أخبار دولية

بعد 42 عاماً.. فضيحة تهزّ إسرائيل: “حزب الله” فجّر مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور عام 1982

نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية تقريراً جديداً كشف عن فضائح جديدة ترتبطُ بحادثة تفجير مقرّ الحاكم العسكري الإسرائيلي في مدينة صور – جنوب لبنان، يوم 11 تشرين الثاني عام 1982.

وحينها، أدّى هذا التفجير إلى مقتل 76 إسرائيلياً جراء تدمير مباني المقر الإسرائيلي، كما قتل في المُقابل 15 مُعتقلاً لبنانيين كانوا داخل المبنى. كذلك، تمّ إجلاء 24 جريحاً من تحت الأنقاض، وجميعهم يحملون نُدوب الحادث.

ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ لجنة التحقيق العسكرية الخاصة التي تمّ تشكيلها قبل نحو عام لإعادة النظر في “أسوأ كارثة” في تاريخ الجيش الإسرائيلي حتى يوم 7 تشرين الأول الماضي، قد انهت عملها وكتبت تقريرها المُوجز بشأن الحادثة.

ووُصفت إستنتاجات اللجنة بـ”الدرامية والمثيرة”، وتُشير “يديعوت أحرونوت” إلى أن الخلاصات الناتجة عن التقرير ستُقدّم إلى رؤساء أجهزة الإستخبارات ومؤسسة الدفاع والحكومة الإسرائيلية، وبعدها إلى عائلات الضحايا.

ونسفت نتائج التحقيقات الذريعة التي أطلقتها إسرائيل بشأن الحادثة والتي قالت إنها ناجم عن انفجار قوارير غاز داخل مطبخ المقر، مشيرة إلى أن الحادثة لم تكن بسبب الأمر المذكور، وأضافت: “ما حصل كان أول هجوم إنتحاري لحزب الله، ويقول تقرير التحقيق إن هناك نتائج مثيرة للقلق ليس فقط في ما يتعلق بأسباب التفجير، بل أيضاً في ما يتعلق بالتستر عليها وتكلفة هذا التستر”.

وفي السياق، يقول دوف شفايتزر، وهو شخص أصيب بجروح خطيرة جرّء الإنفجار: “على الرغم من أن الهجوم حصل قبل 42 عاماً، إلا أن الجميع داخل المؤسسة الأمنية يعرفون حقيقة ما حصل جيداً، ويعرفون أن الكارثة كانت هجوماً. لقد تم السعي لدفن القضية، الأمر الذي يضر بذاكرة الجرحى وعائلات الضحايا. حان الآن وقت ظهور العدالة.. أنا حزين لأن والدي الذي توفي عام 2021 لم يعش ليشهد على لحظة ظهور الحقيقة”.

ويقول تقرير “يديعوت أحرونوت” إنه خلال الساعات الأولى بعد الإنفجار، تم النظر إلى الحدث وتسجيله في كل مكان على أنه هجوم بسيارة مفخخة. وفي الساعة 07:26 مساء، تم تسجيل ذلك صراحة في مذكرات شعبة العمليات في هيئة الأركان العامة وما قيل هو التالي: بلاغ عن انفجار سيارة مفخخة بالقرب من المبنى الحكومي في صور، ونتيجة الانفجار انهار المبنى”.

ووفق “يديعوت”، فإنَّ بعض المسؤولين قالوا إن الجيش الإسرائيلي فضّل تعريف الكارثة على أنها حادث يتعلق بانفجار اسطوانات الغاز الخاصة بالطهي، لأنه لولا ذلك لكان سيتم الحديث عن إهمالٍ جسيم في تأمين المبنى ضد التهديدات، وما حصل هو أن جهاز “الشاباك” تستّر على الأمر لأن نتيجة أخرى تعني أن خدمات الحماية قد فشلت”.

وبحسب عضو كبير سابق آخر في الشاباك، “كان المبنى على بعد 70 متراً من الطريق ولم يكن هناك جدار حوله، بل سياج بحبل. إذا كانت هناك تحذيرات وكان هناك هجوم، فهذا إهمال إجرامي”.

وتلفت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هناك شخصين لبنانيين، شاهدا سيارة من نوع “بيجو” قادمة بسرعة باتجاه المبنى وبداخلها شاب، وتضيف: “وفقاً لهذين الشخصين، فإن السيارة انحرفت فجأة بشكل حاد ودخلت الشارع في الزاوية الشمالية الغربية للمبنى واصطدمت بالباب. وبعد ثوانٍ قليلة وقع انفجار عنيف أدى إلى إصابة أحد الشهود بحروق في وجهه. وبحسب ذلك الشاهد، فقد تم علاجه على يد طبيب من الصليب الأحمر، وعندما سمع منه عن السيارة نصحه بعدم الإفصاح عنها. إثر ذلك، تم تحديد موقع الطبيب من قبل وزارة الدفاع وأكد الرواية”.

وتقول “يديعوت” أيضاً إنه تم بالفعل العثور على سيارة بيجو زرقاء فاتحة ضمن أنقاض المبنى، وقد حاول الجيش الإسرائيلي التحقق مما إذا كانت السيارة مصادرة من قبل الشاباك، لكن كل الإشارات إلى المنظمة لم تظهر شيئاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى