منوّعات

“قصر سرّي” خرافي لبوتين… مساحته 39 ضعف إمارة موناكو

يبدو أنَّ المعارض الروسي أليكسي نافالني (44 سنة) لم يستسلم بعد، وعاد إلى الساحة بقوة مع نشره مقطع فيديو يحرج السلطة الروسية بتفاصيل دقيقة حول قصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السري الذي ينفي سيد الكرملين ملكيته له.  

ويظهر الفيديو الذي تصل مدته إلى ساعتين من الوقت القصر الضخم في غيليندزهيك على شواطئ البحر الأسود تصل قيمته إلى حوالي 1,10 مليار يورو، ومساحته إلى 17,700 متر مربع، أي ما يعادل 39 ضعفاً مساحة موناكو، في منطقة معزولة عن العالم يحظر حتى الطيران فوقها.

ونشرت مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد تسجيلاً صوتياً للأخير ذكر فيه أنَّ المكان يمثل “مملكة، ودويلة في روسيا تضم مرفأ وكنيسة وحرساً للحدود”، ولاقى التسجيل 22 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة.

أما تمويله، فيبقى المسألة الأكثر حساسية بعدما تولاه أصدقاء بوتين في ظل ظروف غامضة. والواقع أنَّ رجل الأعمال سيرغي كوليسنيكوف القابع اليوم في المنفى فضح القضية عام 2010.

وفي التفاصيل التي أوردتها مجلة “لوبوان” الفرنسية، نشر الأخير جزءاً من العقود الخاصة بالمشروع وكشف عن هوية الصديق المقرب من بوتين نيكولاي تشمالوف الذي يتصرف نيابة عنه، وتعود أصوله إلى مدينة سانت بطرسبرغ وسيزوج ابنه من إحدى بنات الرئيس.

إلا أنَّ الأخير لم يكن الشخصية الوحيدة المشاركة في المشروع. وبدورها، خدمت شركة “بينوم” التابعة لنجل ابن عم بوتين ميخائيل تشيلوموف كاسم مستعار. وعمل المتعاونون المقربون من الرئيس، ومن بينهم الرئيس الحالي لشركة النفط العملاقة “روسنفت” إيغور سيتشين، على جمع الأموال ومتابعة المشروع عن كثب.

وتحدث كوليسنيكوف عن أحد الترتيبات المالية الذي تمثل في استيراد المعدات الطبية المبيعة إلى المستشفيات الروسية بأسعار تفوق الأسعار العادية بضعفين أو ثلاثة أضعاف، وتحويل الفارق إلى الشركات الأجنبية قبل أخذ 35 في المئة من قيمتها لبناء القصر الذي كان يسمى في حينه “المشروع الجنوبي”.

وادعى كوليسنيكوف أنَّه عقد اجتماعات عمل عدة مع بوتين، مشاركاً إلى حد كبير في تطوير المشروع. وقال: “كان الهدف إنشاء مكان لبوتين ليلجأ إليه بعد انتهاء ولايته”. وبهدف تعزيز السرية، حصل جميع المتورطين على ألقاب، وكان “ميخائيل إيفانوفيتش” ذلك الذي يشير إلى بوتين.

وانسحب كوليسنيكوف من المشروع عام 2010 بعدما وجه رسالة إلى الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، طالباً منه وضع حد للفساد الذي يحيط به.

 ويمكن التعرف إلى المبنى الذي اكتمل بناؤه اليوم من خلال جولة ثلاثية البعد أعدّها فريق نافالني. وتظهر خلف الواجهة التي يعلوها نسر إمبراطوري ذهبي مشابه لذلك التي يمثل في قصور القياصرة في القرن الثامن عشر، غرف نوم فخمة تصل مساحتها إلى 260 متراً مربعاً.

وتبين أنَّ القصر يضم أكثر من 12 غرفة أخرى و47 مقعداً، أحدها مصنوع من الجلد وتصل تكلفته إلى 225 ألف يورو. إلى ذلك، تتجاوز قيمة طاولة فيه الـ40 ألف يورو. في المرحاض، تصل تكلفة الفرشاة المصنوعة في إيطاليا إلى 690 يورو وقاعدة لفة الورق إلى 1030 يورو.

إلى ذلك، يشمل القصر مسبحاً وحمام الساونا وحمامات تركية ومسرحاً وصالة سينما وأخرى للقراءة، فضلاً عن حلبة هوكي تحت الأرض.

ويضم ثلاث صالات مذهلة تتمثل بكازينو أشبه بصالات لاس فيغاس مجهزاً بآلات الميسر، ما يثير السخرية في وقت تحظر مثل هذه الأماكن في معظم أنحاء البلاد.

ويشمل أيضاً نادياً يتميز بأضواء خافتة ومسرحاً مخصصاً للرقص القطبي، وصالة ضخمة تضم قطاراً كهربائياً وحلقة من السيارات المصغرة.

وفي الخارج، تصل المساحة المحيطة بالقصر إلى 300 هكتار من الكروم ومزرعة محار ونفق يربط القصر بالشاطئ.

والواقع أنَّ التقرير قوبل باستخفاف الكرملين الشديد، وذكر المتحدث باسم الأخير دميتري بيسكوف “إنهم يرددون رواية قديمة، والرئيس لا يملك قصراً”.

أما نافالني، فأصر على نشر المحتوى بعد وصوله إلى موسكو لإظهار أنَّه “لا يخشى بوتين”. وينتظر المعارض الروسي صدور الحكم القضائي بشأن عقوبة السجن لثلاث سنوات ونصف سنة مع وقف التنفيذ، مع احتمال خضوعه للسجن المشدد.

ومع ذلك، يشدد على أنَّه لا يزال فرحاً بالعودة إلى وطنه ويدعو مؤيديه إلى تظاهرة في 23 كانون الثاني (يناير).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى