غادة الأرناؤوط
رمضان شهر الخير والبركة … شهر الرحمة والغفران والتوبة
شهر التصدّق والإحسان إلى الفقير وتفقّد المريض والمطلقة والأرملة والتبسّم في وجه يتيم والإحساس بجوع المحتاج والصبر على الظمأ وشكر الله على نعمه التي منّ بها على الإنسان …
من اجمل ميزات رمضان أن فيه تجتمع العائلة حول المائدة في وقت واحد ، يتبادلون أطراف الحديث ، لعلها للمرة الأولى والوحيدة خلال العام.
هو شهر له بهجة في النفس ليس كسائر أشهر السنة وذلك يعود ربما لأنه شهر كريم يغدق بالحسنات والغفران على الإنسان الذي يستغلّ حلوله بالصوم والصلاة وقراءة القرآن وقيام الليل ما يهذّب النفس ويطهّر الروح من كل شوائبها ..
لكن هذا العام أضف الى الإحساس بفقدان فرحة ” اللمّة الحلوة ” وسهرات العائلة والأصدقاء والتقاليد الرمضانية وسماع صوت المسحراتي والتنزه على الكورنيش ليلاً مع سحور رمضاني في ظل أجواء جميلة مليئة بالفرح ، اليوم كل انسان ليس فقط المهاجر او المغترب يفتقد كل هذه الأجواء بل من هو في بلده وبين أهله بسبب الجائحة التي تجتاح العالم وترعبه وأمعنت في ترسيخ التباعد الإجتماعي وعزلت المرء عن محيطه فلا فرحة لعيدٍ أو لقاء !
الكل يخاف الكل، ومنع تجوّل حال من التقاء العائلة او الاصدقاء حول المائدة ما يشكل ضغطًا نفسياً كبيراً لدى المهاجر
كذلك الأمر لدى اهلنا في لبنان الذين يعانون الأمرين ،اذ هذا العام سيغيب صحن الفتوش عن المائدة وستغيب معه اللحوم بسبب الوضع الإقتصادي الصعب الذي يعيشه المواطن اللبناني.
في الختام لا يسعنا الا ان ندعو الله عزّ وجلّ أن يعجّل بفرجه ويرفع البلاء عنا وأن يكون شهر رمضان شهر الخير والبركة على العالمين.