صدر في 2023 حصته الاولى من المشاهدات وهو من بطولة حسين قاووق، رندة كعدي، حسين الدايخ، فؤاد يمّين، محمد عبده، غابرييل يمّين، ألكسندرا قهوجي، وجوزف زيتوني وتدور احداثه حول عائلة مكونة من أم وثلاثة أبناء يعمل اثنان منهم في ترويج المخدرات فيما الشقيق الاصغر ملتزم دينيا غير انه يجبر على العمل مع اخوته. يتناول الفيلم قضايا ومواضيع مختلفة تشمل العنف والفقر والتهميش والفوضى وتجارة المخدرات.
-اما فيلم“وادي المنفى” Valley of Exile من تأليف وإخراج آنا فاهر (2023) ومشاركة الفنانين ماريا حسن، هالة حسني، ميشال حوراني، جوي حلاق، ساجد عامر، فيتناول موضوع شقيقتين قُتل والدهما في سورية، فتفرّان من دمشق إلى مخيم للّاجئين في منطقة البقاع في لبنان. الكبرى تحاول لم شمل عائلتها والصغرى تحاول البحث عن شقيقها المفقود، وفي المخيم الذي تلجآن اليه تعيشان تجارب عديدة تكتشفان من خلالها ان رحلتهما تلك ليست سوى اختبار لتعلقهما ببعضهما البعض وبلدهما الام سوريا.
-ولفيلم تجاري “Low Budget Fiest” من تأليف وإخراج مهدي قنديل (2024) قصة جديدة مع الكوميديا والمغامرة، السخرية، من بطولة كارول عبود، برناديت حديب، مجدي مشموشي، خالد السيد، سعد حمدان، حسان مراد، وديان أبي علام ويتناول قصة أربعة أصدقاء، يحاولون سرقة لوحة بقيمة 3 ملايين دولار من أحد المتاحف الشهيرة في مسعى لتحقيق أحلامهم وتحطيم الحدود الفاصلة بينهم وبين الثراء والشهرة.
-أما فيلم “يانال” Yanal للمخرج جاد أبو علي (2023) وتمثيله الى جانب ريان الحركة، ليليان نمري، نعمه بدوي، جان قسيس، وسعد حمدان، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول لجاد أبو علي ويتناول فيه رسائل إنسانية في إطار اجتماعي رومانسي.
-“المزرعة” The Farm من تأليف فؤاد يمّين وأنطوني حموي، وإخراج نديم مهنا (2024) ومن تمثيل وسام حنا، ميرفا القاضي، الطفل عبد الحي فرحات، رولا شامية، ميشال حوراني، أنطوانيت عقيقي، وأليكو داوود، ويتناول إشكالية العنصرية والتعصّب وحقوق الطفل في إطار إنساني وهادئ. فوسام شاب لبناني، استُشهد والده الضابط في الجيش اللبناني، على يد الجيش السوري في إحدى المعارك، مما ولَّد لديه حقدًا تجاه السوريين. يتعرّف على الطفل اللاجئ السوري عبود الذي يمتلك مخيلة واسعة، حيث سكن الطفل مع عائلته في مزرعة يملكها وسام بعد خروجهم من سورية. وتؤدي هذه العلاقة بينهما إلى تغيير بشخصية وسام وعودته عن إحساسه بالحقد على السوريين.
-“وحشتيني” أو “العودة إلى الإسكندرية” Back To Alexandria: من تأليف وإخراج تامر روغلي (2023) ومن بطولة نادين لبكي والفرنسية فاني أردان Fanny Ardant، ومن الممثلين المشاركين إنعام سالوسة، سلوى عثمان، هاني عادل، وليلى عز العرب ويتناول قصة سو التي تعود بعد عشرين عاما إلى موطنها مصر لرؤية والدتها المريضة والمنفصلة عنها، فيروز، الأرستقراطية الرائعة وغريبة الأطوار. تقودها سو في رحلة مفاجئة من القاهرة إلى الإسكندرية، وتتواصل مجددًا مع أحبائها وتواجه ذكرياتها وماضيها المؤلم.
ونذكر من الأفلام القصيرة المشاركة:
“العبء الأبيض” White Burden إخراج: أندرو عبده – 15د
“سبب وجودي” My Reason For Being إخراج: جولي كبّي- 18د
“أراك قريبًا” See You Soon إخراج: كارلي حنا- 14د
“في الليل” In the Night إخراج: شيرين خالد- 13د
“أنت سريع الزوال” Ephemeral You إخراج: نور حسن دمشقية- 16د
“أمل” Amal إخراج: جين كرم- 15د
“غامض” Obscurus إخراج: ميا خليل- 17د
“إليك” To you(th) إخراج: ميرا مرعب- 18د